القسام ترد- إسرائيل تكسر جدار الصمت حول صفقة التبادل
نشر بتاريخ: 08/02/2017 ( آخر تحديث: 08/02/2017 الساعة: 17:09 )
غزة- تقرير معا- كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها تلقت عروضا إسرائيلية عبر وسطاء لإجراء صفقة تبادل جديدة، مؤكدة أن الصيغة التي قدمتها إسرائيل لا ترقى الى الحد الأدنى من مطالبها.
تصريحات القسام التي نشرتها اليوم الأربعاء، تفتح عدة تساؤلات حول اقتراب صفقة تبادل بين القسام وإسرائيل؟ وماذا تريد اسرائيل من العروض المقدمة؟ وما الذي يمكن أن يعيق صفقة التبادل؟
المحلل السياسي حسام الدجني أكد ان تصريحات القسام وضعت النقاط على الحروف بان أي صفقة تبادل لها عناوينها ومعروفة المفاوضين، كما أن دور الوسطاء معروف، مبينا أن تصريح القسام له العديد من الدلالات على المستوى الداخلي الفلسطيني أو الإسرائيلي أو حتى على صعيد الوسطاء إقليمين كانوا أو دوليين.
وأشار الدجني أن كتائب القسام وجهت رسالة خاصة للمجتمع الإسرائيلي ولعائلات الجنود بأن هذه التسريبات والعروض التي ينشرها الإعلام الإسرائيلي ما هي إلا لخلق ارباك في المجتمع الإسرائيلي، وتظهر نتنياهو بأنه حريص على "أبنائه" ويعمل على إطلاق سراحهم، بينما هو يقدم مبادرات يعلم مسبقا أن المقاومة لن توافق عليها ولن تقبل بها وهي لذر الرماد في العيون.
ويقول الدجني: "عندما تحسم القسام أن هذه العروض لا ترق الى الحد الأدنى من مطالبها فهي ترسل هذه الرسالة الى المجتمع الإسرائيلي".
أما الرسالة الموجهة للمستوى الفلسطيني فمفادها، كما قال الدجني: أن القسام لم ولن يتنازل عن شرط الإفراج عن محرري صفقة شاليط وان أي تفاوض بعد ذلك سيكون ضمن صفقة مشرفة يفتخر بها الشعب الفلسطيني.
أما على صعيد الوسطاء فأكد الدجني أن تصريح القسام يؤكد لهم أن هناك محددات للتفاوض وأدواته معروفة قبل القيام بأي جهود وان تكون هذه المحددات ضمن الافراج عن محرري صفقة شاليط وإلغاء قانون الأيادي الملطخة بالدماء حتى تستطيع اسرائيل أن تنفذ مطالب المقاومة.
وحول وجود مقترحات لإتمام صفقة تبادل على أساس إنساني بين الحركة وإسرائيل قال الدجني أن هذه التصريحات مردودة، مبينا أن الجنود الاسرائيليين لدى المقاومة هم جنود في الجيش الإسرائيلي تم اعتقالهم في قطاع غزة ولا يمكن ان يكونوا مرضى نفسيين يتم استبدالهم بصفقة إنسانية، مشددا ان هذه العروض هي استفزاز للمقاومة وتضليل للرأي العام الإسرائيلي حتى تصدر أزمتها للمقاومة بان لديها جنود وان هناك صفقة تلوح بالأفق.
وكانت وسائل إعلامية إسرائيلية قالت إن حركة حماس رفضت مقترحا إسرائيليا بتبادل أسير إسرائيلي مقابل أسير لحماس على أساس إنساني، متمسكة بصفقة تبادل شاملة أو بقاء الوضع على ما هو قائم، وفقا لمصدر من حركة حماس للإذاعة العبرية "ريشت بيت".
بدوره أكد المحلل السياسي وسام عفيفة أن الاحتلال يواصل ضغطه بشتى الوسائل الإعلامية أو التسريبات والحديث عن عروض يعني أن هناك حصادا من الضغط النفسي ومحاولة إثارة الجبهة الإسرائيلية تجاه القضية الحساسة.
وشدد عفيفة أن أي مفاوضات بهذا الملف لا يمكن للقسام أن يبدأها من نقطة الصفر وهناك صفقة وفاء الأحرار نقطة البداية وليست نقطة النهاية وقال: "هناك تجربة سابقة سيتم البناء عليها والاحتلال سيبدأ المفاوضات الطويلة والعروض في هذا الملف وهذه المناورة لن تكون واسعة كما كانت في صفقة شاليط التي أبرمت للمرة الأولى".
وشدد أن هامش المناورة يضيق أمام الاحتلال والخيارات لن تكون فضفاضة كما كانت في السابق وورقة الضغط ستكون للمقاومة مبينا انه إن كان ثمة إعاقات فهي مرتبطة بالأسماء وبالسجال والمزايدات السياسية داخل اسرائيل وقدرة الجبهة الداخلية وتحديدا ذوي الجنود وقدرتهم على التأثير وتحشيد الرأي عام ضد الحكومة.
ورأي عفيفة أن محاولات الاحتلال إقامة جدار من الصمت حول قضية الأسرى بدأت تنهار بعد فشل خيارات الإفراج بالطريقة العسكرية المباشرة أو البحث عن المعلومات أو حتى معلومات استخبارية جديدة مثل أن يحدد ثمن أي صفقة مستقبلية جديدة
وكانت القسام نشرت مؤخرا صورا لأربعة من جنود الاحتلال المأسورين بغزة، خلال تصريح مقتضب للمتحدث باسم القسام أبو عبيدة، نفى فيه تقديم أي معلومات حول هؤلاء الجنود الأربعة دون ثمن.