غزة- معا - أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن إعداد حركته وثيقة تحمل فكر حماس وموروثها السياسي سترى النور خلال الأسابيع القادمة.
وقال مشعل خلال كلمة عبر الأقمار الصناعية خلال مؤتمر "قضية فلسطين تقييم استراتيجي 2016 وتقدير استراتيجي 2017" الذي نظمه مركز الزيتونة، في بيروت اليوم الأربعاء :"إن فوز يحيى السنوار برئاسة الحركة في غزة جزء من الديمقراطية الحمساوية التي نفتخر بها ونعتز بوجودها".
وأضاف "هذا لا يعني إقصاء إسماعيل هنية من قيادة الحركة، لكن قوانين الحركة الداخلية تمنع توليه دورتين لقيادة الحركة".
ودعا مشعل إلى عدم الانجرار للتحليلات الإسرائيلية، وقال :"فالعمل المقاوم أصل من أصول الحركة"، مبيناً أن استراتيجيات الحركة ثابتة ونابعة من عمل مؤسساتي.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية متجذرة في كل تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية، مشدداً على قدرتها على الصمود والاستمرارية في مختلف الظروف، داعيا إلى إعادة تعريف المشروع الوطني والتوافق على استراتيجية وطنية قادرة على حشد القوى كافة خلف مشروع المقاومة.
وقدم مشعل خلال كلمته قراءة نقدية في التجربة الوطنية الفلسطينية ودور حركة حماس فيها والآفاق المحتملة في ظل الواقع العربي والمتغيرات في المنطقة.
وبيّن مشعل أن ما يُحسب للتجربة الوطنية الفلسطينية هي قدرتها على الصمود والنضال والمقاومة في مختلف الظروف، مشيراً إلى أن شعبنا هو الأساس حيث قدم التضحيات والبطولات.
وأشار إلى أن شعبنا اكتسب الإبداع ومفاجئة الآخرين والانتقال من ميدان إلى ميدان، منوهاً إلى أن شعبنا نوَّع في وسائل مقاومته للاحتلال، وصمد في مختلف الظروف.
وأوضح أن شعبنا والمرابطين في باحات المسجد الأقصى المبارك أفشلوا مخطط التقسيم المكاني والزماني.
وأضاف: يُحسب للتجربة الوطنية أن المقاومة ظلت ثابتا أصيلا في العمل الوطني، مشدداً على أن المقاومة عميقة الجذور، وهي روح هذا الشعب، منوهاً إلى أن عمق المقاومة في ضمير شعبنا طوَّر المقاومة ونقلها من مجموعات قتالة إلى جيش.
وأشار مشعل إلى أنه يُحسب للتجربة القدرة على العمل المؤسساتي المستوعب للأطياف الفلسطينية وإدارة الخلافات والبرامج المتنوعة، والقدرة على استيعاب التنوع الفكري وإشراكه في مرجعيات القرار.
ونبه إلى أن التجربة الوطنية نجحت في بلورة الهوية الفلسطينية وتصدير القضية للعالم وتحقيق نجاحات ملموسة، مضيفاً أن شعبنا الفلسطيني عبر مكوناته بلوَر القضية الفلسطينية وحافظ عليها.
وأكد مشعل على نجاح التجربة الوطنية بتحرير جزء عزيز من أرض الوطن حيث دحرت الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ونقلت المعركة إلى عمق دولة الاحتلال الإسرائيلي وضربت نظريته الأمنية.
وتطرق مشعل إلى الخلل والاضطراب في استراتيجية التعامل مع الضغوط ومواجهة التحديات والمتغيرات القاسية، حيث جاءت كثير من الاجتهادات السياسية على حساب الاستراتيجيات وتاهت البوصلة واختلط الثابت والمتغير وجرى التوسع في موضوع الضرورة دون ميزان دقيق وموضوعي ومؤسسي يحكمها.
وقال:" إن المصالح الشخصية طغت على حساب المصالح العامة مما أصاب المشروع الوطني واستراتيجية المقاومة والحقوق الوطنية بضرر كبير ودفعنا أثمانا باهظة مقابل تقديرات خاطئة أو موهومة".
وتابع: "إن فصل المقاومة عن السياسة والميدان أمر غريب ومستهجن، منوهاً إلى أن أداء القيادة كان أقل من تطلعات شعبنا".
ولفت مشعل إلى نقل مركز ثقل القرار إلى حيث توجد القيادة مع تهميش الداخل والخارج، داعياً إلى التوازن بين الداخل والخارج من حيث الاهتمام والمشاركة في النضال والمؤسسات القيادية.
وعرج مشعل على اتفاقية أوسلو وتداعياتها على المشروع الوطني، مشيراً إلى أنها خلل كبير.... أن أوسلو كبلت السلطة وحولت قضيتنا إلى مجرد تفاصيل، وتمدّد من خلالها الاستيطان"، لافتاً إلى أن المقاومة كشفت الوجه القبيح لدى العالم.
وأكد مشعل أنه يُحسب لحركة حماس أنها أسهمت في إعادة مشروع المقاومة إلى واجهة الصراع بزخم كبير، منوهاً إلى أن موقع المقاومة ظل ثابتا فيها رغم الضغوط والابتزاز.
وقال :"إن حماس قدمت نموذجا عمليا بالتمسك بالثوابت وظل الوطن هو الوطن"، لافتاً إلى أنها عملت على تغيير وظيفة السلطة وطوعتها لصالح الشعب وتحركت في الفضاء السياسي وهي متمسكة بالثوابت.
وأشار مشعل إلى أن حركة حماس حرصت على التوافق مع شركاء الوطن، موضحاً أن انهماكها في السياسة لم يشغلها عن خدمة شعبها.
وبيّن أن مما يحسب لحماس أنها لم تهمل الخارج الفلسطيني ولذلك أصرت حماس على إعادة بناء المنظمة وبث الروح لتكون مرجعية حقيقية لشعبنا.
وأضاف "عملت حماس على تحشيد طاقات الأمة العربية والإسلامية في خدمة شعبنا الفلسطيني، وقدمت نموذجا في المحافظة على مؤسساتها ورسوخ العملية الشورية فيها".
ودعا مشعل لدى حديثه عن آفاق المستقبل إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بما يشمل إنهاء الانقسام وإعادة بناء المنظمة وتفعيل دور الخارج.
وطالب بإعادة تعريف المشروع الوطني واستعادة روحه بالتوافق بين جميع القوى والتوافق الوطني على استراتيجية نضالية قادرة على حشد جميع القوى خلف مشروع المقاومة.
كما نبّه إلى ضرورة إدارة القرار الفلسطيني والتحرك السياسي ضمن إدارة وطنية مشتركة.