السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"صيف حار جداً" لشاشات في أهم المهرجانات العالمية للفيلم القصير

نشر بتاريخ: 07/02/2017 ( آخر تحديث: 07/02/2017 الساعة: 17:22 )
"صيف حار جداً" لشاشات في أهم المهرجانات العالمية للفيلم القصير
رام الله- معا- تم قبول فيلم "صيف حار جداً"، :4216 دقيقة، إنتاج مؤسسة "شاشات سينما المرأة" ضمن مهرجانها العاشر "ما هو الغد"، ومن إخراج وسيناريو أريج أبو عيد، في المسابقات الرسمية لثلاث من أهم المهرجانات العالمية للفيلم القصير – مهرجان كليرمونت فيراند في فرنسا، تامبري في فنلندا، كما في مهرجان نيون في سويسرا، الذي سحب الفيلم نظراً لعرضه مسبقاً في سويسرا بينما تنص قوانين المهرجان على أن يكون للمهرجان العرض السويسري الأول. وأشادت لجنة الإختيار في كليرمونت فيراند بالفيلم قائلة "أنه نزع قلوبهم من صدورهم"، ووجه المهرجان دعوة للمخرجة أريج أبو عيد لإستضافتها لمدة 8 أيام، ولكن نظراً لصعوبة السفر من غزة مكان إقامة المخرجة فلن تتمكن أبو عيد من السفر.

تم إنتاج الفيلم كجزء من أربعة أفلام أنتجتها "شاشات" ضمن مهرجانها العاشر في المبادرة السينمائية "ما هو الغد" والذي إنطلقت فعالياته في الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، 2016، وشملت بالإضافة إلى الإنتاج افتتاحين للمهرجان، الأول في قاعة رشاد الشوا في مدينة غزة، والآخر في قصر رام الله الثقافي، حيث توحد شطرا الوطن برؤية سينمائية لا تفرقها الحدود السياسية ولا الجغرافية. كما شملت تسعين عرضاً ونقاشاً للأفلام الأربعة في ثماني عشرة مدينة ومخيمين بالتعاون مع ثماني جامعات ومدرستين، وست عشرة مؤسسة شبابية وثقافية ومجتمعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة لإنتاج حلقة تلفزيونية عن بعض النقاشات والتي ستعرض في شهر أذار الحالي.
وتنفذ "شاشات" مشروع "ما هو الغد" بتمويل رئيسي من صندوق الديمقراطية الأوروبي EED، كما من صندوق الديمقراطية الوطني NED، بالإضافة إلى المؤسسة السويسريةCFD التي تعنى بالمرأة والسلام.
يحكي فيلم "صيف حار جداً" قصة واقعية وشخصية للمخرجة أبو عيد خلال الحرب على غزة عام 2014، بأسلوب وثائقي-تجريبي يمتاز بالتوتر، ومشاعر الأرق والقلق والخوف، والكبت النفسي، وإلإحساس بالاختناق، كما عبر عن ذلك المشاهدون الذين تراوحت ردود فعلهم من انتباه وصمت شديد وأجواء من الحزن والألم وصعوبة لدى البعض بالتنفس كأن صخرة وقعت على صدورهم من الم الفقدان والصدمة التي حملتها نهاية الفيلم، وعبروا كيف ان زمن الحرب يختلف عن أي زمن آخر، فهو زمن انتظار ثقيل الخطى في انتهائه، والأمل في العودة إلى زمن ما كان قبل الحرب.

واجمع مجموعة من الطلبة الشباب بأن الفيلم اظهر كيف أن حياة الانسان الفلسطيني هي حياة مهددة ليس بإمكانها أن تبني المستقبل، كما كان لديهم شعور عارم باللوم والغضب على الذات، وإنه لا يمكن استمرار الحياة بمعناها الحقيقي إذ كيف يستطيع الإنسان أن يفكر بحياة أو بغدٍ وحياته معرضه في كل لحظة للإغتيال.

