نشر بتاريخ: 18/02/2017 ( آخر تحديث: 18/02/2017 الساعة: 18:20 )
طولكرم- معا - ودع المئات في ابناء مدينة طولكرم الشهيد الأسير محمد جلاد (25 عاما)، بتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مقبرة المدينة، وبمشاركة رسمية وشعبية وفصائلية والمؤسسات المعنية بقضية الأسرى.وانطلق الموكب الجنائزي للشهيد من المسجد القديم وسط طولكرم بمسيرة جماهيرية، وردد المشيعون هتافات تنعى الشهيد جلاد وشهداء فلسطين، مطالبين بمحاسبة الاحتلال على جريمته بإطلاق النار على جلاد، والتي تسببت فيما بعد باستشهاده بمستشفى "بيلنسون" الإسرائيلي.وأعرب ثابت جلاد والد الشهيد محمد لـ معا عن حزنه الشديد وعائلته باستشهاد نجلهم، الذي كانت حالته الصحية قد تحسنت من الإصابة برصاص الاحتلال قبل أسبوع من الإعلان عن استشهاده.وحمّل ثابت الاحتلال المسؤولية عن استشهاده، مشيرا أن نجله استشهد بعد تلوث مكان إصابته بالرصاص، وليس نتاج مرض السرطان كما تروج إسرائيل.وطالب بفتح تحقيق بملابسات إطلاق النار على الشهيد في شهر تشرين ثاني ومن ثم رحلة علاجه في مستشفى "بيلنسون" وصولا إلى لحظة إخفاء الاحتلال لخبر استشهاده في المستشفى.وقال الوزير عيسى قراقع رئيس هيئة شوؤن الأسرى والمحررين لمراسل معا إن ما اقترفه الاحتلال بحق الشهيد الأسير محمد جلاد ما هو إلا جريمة تضاف لسجل جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن استشهاده نتيجة الإصابة وليس كما يروج الاحتلال أن وفاته هي نتاج إصابته السابقة بمرض السرطان بالغدد اللمفاوية.وأضاف قراقع" يجب علينا العمل لرفع كل الانتهاكات بحق الأسرى إلى المحافل الدولية، لا يمكن أن نبقى صامتين، فاليوم نودع الشهيد الأسير جلاد ومن الممكن أن نودع أسرى آخرين، إذا بقي الاحتلال متعنتا وضاربا بعرض الحائط الاتفاقيات والمعاهدات الدولية".يذكر أن الشهيد الأسير محمد جلاد كان قد أصيب برصاص في التاسع من شهر تشرين ثاني ببلدة حوارة بدعوى نيته تنفيذ عملية طعن، وكان حينها يريد الوصول إلى المستشفى للعلاج من مرض السرطان، حيث نقل بعد إصابته إلى مستشفى "بيلنسون" داخل أراضي 48 قبل الإعلان عن استشهاده في التاسع من الشهر الجاري، فيما تم تسليم جثمانه لذويه أمس الجمعة.واستنكر قدورة فارس رئيس نادي الأسير الجريمة التي تعرض لها الشهيد الجلاد كما وصفها، وقال أنها جريمة جديدة ترتكب بحق الأسرى، مؤكدا على أن مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني لن تتوقف وعلى كل الفلسطينيين أن يستمروا بمقاومة الإحتلال، وأشار إلى ضرورة أن تكون هناك استراتيجية جديدة للمقاومة.
وعن التوجه للجمعيات والمؤسسات الحقوقية، قال فارس أن التوجه لهذه الجمعيات لن يصنع احتلالا عصريا، وأن الإحتلال احتلال بهمجيته وعدوانه، والحل الوحيد مواصلة النضال الفلسطيني لنيل الحرية.
بدوره قال مصطفى طقاطقة نائب محافظ طولكرم أن اعدام الشباب على الحواجز والطرقات منهج متبع من قبل الإحتلال لمس القضية الفلسطينية، وأن كافة الممارسات جربت بحق الشعب الفلسطيني، ولكن الفلسطينيون قادرون دائما على ابتكار أساليب نضالية جديدة ليبقوا على أرضهم حتى تحقيق الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية.
ووجه طقاطقة رسالة للمجتمع الدولي بالتوقف فورا عن ممارسة النفاق السياسي والتحيز دائما لدولة الإحتلال رغم كل الممارسات والجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
وفي كلمة لمؤيد شعبان عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قال فيها أن الشهيد محمد الجلاد أرعب المحتل وهو في زنزانته والشعب الفلسطيني سيبقى صامدا محافظا على ثوابت الشهداء، قائلا "وضعنا ليس بأفضل حال، ولكن لا زال هناك فئة قابضة على الجمر حتى الوصول إلى القدس عاصمة لفلسطين كما وصل الشهداء بأرواحهم".