نشر بتاريخ: 28/02/2017 ( آخر تحديث: 02/03/2017 الساعة: 12:41 )
بيت لحم- معا- نشر مراقب الدولة الاسرائيلي "القاضي المتقاعد" يوسف شابيرا "اليوم الثلاثاء"، التقرير المتعلق بالحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة المعروفة اسرائيليا باسم "الجرف الصامد".
وانتظرت الساحة السياسية الاسرائيلية بتأهب كبير التقرير الذي وصف بالخطير، حيث طالبت المعارضة نتنياهو اخذ العبر والاستقالة فيما هاجم الاخير مراقب الدولة معلنا دعمه للجيش الاسرائيلي مهما كانت النتائج، الامر الذي رد عليه المراقب بدعوة نتنياهو الى التركيز على استخلاص العبر بدل توجيه الاهانات والاتهامات.
وحمل التقرير الذي نورد بعض محتوياته عناوين رئيسية، تناولت طريقة تعامل الكابينت الاسرائيلي مع مجريات الحرب وتعامل المستوى السياسي والعسكري مع خطر الانفاق الذي كان معروفا لنتنياهو ووزير الجيش في تلك الفترة موشيه يعلون ورئيس الاركان السابق بني غانتس، دون ان يفعلا شيئا لمواجهتها ودون ان يعكسا هذا الخطر خلال نقاشات الكابينت ودون ان يضعوا وزراء الكابينت في صورة الوضع الخاص بخطر الانفاق وفقا لنص تقرير مراقب الدولة.
"لم تكن هناك استعدادات مناسبة لمواجهة خطر الانفاق وان رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الجيش يعلون ورئيس الاركان غانتس لم يطلعوا الوزراء في الكابينت على هذا الخطر فيما اعرب يعلون عن تقديره ان المنطقة لن تشهد أي تصعيد" كتب المراقب في تقريره.
وجد "مراقب الدولة" خلال عمليات الفحص والبحث التي قام بها، وفقا للسان التقرير، ان معلومات هامة وحيوية لوزراء الكابينت حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات المناسبة قد اخفيت عنهم، ولم تطرح عليهم بشكل كاف خلال النقاشات التي سبقت الحرب مثل المعلومات المتعلقة بعمل عدائي هام واستراتيجي قد يستهدف اسرائيل من قطاع غزة، واخرى تتعلق بالفجوات الجهورية التي شابت العمل الاستخباري المتعلق بقطاع غزة وعن محدودية فعالية الهجمات الجوية.
ولاحظ "مراقب الدولة" ان المعلومات التي كان يحتاجها الوزراء لاتخاذ القرار الصحيح كانت متوفرة لدى نتنياهو ويعلون وبني غانتس ورؤساء المخابرات بأنواعها وفروعها منهم: رئيس الاستخبارات العسكرية السابق افيف كوخافي ورئيس الشاباك السابق يورام كوهن.
وكتب المراقب في التقرير "حتى اطلاق عملية الجرف الصامد جرت نقاشات في الكابينت التابع للحكومة رقم 33 بحثت قضية جبهة قطاع غزة، لم يعرض على الوزراء في بعض الاحيان معلومات هامة حتى لو لم تكن نية مبيتة لإخفائها والحديث عن معلومات جوهرية كانت متوفرة لدى الاجهزة الامنية وكانت حيوية لتمكين الوزراء من رسم صورة كاملة وواسعة للأوضاع وتشكيل قاعدة اساسية لاتخاذ القرارات من قبل وزراء الكابينيت، ما ادى الى خلق فجوة كبيرة في قاعدة البيانات التي يملكها الوزراء".
واتضح من خلال التقرير ان تهديد الانفاق الذي وصفه نتنياهو ويعلون بالخطر الاستراتيجي والجوهري لم يعرض على وزراء الكابينت بشكل مفصل بل بعبارات عامة وقليلة فقط وعبارات مختصرة تم تداولها خلال نقاشات الكابينت دون ان تكون هذه العبارات كافية لتوضيح مدى خطورة التهديد ومداه ولم تطرح هذه القضية ببعض التفصيل سوى بعد اسبوع من اندلاع الحرب خلال جلسة الكابينت التي عقدت يوم 30 حزيران 2014 أي بعد اسبوع على اندلاع الحرب والجلسة التي عقدت بداية تموز حيث كان بإمكان الوزراء التعرف لعى مدى خطورة التهديد.
وأضاف المراقب في تقريره "حين طرح تهديد الانفاق امام الكابينت لم يعر الوزراء الامر أي اهتمام ولم يطالبوا بالتوسع في مناقشته ولم يطلبوا من الجيش ان يطلعهم على استعداداته لمواجهة هذا التهديد، فيما لم يكلف نتنياهو ويعلون وغانتس انفسهم عناء التأكد من حقيقة امتلاك الجيش خططا عملية تنفيذية للقتال في منطقة تعج بالأنفاق وكيفية التعامل مع هذه الانفاق خلال الحرب والقتال هذه الخطط التي كان من المتوقع احتياجها خلال عملية او مناورة برية في قطاع غزة لكن اليش لم يكن لديه حلولا للأنفاق".