الأنثوي في الحرب والعمل الإبداعي النسوي كتغيير للغد
وقالت احدى المشاركات في العروض أن الفيلم هو سينما مرأة بإمتياز حيث بيّن معاناة الفتيات وقت الحرب، مؤكدة ان النساء هن الاكثر تضرراً جراء الحروب وخاصة عندما تكون المرأة محجبة وتضطر ان تنام بملابسها وحجابها خوفاً من المداهمات، وأيضا كيف ان هذا الموت له طقوس معينة في المجتمع الذكوري، فالمخرجة خافت من الاستحمام حتى لا تموت عارية، كما أن الصورة وحركة الكاميرا عكستا انقلاب الحياة وتلاشي معناها وعدم السيطرة عليها وضبابيتها تعبيراً عن الرعب التي عاشته أريج والذي ليس شيئا خارجاً عن تجربتها الجسدية، وإنما استدخل الموت والرعب في جسدها.
واعتبر المشاهدون أن أريج بجرأتها وبإصرارها وبطموحها في تناول مأساتها عبر هذا الإنتاج السنيمائي تحاول ان تصنع غداً مختلفاً ليس فيه للألم أو الفراق أو الموت مكاناً، وأن سردها لهذه الحكاية البصرية هو محاولة لتجاوز الوجع، إذ أن التعبير الإبداعي فيه نوع من التصالح والتطهير وارتقاء بالحكاية، وجعل من قصة شخصية موضوعاً إبداعياً عاماً ، بالرغم من أن المرأة في لحظات الحرب هي الأكثر ضعفاً وأول من يكتوى بنارها، لكن النساء يمتلكن قدرات ومجسات وطريقة رؤية وينظرن للأمور بعين مختلفة قادرة على تقديم عمل فني غني بالتفاصيل المؤثرة، فالصور الطافحة بالتفاصيل وعمق الدلالات البصرية في فيلم أريج تعبر على فرادة التجربة والفرق بين المعرفة التي يقدمها الفيلم والمعرفة التي تقدمها الأخبار.

"ما هو الغد"، هي مبادرة سينمائية مجتمعية مكملة لرسالة مؤسسة "شاشات سينما المرأة" في دعم الإنتاج والإبداع النسوي الفلسطيني الشاب، خاصة من خارج منطقة الوسط، وإتاحة الفرص لمخرجات شابات بأن ينتجن الثقافة السينمائية الفلسطينية ويعبرن عن عوالم فلسطينية من مختلف أرجاء فلسطين. كما شكل المهرجان العاشر إستمرارية لنهج مؤسسة "شاشات سينما المرأة" في إتاحة نشاطات سينمائية في كامل أرجاء الوطن كحق من حقوق الإنسان، وربط العمل الثقافي بشراكات مع مؤسسات مجتمعية في قرى وبلدات ومدن ومخيمات وجامعات الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل المساهمة في تطوير مجتمع مدني قوي وحيوي يعبر عن الحيوات المختلفة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
"ما هو الغد" يوثق لنا هذه اللحظة الفلسطينية ويطرح تساؤلات موجهة للمجتمع ككل، وخاصة للشباب منه، من خلال عيون نسائية شابة - هل فكرت بالغد؟ هل حلمت بغد قد ترينه بعيد المنال ومستحيل، أو أنه غد قريب ولكن لا تستطيعين الوصول إليه؟ ما هي معالم هذا الغد؟ هل تعتقدين أنه لا يوجد غد، بل هو فقط هذا اليوم الطويل من الأسى واليأس والإحباط؟ هل نستطيع أن نصنع غدنا؟ كيف ذلك؟ هل هذا الغد شخصي، ذاتي أم هو غد جمعي مشترك؟
هذه التساؤلات تم التعبير عنها في الأربعة أفلام والتي شملت بالإضافة إلى "صيف حار جداً"، "جرافيتي"، "صالحة"، و"موطني".
من جانبها رأت د. علياء ارصغلي، مديرة "شاشات" والتي أشرفت على إنتاج الأفلام الأربعة أن رسالة مؤسسة شاشات ليست من الأهمية "فقط لسينما المرأة في فلسطين ولكن للعمل السينمائي الفلسطيني ككل". وعقب د. عبد الناصر النجار، نائب رئيس مجلس إدارة شاشات على أهمية الشراكة بين المؤسسات الثقافية والمجتمعية خاصة الشبابية منها.

و"شاشات" هي مؤسسة أهلية، تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي. كما تركز شاشات على تنمية قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب. وتعمل على إتاحة الفرص للمرأة للتعبير عن ذاتها، ودخولها إلى عالم الإبداع السينمائي من أجل صنع القرار في مجال الثقافة. وقد حازت مؤسسة شاشات على "جائزة التميز في العمل السينمائي" من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010.