الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أصدقاء الإنسان الدولية تصدر تقريراً عن الأحوال المأساوية لأسرى العزل الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 27/12/2007 ( آخر تحديث: 27/12/2007 الساعة: 23:05 )
بيت لحم -معا- أصدرت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية اليوم الخميس تقريراً عن الأسرى الفلسطينيين المعزولين في غياهب سجون الإحتلال الإسرائيلي، ذكرت فيه أن إسرائيل تسعى لنشر وتوزيع خبرتها في قمع الأسرى الفلسطينيين على أرجاء العالم.

وقالت المنظمة في تقرير وصل معا نسخة منه أن قوات الإحتلال تريد من خلال سياسة عزل أعداد من الأسرى الفلسطينيين إلى إذلالهم وتحويلهم إلى أفراد مرضى ومكتئبين غير قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

وأوردت المنظمة أسماء ثلاثة عشر أسيراً فلسطينياً أكدت أنهم معزولون عن العالم الخارجي وأن بعضهم يقبع في العزل منفرداً منذ سبعة أعوام.

وساقت المنظمة وصفاً دقيقاً للحياة وللظروف المأساوية التي يجبر الأسرى على العيش في ظلها داخل زنازين العزل الانفرادي، حيث تتميز غرف العزل بقلة التهوية والرطوبة العالية، ولا تزيد مدة الخروج إلى الساحة عن ساعة يومياً، ونوعية الطعام في غرف العزل متردية إلى حد بعيد، ما يسبب للأسرى أمراض متنوعة كفقر الدم وضعف التغذية وضعف البصر.

وأكدت أن معظم الأسرى المعزولين ممنوعون من زيارة ذويهم. وأن أسعار المواد في بقالة السجن (الكنتين) مرتفعة جداً وترهق ميزانية الأسرى فمثلاً سعر لتر زيت الزيتون يبلغ أربعين شيكل (أكثر من عشر دولارات). وكذلك قامت السلطات بمنع تبادل الضروريات بين أسرى قسم العزل، وبلغت المعاملة اللاإنسانية من قبل سجاني الاحتلال ذروتها عندما حاول الأسير مازن ملصه إيصال سجادة صلاة للأسير إبراهيم حامد فعوقب بإرساله الى قسم العقوبة (المُسمى سنوك) تسعة أيام وتغريمه مائتي شيقل.

كما لفتت المنظمة إلى تعمد السلطات وإجبارها للأسرى على الإقامة مع المساجين الإسرائيليين الجنائيين وأن ذلك يشكل معاناة أخرى لهم، حيث رفع أصوات المسجلات ليلاً ونهاراً، والصراخ المستمر والشتائم والكلام البذيء.

وأشارت أصدقاء الإنسان الى أن انتشار الأمراض بين الأسرى المعزولين أمر شائع ومعروف في تلك الأجواء اللاإنسانية، وقد فقد بعض الأسرى صحتهم من الناحية البدنية والعقلية، فمنهم من يعاني من التهاب رئوي حاد، وآخر من مرض نفسي. وكذلك فإن الإهمال من قبل طبيب السجن وإقتصار عمله على إعطاء المسكنات، وعدم معالجة الحالات الصعبة جذرياً، أمر متبع في السجون الإسرائيلية منذ عشرات السنين.

وأكدت المنظمة أن المداهمات الليلية وحملات التفتيش المصحوبة بالقمع والضرب واستخدام العنف من قبل الفرق الأمنية التابعة للإحتلال، تحدث حالات إستياء حادة في صفوف الأسرى. وتفرض إداراة السجن عقوبات شديدة تشمل إرسال الأسير إلى "السنوك"، وهو عبارة عن غرفة صغيرة جداً طولها 180سم وعرضها150 سم، وبالكاد تكفي للنوم، ولا يوجد فيها متسع للصلاة، كما إنها لا تحتوي إلا على الفرشة وقارورتين إحداهما لشرب الماء والأخرى لقضاء الحاجة.

وقالت أصدقاء الإنسان أن تلك السلطات تقوم كذلك بإعاقة زيارات المحامين للأسرى وتنكر في بعض الحالات وجود الأسير في المعتقل بالرغم من عدم دقة تلك المعلومات.