رأي أخر ***مسؤلياتات وأخلاق الناقد الرياضي بقلم - فتحي براهمة
نشر بتاريخ: 28/12/2007 ( آخر تحديث: 28/12/2007 الساعة: 15:03 )
بيت لحم - معا - ثمة أسئلة لاتنقطع تلهج بها السنة القراء والرياضيين عن دور ومكانة ومسؤوليات الناقد الرياضي الملتزم والمتزن والمسؤل ، خاصة في هذه المرحلة الصعبة والانعطافية الحادة التي تعيشها الحركة الرياضية الفلسطينية ، الأمر الذي يزيد من أهمية ومكانة الناقد الصحفي القادر على طرح الحلول والبدائل والتي تؤسس لانطلاق الحركة الرياضية نحو أفاق الإبداع والانجاز الواسعة وبما يتلائم مع الطموحات المرجوة من رسالة العمل الرياضي الفلسطيني ، والذي يحمل في ثناياه مسؤوليات جما مكملة للعمل الإبداعي الرياضي لاسيما الإبعاد التربوية الوطنية
ومن خلال تفحصنا للرسالة الإعلامية الرياضية على مدار السنوات الماضية تلمسنا حجم ومكانة دور الإعلام الرياضي الفلسطيني في عملية التقييم والنقد والمتابعة لدرجة إن كثير من المختصين والخبراء والمحللين محليا وعربيا قد وجدوا أن الجهد والمساحة التي تفردها الصحافة المحلية للأنشطة والفعاليات الرياضية المحلية هي أضعاف حجم وانجازات النتائج التي يحققها رياضيونا ، وهذا بالطبع ليس مأخذا سلبيا أو ضارا على الإعلام المحلي بل باعتقادي هو تقيم بناء لقدرات العديد من الزملاء الاعلامين العاملين في بلاط صاحبة الجلالة
لكن الشيْ الملفت والذي يبعث على الألم والتحسر على انحطاط مكانة الرسالة الإعلامية هو المنحى الغير عقلاني لبعض الأقلام والتي قفزت عن مضمون النقد والتحليل السليم للواقع الرياضي لتغوص في هوامش القضايا ومن ثم إلى توظيف بعض من هذه الأقلام للنيل من سمعة ووطنية وكرامة كل من يتعارض معها في الرأي أو المنهج ، مما يرفع عن هذه الأقلام حياديتها وعدم التزامها بالمعالجة العلمية السليمة للظواهر والفعاليات الرياضية ، ويدفع بالآخرين للنفور منها ووصفها في بعض الأحيان بالموتورة والغير منهجية والتي تهدم ولاتبني
وقد لاتكون المساحة الإعلامية المواطرة بهوامش حرية النقد والرأي والرأي الأخر هي عنوان الحل لأية مشكلة أو قضية رياضية ، بسبب سلوك البعض في حصر دور الإعلام في الصراعات الشخصية والمجادلات الغير مجدية و ابعادة عن تأدية واجبة في النقد الحيادي السليم والمبني على حرية طرفي المشكلة في إبداء رأيهما حيال القضايا المختلف عليها بين النقاد والمحللين وأصحاب الاختصاص والذين لهم وسائلهم وطرقهم في الحل بعيدا عن أجواء التشاحن والردح والتشكيك ، الأمر الذي يسهم في خلق أجواء غير جادة وعقلانية للحل من قبل هؤلاء المختصين والذين لايمكن أن يوفقوا في وضع حلول صحيحة للمشاكل الرياضية في ظل أجواء متوترة يكون للأقلام السلبية الدور الأكبر في تأجيجها
هذا الواقع المرير ذكرني بتأمر احد القرود على ملك الغابة ، والذي كان ذات يوم يهيم في مملكته أمام اقرانة من الاسود والنمور والقرود والغزلان ، وإذا بأحد القرود يتطوع لاستفزاز الأسد ، فقام على حين غرة بحركة استفزت رجولة الأسد ، والذي اشطات غضبا وزمجر حقدا على سلوك القرد ، ولم يكن أمام الأسد من خيار سوى ملاحقة القرد المغرور والذي ركبت قدماه الرياح هربا من الأسد ، وخلال عملية هروبه التقط القرد نسخة من جريدة قديمة وجلس فوق إحدى أشجار الغابة واخذ بقراءتها فالتفت إلية الأسد وناداه ياقرد الم ترى قردا يهرب من هنا ، نظر إلية القرد وقال أليس القرد الذي استفز الأسد ، ضرب الأسد كفا بكف وقال لقد نشروها في الجريدة
لذلك فان محاولات البعض توظيف الإعلام لعمل يستفز الآخرين ويحط من كرامتهم لهو إعلام لاستحق الاحترام أو القراءة ، لأنة إعلام يؤسس للحقد والكراهية ويبعد الأمور عن نصابها ولا يرضي سوى قليلي العقل والمستخفين بكرامة وحرمات الآخرين ، ومن هذا المنطلق كان ردي على كل من يسألوني عن سبب إحجامي عن الرد على بعض المقالات التي حاول البعض من خلالها النيل من كرامتي ومكانتي المهنية والوطنية إنني لست من رواد ومبدعي الصحافة الصفراء والتي لايقرئها ولا يستمتع بها سوى القرود