الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"التواصل الأوروبي الفلسطيني" يصدر تقريرا عن سياسة المانيا تجاه "حماس"

نشر بتاريخ: 11/02/2017 ( آخر تحديث: 11/02/2017 الساعة: 11:50 )
القاهرة - مراسل معا - ضمن سلسة تقاريره حول العلاقات الأوروبية الفلسطينية، أصدر منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني،امس الجمعة تقريرا حول السياسة الألمانية تجاه حركة "حماس" . ويتكون التقرير الذي أعده الباحث وسام أبو الهيجا من ثلاثة فصول ويقع في 18 صفحة من القطع الصغير .
وقد أجاب التقرير عن عدد من الأسئلة المهمة لفهم العلاقة بين ألمانيا وحركة حماس ، وكذلك العلاقة الألمانية الفلسطينية بشكل عام. وأوضح كيف ينظر الألمان لحركة "حماس" وما هو تصنيفهم لها ؟ وما هي المعايير التي وضعها المطبخ السياسي والدبلوماسي الألماني على المستوى الداخلي والخارجي للتعامل مع حركة تمثل سياسيا "أكثر من نصف المجتمع الفلسطيني؟"
كما أشار التقرير إلى دور ألمانيا ووزير خرجيتها الأسبق " يوشكا فيشر " في تشكيل اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط، بعضوية كل من الولايات المتحدة وروسيا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ،بعد العملية الفدائية التي نفذها الجناح العسكري لحركة " حماس " في آذار/ مايو 2002
الفصل الأول من التقرير يركز على محددات السياسة الألمانية تجاه حركة حماس، وبحث في العوامل التي ساهمت في خلق منهج سياسي ألماني "شبه ثابت" تجاه الحركة والمناخ الإقليمي والدولي المحيط به، بينما عرض الفصل الثاني المواقف الألمانية تجاه حركة حماس بعد فوزها في انتخابات 2006 ومرحلة الإنقسام الفلسطيني، والحصار على قطاع غزة والحروب " الإسرائيلية " المتلاحقة على قطاع غزة، وأما الفصل الثالث فإنه يرصد مواقف الأحزاب الألمانية من حركة حماس وعرض جانب من التصريحات السياسية لرؤساء وأعضاء عدد من تلك الأحزاب .
وقد توقف التقرير عند التباين الذي حصل في مواقف الاحزاب الالمانية تجاه حركة حماس بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية عام 2006 وتشكيل إسماعيل هنية للحكومة الفلسطينية آنذاك.
وأشار التقرير الى أن عددا من الأحزاب الالمانية كانت على قناعة بأن هناك مصلحة ألمانية، كبلد يعتبر السلام جزءا من سياسته الخارجية ويتعاون مع الأمم المتحدة ومع شركائه الأوربيين من أجل إحلال السلم الدولي، في التعامل مع حركة حماس، ولكن كل تلك الأحزاب كانت مجمعة إلى حد كبير على ضرورة قبول حماس بشروط اللجنة الرباعية الدولية.
وأوضح التقرير أن الخطاب الرسمي الالماني تجاه حركة حماس يعتبر ثابتا، فالحكومة الألمانية تجاهر بانحيازها لصالح "إسرائيل " وتعبر باستمرار عن دعمها تل ابيب  في مواجهة "حماس" وعن حق إسرائيل "في الدفاع عن النفس". ولم تتوقف برلين عن مطالبة حماس بتغيير موقفها الرافض لتطبيق شروط اللجنة الرباعية الدولية والإعتراف بالإتفاقات الدولية الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
كما تطرق التقرير إلى موقف أحزاب المعارضة الألمانية، مثل حزب اليسار وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، لا يختلف كثيرا عن المواقف المعلنة من حركة حماس لأحزاب الإئتلاف الحاكم في ألمانيا بزعامة الحزب المسيحي الديمقراطي وشركائهم المحافظين في الحزب المسيحي الإجتماعي والحزب الإشتراكي الديمقراطي، باستثناء بعض الدعوات الخجولة التي أطلقتها الكتل النيابية لأحزاب المعارضة في جلسات البرلمان الألماني لإنهاء مقاطعة الحكومة الألمانية لحماس كمدخل لإنهاء ما اصطلح عليه في السياسة الألمانية " دائرة العنف " في قطاع غزة بين الفلسطينيين و " الإسرائيليين " والتي لم تجد أصداء أو تأثيرات في السياسة الألمانية ولدى صناع القرار، وأبقت تلك الدعوات مقرونة ًبقبول حماس بمخرجات عملية السلام والإعتراف بإسرائيل والتخلي عن مقاومتها المسلحة ضد الاحتلال.
وفي الخلاصة أكد التقرير بأن المراقبين والمحللين الألمان ينظرون إلى حركة حماس على أنها نقلة نوعية للصورة النمطية التي بناها الغرب عن الحركات الإسلامية " الجهادية " ، حيث إستطاعت الحركة أن تقدم خدمات إجتماعية وثقافية وتشارك في انتخابات المجالس الطلابية والغرف التجارية، وبلغت ذروة التحول في مسيرة حماس بنظر المحللين الألمان حينما قررت المشاركة في الإنتخابات التشريعية عام 2006 وفوزها بالأغلبية، وهو ما أهلها لتصنف من وجهة نظر البعض على أنها حركة مقاومة ضد الإحتلال وليست حركة " إرهابية " ذات مرجعية متطرفة لا تحمل أهدافا أو رؤى محددة، ومن هنا بدأ التسليم لدى شريحة من السياسيين بضرورة قبول الحركة كحقيقة سياسية في عملية السلام بالشرق الأوسط وضرورة التعامل معها بناء على محددات السياسة الألمانية وتطور موقف الحركة المنضوية تحت قائمة الإسلام السياسي بالشكل الذي يؤهلها للإندماج في المجتمع الدولي.
وختاما أكد التقرير بأن السقف المرتفع للشروط الألمانية مرده إلتزام ألمانيا التاريخي تجاه "إسرائيل"، حيث تمر السياسة الداخلية و الخارجية الألمانية عبر نافذة الإلتزامات التاريخية وتأويلات "معاداة السامية"، وهو ما يجعل الخطاب السياسي تجاه حركة حماس أمرا معقدا يرتقي إلى أن يكون خطا أحمر  يحرم تجاوزه بأي حال من الأحوال، إلا أن فرص فتح القنوات بين ألمانيا وحركة حماس ما زالت قائمة، بالنظر إلى الدور الفعال والقبول الذي تتمتع به ألمانيا من كافة الأطراف في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، على غرار المفاوضات السرية والمباشرة مع حركة طالبان، حيث يجد بعض الساسة الألمان في تلك المقارنة متنفسا ًأو هامشا ًلمشكلة حظر الحديث مع حماس، وما زالت برلين تأمل في دمج حركة حماس تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها من حرج التعامل المباشر مع الحركة بالتعامل مع رئيس منظمة التحرير المقبول غربيا ًمحمود عباس.
وكان المنتدى أصدر خلال السنتين الماضيتين عددا من التقارير غطت العديد من جوانب العلاقة الأوروبية الفلسطينية وتطوراتها .