ووجه المراقب في تقريره ملاحظات الى نتنياهو ورئيس مجلس الامن القومي السابق "يوسي كوهن" الذي يشغل الان منصب رئيس الموساد، قال فيها ان الانشغال في اطار الكابينت بمناقشة خطط تفصيلية قبل تحديد الاهداف الاستراتيجية لا يتفق مع الطريقة السليمة لاتخاذ القرارات بقدر ما يتعارض هذا الامر مع الطريقة السوية لاتخذا القرارات في الامور الاستراتيجية السياسية والامنية.
"ولان الاجهزة الامنية كانت تملك معلومات تتعلق بالقطاعات الامنية المختلفة كان من المفترض على يعلون ان لا ينتظر توجيهات رئيس الحكومة او مجلس الامن القومي وان يبادر الى طلب اجراء مثل هذه النقاشات بعيد اداء الحكومة الـ 33 اليمين القانونية". قال المراقب في نص التقرير.
ووجد المراقب ان النقاش الاستراتيجي الذي جرى يوم 23 آذار 2014 انكب على تدرج وتصعيد وتأئر العمليات العسكرية ضد حماس دون ان يبحث خيارات اخرى للتعامل مع قطاع غزة رغم المعلومات التي طرحت خلال جلسة الكابينت التي سبقت هذا النقاش بعام كامل حول اوضاع البينة التحتية في قطاع غزة والآثار الخطيرة التي قد تنجم عن الاوضاع هنا وتؤثر على اسرائيل.
"ان استبعاد أي خيارات سياسية بشكل مطلق ونهائي من قبل نتنياهو دون أي سؤال وعدم طرحه على الكابينت منع اعضاء الكابينت من مناقشة اية خيارات اخرى وبحث الفرص والأخطار الكامنة فيها " قال المراقب.
وأشار المراقب الى مناقشة وزراء الكابينت خلال الحرب وأثناء المعارك الاهداف الاستراتيجية التي يفضل لإسرائيل محاولة تحقيقها والوصول اليها دون ان يناقشوا فيما اذا كانت العملية العسكرية الجارية ستشكل حجر الزاوية على طريق تحقيق هذه الاهداف الاستراتيجية التي وضعها وزراء الكابينت يوم 23/3/2014 لذلك فإن غياب التصور والتساؤل فيما اذا كانت العملية العسكرية قادرة على تحقيق هذه الاهداف لا يتفق مع الطريقة السليمة لاتخاذ القرارات التي يقف في صلبها تنسيق وملائمة الاعمال العسكرية مع الاهداف التي سبق وتم تحديدها وليس انتظار الحرب لمناقشة هذه الاهداف.
عرض تهديد الانفاق
واتضح من خلال تقرير المراقب ان نتنياهو ناقش خطر الانفاق مرات عديدة خلال جلسات مغلق عقدها مع اركان المؤسسة الامنية وجهات اخرى تلك الجهات التي صنفت تهديد الانفاق كتهديد استراتيجي وجوهري ورغم هذا لم يتم عرض الامر على الكابينت رغم عدم توفر النية المسبقة لإخفاء المعلومات.
اكتفى ممثلو الجيش والشاباك ورئيس مجلس الامن القومي السابق ويعلون ونتنياهو بإلقاء عبارات عامة وقليلة تناولت تهديد الانفاق ولم يقدموا وصفا كاملا للتهديد وتطوره وحجمه والفجوات المتعلقة بالاستعداد الاسرائيلي وفقط يوم 30/6/2014 بعد ان طرح الوزير نفتالي بينت القضية الى جانب تعليمات صادرة عن نتنياهو والوصف الكامل الذي قدمه رئيس الشاباك خلال جلسة الكابينت بداية تموز 2014 بهدف طرح مدى خطورة التهديد على الوزراء حدث شيئا ما بهذا الخصوص.
طلب نفتالي بينت خلال الجلسة التي عقدت عشية الحرب ان يرى ويطلع على الخطط الخاصة بتدمير الانفاق ويحنا طلب نتنياهو من يعلون عرض هذه الخطط وقال "لم أر حتى هذا اليوم خطة عمل تتعلق بهذا الامر".
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان له تعقيباً على التقرير أنه يقوم بدراسة أهم الملاحظات والاستنتاجات المطلوبة، مضيفاً أنه وعشية عملية "الجرف الصامد" كانت للجيش الاسرائيلي معلومات ملموسة حول أغلبية الانفاق والمنظومة التحت أرضية، وأن الجيش طيلة هذه الفترة يعمل وفق خطة عمل منتظمة وقام باستثمار أكثر من ملياريْ شيكلًا في التعامل مع المنظومة التحت أرضية وإيجاد حل تكنولوجي. وأضاف الجيش الاسرائيلي: "لقد اختار التقرير التركيز على تهديد واحد من مجموعة تهديدات متنوعة كانت وما زالت مطروحة على جدول أعمال جيش الدفاع في هذه الأيام الى جانب تهديد الأنفاق الذي لم يتم ازالته من خريطة التهديدات".