نشر بتاريخ: 02/03/2017 ( آخر تحديث: 04/03/2017 الساعة: 08:28 )
بيت لحم - معا- في حادث سير تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية بشكل اعتيادي قبل اسبوعين والذي قتل فيه اسرائيلي 91 عاما كان يستقل دراجة نارية، اختفى خلف هذا الخبر الجاف شخصية "حيوية" لأحد ابرز عناصر جهاز المخابرات الاسرائيلي "الشاباك".
ولم يخطر في بال المواقع العبرية التي نشرت خبر حادث السير بأن القتيل مردخاي شارون من سكان هرتسيليا أحد ابرز عناصر "الشاباك" الاسرائيلي، والذي انضم له منذ بداية تشكيله وكان له دور بارز في تجنيد العملاء الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك عملاء عرب، وكان له دور بارز في انتصار اسرائيل في حرب حزيران عام 1967، وهو من وقف خلف اغتيال الضابط الكبير في المخابرات المصرية، وهو من اسقط الطائرة المصرية التي حلقت فوق مدينة هرتسيليا أثناء اعلان دولة اسرائيل، وهو من تلقى الهدايا المتعددة من المشايخ البدو في النقب.
وسردت صحيفة "هأرتس" العبرية اليوم الخميس ابرز المحطات التي كان له بصمة كبيرة في تاريخ "الشاباك" واسرائيل، وهو من مواليد 1926 في ليتوانيا هاجر مع عائلته الى فلسطين وسكنوا هريتسيليا التي كانت في بدايات بنائها، وعاش طفولته في هذه المدينة وتعلم في روضة اطفال تابعة لجد رئيس وزراء اسرائيل الحالي نتنياهو، وانضم الى "الهاغاناة" وخدم في الوحدة التي كانت تؤمن وصول المقاتلين اليهود على شاطئ قريب من هيرتسيليا، وقاتل في حرب عام 1948 في منطقة الشمال في مواجهة الجيش العراقي، وينسب له اسقاط الطائرة العسكرية المصرية التي كانت في طريقها لقصف تل أبيب أثناء اعلان دولة اسرائيل، حيث اطلق النار عليها من بندقيته واصابها ما تسبب في هبوط الطائرة اضطراريا.
وبعد انتهاء الحرب التي تصفها اسرائيل "حرب الاستقلال" وقيام دولة اسرائيل انضم الى جهاز المخابرات وكان هو من بين أول 3 اشخاص في هذا الجهاز، وتسلم قيادة قسم الشؤون العربية في الجهاز، وكان يجيد اللغة العربية التي تعلمها وهو طفل من اختلاطه في الفلسطينيين وكذلك كان احد ابرز الاشخاص الذين تعرف على نفسية العرب، وهذا ما ساعده في النجاح الكبير في هذا القسم ونسج علاقات مع بدو في النقب وفلسطينيين في الداخل وتجنيدهم للجهاز، وكان يعرف في حينه باسم "ابو رياض" أو "مراد" .
وفي عام 1956 كان له دور بارز في اغتيال ضابط المخابرات ا
لمصري مصطفى حافظ الذي كان يدير الخلايا من قطاع غزة لتنفيذ عمليات ضد الجيش الاسرائيلي منذ عام 1950، حيث جرى ارسال كتاب هتلر "كفاحي" الى ضابط المخابرات المصري من خلال عميل مزدوج، وكان الكتاب مزروع بعبوة انفجرت لدى تسلم ضابط المخابرات المصري الكتاب وهو في بيته ولدى فتحه الكتاب، حيث قتل على الفور نتيجة الانفجار.وكان من أبرز مهماته تجنيد عميل مصري مزدوج، وكان هذا العميل رفعت الجمال الذي تسلل الى اسرائيل بهوية مزورة كيهودي تحت اسم زيك بيطون، وجرى ارساله من قبل المخابرات المصرية، حيث جرى اعتقاله من قبل جهاز "الشاباك" بعد كشفه، ووافق على العمل لصالح اسرائيل وخيانة "مشغله" في المخابرات المصرية، وبدأ مردخاي شارون بتشغيله ولزرع الثقة أكثر فيه من قبل المخابرات المصرية، طلب منه عام 1956 نقل معلومات لمصر عن عملية عسكرية اسرائيلية في سيناء وذلك في نهاية شهر تشرين أول، وكان فيها معلومات تفصيلية ولكنها سلمت قبل يوم أو يومين من بدء تنفيذ هذه العملية وفقا لما قاله شارون نفسه.
وقد استخدم شارون هذا العميل المزدوج لاحقا في نقل معلومات كاذبة كان لها تأثير كبير على حرب حزيران عام 1967، حيث طلب منه نقل معلومات للمخابرات المصرية بأن اسرائيل تجري استعداداتها لحرب برية، ولا يوجد لديها نوايا أو قدرات لقصف وتدمير سلاح الجو المصري، بسب النقص في طائراتها وكذلك عدم قدرتها على الوصول الى المطارات العسكرية المصرية البعيدة، وقد ساهمت هذه المعلومات بتدمير سلاح الجو المصري خلال ساعات في حرب حزيران عام 1967 .
وكان شارون ضمن بعثة جاهز "الموساد" الى اثيوبيا التي اشرفت على تدريب اجهزة الأمن التابعة لملك اثيوبيا هيلا السيلاسي، وبعد انتهاء حرب حزيران كان يشغل منصب مسؤول المخابرات "الشاباك" في العريش وسيناء، واستمر في جهاز المخابرات حتى عام 1976 .