الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أين تتجه حماس بعد انتخاب السنوار رئيسا لها في غزة ؟

نشر بتاريخ: 14/02/2017 ( آخر تحديث: 15/02/2017 الساعة: 07:55 )
أين تتجه حماس بعد انتخاب السنوار رئيسا لها في غزة ؟
غزة- معا- أيمن أبو شنب- أُسدل الستار على انتخابات حركة حماس في قطاع غزة والتي تمخض عنها تولي يحيى السنوار (55 عاما) رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، خلفا لإسماعيل هنية والذي شكل مفاجأة لدى البعض كونه شخصية لا تظهر على العلن إلا نادرا.
ويرى مراقبون أن وصول السنوار إلى رئاسة حركة حماس في غزة سيؤثر في سياساتها الداخلية والخارجية. لكن القيادي في حركة حماس صلاح البردويل قال : "إن اختيار السنوار قائدا لحركة حماس في غزة جاء بعملية ديمقراطية انتخابية معقدة وبإرادة ووعي من عشرات الآلاف من كوادر الحركة".
ويؤكد البردويل في تصريحات صحفيه أن حركته لا تتغير بتغير قائدها وأنها حركة مؤسساتية بالدرجة الأولى وقراراتها تؤخذ بالشورى وبطريقة بالغة التعقيد، مضيفا: "من الصعب أن يكون القائد رقم واحد هو صاحب القرار ولسنا حركة دكتاتورية كما بعض الحركات التي تخلّد القائد ويبقى على سدة الحكم".
وتابع البردويل :" إن التخوفات أو الهواجس التي حاول الإعلام الصهيوني ترويجها وانساق معها البعض بعد انتخاب السنوار لا تغني عن الحقيقة أن حماس ماضية في طريقها الشوري الديمقراطي ولا تفارق مبادئها ولا أهداف شعبها".
ويشير إلى أن التركيز على الأشخاص هي محاولة للنيل من حماس ومن برنامجها السياسي، موضحا أن البعض يحاول أن يقزم حماس في شخصية القائد.
بدوره ، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن اختيار السنوار لرئاسة حركة حماس في غزة قد يكون مفاجئا للبعض ولكنه شخصية قيادية وعسكرية ووطنية تسعى إلى الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام.
ويقول الصواف في حديث مع مراسل "معا" إن حركة حماس رغم أهمية قادتها إلا أن القائد فيها ليس من يقرر السياسة أو يمتلك قرار التغيير أو التبديل وحده بل هو عمل قيادي جمعي شوري "، مضيفا " أن القيادات في حماس جزء من صناعة القرار سواء كان السنوار أو هنية أو غيره في رئاسة الحركة".
وفيما يتعلق بقرار المعركة مع اسرائيل ، يقول الصواف :" حماس لم تبدأ أي معركة مع الاحتلال ولكنها تحاول الدفاع عن الشعب الفلسطيني في حال فكر أو قام العدو بتنفيذ أي اعتداء ".
ومضى يقول "موضوع الحرب أو المعركة أو المقاومة له علاقة بقرار الحركة ككل وليس بقرار فرد فيها".
ويرى الصواف في السنوار بأنه شخصية قيادية منذ فترة الانتفاضة الاولى وكان عضوا في المكتب السياسي واليوم يعاد انتخابه في المكتب السياسي ورئيسا للمكتب السياسي في غزة بالإضافة إلى أنه لديه تجربة سياسية الى جانب خلفيته الأمنية والعسكرية.
ويضيف "في حماس ليس هناك تيارات بقدر ما هو اختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا وهذا شيء طبيعي اذ في حال طرح القضايا يتم التصويت عليها فاذا كان التصويت بالأغلبية يجب على الجميع أن يلتزم بالقرار".
من ناحيته، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن قيادة السنوار لن تؤثر على توجهات الحركة داخليا وخارجيا لان المكتب السياسي بغزة لا يمثل سوى ثلث اللجنة التنفيذية التي تتكون من 18 عضوا بالإضافة إلى رئيس المكتب السياسي وهي من تصنع السياسات والرؤى والاستراتيجيات والمكاتب الفرعية هي جهات تنفيذية، وثانيا القرارات السياسية الحاسمة تتم طرحها على المجالس الشورية.
ويقول الدجني "ما سبق بعض الدوافع التي ساهمت بوصول بعض المحسوبين على العسكر لمفاصل الحركة، إلا أن تركيبة اللجنة التنفيذية التي تضم 18 عضوا 6 منهم فقط من قطاع غزة، وهناك آلية لاختيارهم تعطينا مؤشر أن تركيبة اللجنة التنفيذية هي تركيبة سياسية بامتياز، وربما لو وصل إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي فهذا سيمنح الحركة قوة وحيوية كون شخص هنية يلقى قبولاً داخلياً وخارجياً، فهو يجمع بين أغلب المتناقضات السياسية، فهو مقبول مصرياً وتركياً وقطرياً وإيرانياً، بالإضافة لقبوله من أطراف عربية وإسلامية ودولية متعددة".
ويشير الدجني إلى أن حركة حماس قدمت في انتخاباتها نموذجاً ديمقراطياً مهماً حيث وصل لمجالس الشورى الكثير من الشباب وظهر لدى الرأي العام أنه لا قداسة للأسماء، بل للأفعال التي تخدم الحركة والمشروع الوطني، ونجحت حماس بانتخاباتها من الاستحواذ على مساحات واسعة من الإعلام بما يدلل أن فكرة استئصال الحركة هو درب من الخيال، واحتوائها والتعاطي معها كجزء من الحل.

ومن جهته ، يقول الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم المدهون إن ضخ دماء جديدة قد يؤثر في بعض سياسات الحركة وستمنحها حيوية في كثير من الملفات أبرزها ملف المصالحة الفلسطينية وملف العلاقة مع الدول وخصوصا ايران وتركيا ومصر".

نبذه عن السنوار:
ولد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين، لعائلة لاجئة، تعود أصولها إلى مدينة المجدل، الواقعة جنوب فلسطين التاريخية.
وانضم منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، التي تحول اسمها أواخر عام 1987، إلى حركة &
39;.
ودرس السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وخلال دراسته الجامعية، ترأس &
39;، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان.
وكان السنوار من أبرز المطالبين بدخول جماعة الإخوان، غمار العمل العسكري، قبل تأسيس حركة حماس.
وأسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان، الذي عُرف باسم &
39;، عام 1985.
وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.
وفي عام 1982، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، لتعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.
وتكرر اعتقال السنوار في 20 كانون الثاني/ يناير 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عامًا، بعد أن وجهت له تهمة بتأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم &
39;.
وقضى السنوار 23 عاما متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم &
39;.
وشارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة.
وأدرجت الولايات المتحدة السنوار، مع اثنين من قادة حماس وهما القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، وعضو مكتبها السياسي، روحي مشتهى، في لائحة "الإرهابيين الدوليين" أيلول/ سبتمبر عام 2015.