الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

في عهد ترامب- الذهب والدولار إلى أين يتجهان؟

نشر بتاريخ: 10/02/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
في عهد ترامب- الذهب والدولار إلى أين يتجهان؟
بيت لحم- تقرير أحمد تنوح- معا- يشهد سوق العملات وخاصة سعر صرف الدولار، وكذلك الذهب مؤخراً حالة من التأرجح على منصات التداول عالمياً، وتحديداً منذ تسلم الرئيس الامريكي ترامب مقاليد الحكم، واطلاقه لتصريحات تهدف لرفع مستوى التضخم واضعاف الدولار، الأمر الذي يبقي على توقعات المتابعين والمحللين بشأن مستقبل الدولار رهن سياسات ترامب على الأرض.

المحلل الاقتصادي د. بكر اشتية، توقع خلال حديثه لـغـرفـة تـحـريـر معا حدوث تراجع أكثر في سعر صرف الدولار، معزياً ذلك إلى توجه السياسة الأمريكية بشكل واضح نحو خفض سعر الدولار الذي تعتبره الحكومة الأمريكية "عبء"، وتحتاج لخفضه حتى يتنسى لها استقطاب المستثمرين الأمريكيين في الخارج.

ويرى اشتية أنّ ترامب رجل اقتصادي من الدرجة الأولى، وهو لوح ببعض التصريحات التي من خلالها يدفع المستثمريين ببدء "حرب العملات" التي تهدف لخفض سعر صرف الدولار، مضيفاً أنّ كبار المضاربين في العالم اصبحوا متخوفين من خفض سعر الفائدة ما دفعهم إلى التوجه نحو شراء الذهب.

الفلسطينيون.. كيف يتأثرون من تغير سعر صرف الدولار؟

وعن تأثر الفلسطينيين بتأرجح سعر الدولار، أوضح أنّ 25% من التدفقات النقدية لدى الفلسطينيين بالدينار والدولار، بمعنى أنّ 25% من المواطنين سيتأثرون سلباً في حال تراجع الدولار، وما سيتبعه من انخفاض القوة الشرائية للراتب.
وبين اشتية أنّ 77% تقريباً من مدخرات الفلسطينيين بالدينار والدولار الأمر الذي سيؤدي إلى تأكلها في حال انخفاض الدولار، على اعتبار أنّ القدرة على اللجوء للمدخرات ستكون اضعف.

ويعتقد أنّ المستفيدين من انخفاض سعر الدولار هم المقترضين والذين يشكلون مع الكفلاء نحو 90% من الفلسطينيين، في حين ستتأثر السلطة الفلسطينية سلباً إذا انخفض الدولار؛ لأن المساعدات التي تأتي من الخارج تكون بالدولار، والسلطة تنفقها بالشيقل.

التكهن صعب.. لكن تصريحات ترامب لها الأثر الأكبر..

الخبير والمحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم، قال في حديث لـغـرفـة تـحـريـر معا إنه يصعب التكهن بما سيجري لسعر صرف الدولار في الفترة المقبلة، لكن التوقعات والاتجاه العام يرجح بأن الدولار سيبقى يتذبذب داخل انحناءات ضيقة، وسيعود للصعود لكن ليس بشكل حاد.

وتوقع أن يتراجع سعر الذهب خلال الأشهر المقبلة، على اعتبار أنّ الناس بدأت تنسحب من اسواق المال والعقارات وتلجأ إلى الذهب، والذي سيعود إلى ما دون 1200 دولار للاونصة ولن يستمر بالارتفاع.
وأشار عبد الكريم إلى أنّ بعض التصريحات الصادرة عن ترامب مثل إلغاء اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي، ونيته تشييد جدار على الحدود مع المكسيك، اضافة إلى موقفه من العولمة الاقتصادية والعلاقات التجارية، وسياسته الرامية إلى اضعاف الدولار ورفع مستوى التضخم بما يزيد من منافسة المنتوجات الامريكية في الاسواق، وهذه الأمور مجتمعة أثرت وتؤثر على مستوى سعر صرف الدولار وعلى سوق العملات اجمالاً.

وكان قد ارتفع الدولار على جميع منصات التداول أمس مسجلا أكبر مكاسب في يوم واحد أمام الين في ثلاثة أسابيع بعد تعقيبات من ترامب قال فيها إنه سيعلن عن خطة ضريبية كبرى خلال الأسابيع القليلة القادمة،

تغير سعر صرف الدولار وعلاقته بالشيقل

ويتوقع أن ترفع الخطة الضريبية من التضخم ما سيجبر البنك الفيدرالي الأمريكي على رفع سعر الفائدة الأمر الذي سينتج عنه تباعاً ارتفاع سعر الدولار.
وحول تأثير تغير سعر الدولار على الاقتصاد الإسرائيلي وعملة الشيقل المتداولة في السوق الفلسطيني، يرى عبد الكريم أنّ اقتصاد إسرائيل متين وقادر على مواجهة الازمات، ومبني أكثر على القيمة المضافة العالية للسلع والمنتوجات، وبقاء الدولار قوياً يكون لصالح الشيقل الذي كلما ضعف زادت عملية دعم صادرات إسرائيل، وبالتالي يستبعد تدخل البنك المركزي الإسرائيلي نحو تغير سعر الفائدة في الوقت الراهن.

وزاد الدولار أكثر من خمسة بالمئة أمام سلة عملات كبرى في فترة الشهر ونصف الشهر التي أعقبت فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية لكنه اتجه للانخفاض هذا العام مع تركيز ترامب على التجارة والهجرة أكثر من الحوافز المالية.