الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فيديو- بيوت رعب في فلسطين لا يخرجك منها إلا "أرنب"

نشر بتاريخ: 20/02/2017 ( آخر تحديث: 21/02/2017 الساعة: 09:22 )
فيديو- بيوت رعب في فلسطين لا يخرجك منها إلا "أرنب"
بيت لحم- تقرير دعاء شمروخ- معا- يتسابق كثيرون لتجربة كل جديد، خاصة اذا كان فيه تحدٍّ ومنافسة، مثلا كمن يبقى صامدا للنهاية في متاهات بيوت الرعب.
بيوت الرعب التي بدت حديثة العهد في فلسطين في ظاهرة تقليدية لبعض دول العالم، راقت للكثيرين الذين يزورونها مع العائلة أو الأصدقاء لأسباب عدة.
وانتشرت هذه البيوت في البداية على شكل قطار يقودك في ممر لترى عدة دمى وجماجم منتشرة هنا وهناك، وتطورت الى غرفة سينمائية "3D و7D" تشاهد خلالها فيلم رعب ثلاثي الأبعاد بكراس متحركة تجعلك تعيش الأحداث واقعا بتأثيراتها، اما حديثا فأصبحت متاهة تمشيها بقدميك وسط أصوات مرعبة في ظل ظلام حالك، لتتخبط هنا وهناك بحثا عن طريق الخروج.

لهذه الأسباب يزورونها
وقال د. إبراهيم خميّس أخصائي الطب النفسي لـ معا، إن أسباب التوجه لبيوت الرعب قد تكون نابعة من طبيعة الشخص وحبه لهذه الأماكن، أو هروبا من المشاكل والهموم، او قد تكون في سبيل التفريغ النفسي، أو العنف السلبي، أو كسر للروتين وحاجز الخوف، أو كنوع من المفاخرة بأنه أنجزها، أو إثبات للنفس عدم الخوف، أو التلذذ بتعذيب النفس.

تعليمات الدخول
فيما قال محمد غانم المسؤول عن إحدى الغرف السينمائية في رام الله لغرفة تحرير وكالة معا، إنهم افتتحوا الغرف السينمائية منذ عامين ويسمحون لمن فوق الـ15 عاما لدخولها.
أما سائد غانم المسؤول عن مدينة للأشباح (قطار) في طولكرم، قال إنهم افتتحوها منذ ما يقارب الـ6 أعوام، ويسمحون لمن فوق الـ12 عاما بدخولها.
وأشارا الى أن هناك لائحة تعليمات قبل الدخول تتضمن الأمراض الممنوعة والأعمار المسموحة.

الأرنب رمز للاستسلام
وتتخذ أغلب بيوت الرعب الحديثة جملة "أنا أرنب" كنوع من الاستسلام، في حال لم يستطع الشخص الاستمرار في المتاهة بسبب الخوف او ضيق النفس.
"إن اختيار الأرنب هو نوع من الاستفزاز للمغامر وبيان ضعفه، ليشعر بالتحدي أكثر ويستمر حتى النهاية، مشيرا إلى أن لديهم أربعة مستويات متدرجة للرعب" قال مجد العي صاحب بيت للرعب في مدينة بيت لحم والذي تم افتتاحه قبل نحو 5 أشهر لـ معا.
من جهته، قال خميّس إن الأرنب حيوان رقيق هادئ ضعيف ويخاف، مشيرا الى أنه مصطلح مجتمعي ثقافي يطلق على ضعيف الشخصية أو الشخص الذي يخاف ويستسلم بسرعة.

فيما أشارت بعض الدراسات الى أن الأرنب رمز الحظ السعيد عند معظم شعوب العالم، ويعني عندما يعلق في منزل أو مكان ما "التمنيات بالتوفيق"، وربما يعود سببه لسرعة الأرانب التي تحميها من الأخطار ومن أن تكون ضحايا للمخلوقات المفترسة.

مغامرون
قالت رشا إحدى المغامرات، إن الإمكانيات والمعدات التي تستخدمها بيوت الرعب الحديثة رائعة، تجعلك تعيش فيلم رعب حقا.
وعبرت سماح عن سعادتها بتجربة بيوت الرعب الحديثة، والتي لمست فيها تحديا لنفسها ولمن معها.
من جانبها، اعتبرتها سندس انها اختبار ثقة، تجعلها تميز بين من سيحميها من رفاقها.
اما زينة فقالت إنها لا تقوى على تجربة كهذه، كونها تخاف كثيرا.
وأوضح سمير أنه لم يجربها لكنه متحمس لذلك.

فيما قال محمد، إنه في البداية اعتقد أنها لعبة ولن يخاف، لكنه حال دخوله رأى العكس، مشيرا إلى أن بيوت الرعب الحديثة تمتاز بإمكانيات ومعدات ممتازة، مبينا أنه قبل البدء كان يستهزئ بجملة "أنا ارنب" لكن حينما عاش التجربة قالها عدة مرات دون أن يشعر.

الأمراض الممنوعة
وأشار د. إبراهيم خميّس أخصائي الطب النفسي، الى التغيرات الفسيولوجية التي تحدث للشخص عند تعرضه للخوف، ومنها دقات القلب السريعة، والتنفس السريع، والتعرق، بالإضافة الى إفراز الجسم لهرمون الأدرنالين.
فيما قال مجد العي صاحب بيت للرعب في مدينة بيت لحم، إنهم يمنعون دخول مرضى القلب والصرع ومن يعاني من ضيق التنفس، بالإضافة الى الحوامل والجبناء.

لا شكاوى
وقال لؤي ارزيقات المتحدث باسم الشرطة لـ معا، إن بيوت الرعب التي مُنحت الترخيص يتم متابعتها من قبل شرطة السياحة من خلال جولات تفقدية لإجراءات السلامة وطرق الوقاية، مشيرا الى أنهم لم يتلقوا أية شكوى من المواطنين بهذا الخصوص.
ويبقى أن نشير الى أن بيوت الرعب قد تكون جزءا من التنفيس والمرح للشباب، إلا أنها قد تحمل في ثناياها بعض المشاكل الصحية والنفسية للزوار غير المعتادين عليها والذين يملكون قلبا ضعيفا لا يقوى على التحمل لما يعيشونه من مشاهد ومقاطع مرعبة.