"م.ت.ف" تعقد ندوة للكاتب شلحت حول المشهد السياسي لفلسطيني 48
نشر بتاريخ: 02/03/2017 ( آخر تحديث: 02/03/2017 الساعة: 15:06 )
رام الله- معا- في إطار سلسلة الندوات الفكرية والتثقيفية التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطيني، عقدت الدائرة ندوة للكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت تحت عنوان "المشهد السياسي والثقافي لدى فلسطينيي 1948"، وذلك في مقر منظمة التحرير بمدينة رام الله.
وافتتحت رئيسة الدائرة عضو اللجنة التنفيذية د. حنان عشراوي الندوة بكلمة رحبت فيها بالباحث والكاتب أنطوان شلحت، وأشارت خلالها إلى نية الدائرة مواصلة تفعيل العمل التثقيفي لدوائر منظمة التحرير وتعزيز الحوار الثقافي، وأكدت على دور ومكانة المنظمة كمرجعية للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، كما شددت على ضرورة تفعيلها وتعزيز مكانتها عبر إجراء انتخابات المجلس الوطني لأحداث التغيير الصحي اللازم لمواجهة المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية.
من جانبه شكر شلحت الدائرة على دورها في إعادة إحياء وتفعيل العمل التثقيفي واستعرض الواقع الثقافي ودور منظمة التحرير في إعادة إحياء وتفعيل هذا الجانب، وقال:" إن هناك خصوصية للمشهد السياسي والثقافي داخل أراضي الـ1948، لكننا جزء من القضية الفلسطينية، فلولا وجود القضية الفلسطينية لما كانت هناك مشكلة من الأساس داخل الـ"1948.
وأضاف:" إن هناك فريقا سياسيا قديما يقول إن من يمثل الجماهير الفلسطينية في الداخل هم أعضاء الكنيست العرب والحزب الشيوعي ولجنة المتابعة العربية... إلخ، لكن بعد اتفاق أوسلو أصبحت الأصوات الأقوى تقول إن على منظمة التحرير الفلسطينية أن تمثل فلسطينيي 1948 كما تمثل فلسطينيي الضفة وغزة والشتات".
وذكر شلحت أن لقاء قد تم في بدايات تأسيس السلطة بين وفد من الداخل برئاسة سميح القاسم ووزير الثقافة الفلسطيني، حيث أوضح الوفد أن وزارة الثقافة الفلسطينية بالذات يجب أن تكون وزارة لكل الشعب الفلسطيني.
وعن المشهد السياسي في الداخل، قال شلحت إنه انتقل من مرحلة إلى مرحلة بعد الانتخابات الأخيرة، وهي تجربة تستحق الدراسة على المستوى الفلسطيني العام، حيث كان اجتماع القوى العربية دون قرار أيديولوجي، لتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات، وهذا أدى إلى الوصول إلى صيغة وحدوية، فأصبحت أهمية القائمة العربية المشتركة تتعدى فكرة الانتخابات البرلمانية، إلى المسار الشعبي، فكل نضالنا البرلماني منذ 1948 إلى اليوم كان بإنجازات محدودة، ففي كتاب القوانين على سبيل المثال، لم يعط الفلسطيني حقا واحدا من حقوقه القومية، ولذلك يمكن القول إن الإنجاز الوحيد للنضال البرلماني هو إسماع صوتنا وتعرية الديمقراطية الإسرائيلية.
وبين أن السبب في اغتيال رابين كان إدخال الصوت العربي إلى قرار الحرب والسلام في إسرائيل، ولذلك فقد خيم شبح يجئال عمير فوق رؤوس جميع رؤساء وزراء إسرائيل بعد رابين إلى اليوم.
أما فيما يتعلق بالعلاقة بين فلسطينيي الداخل وبقية الفلسطينيين، أوضح شلحت بأنها تسير في مسار تصاعدي إيجابي.
وفي المسار الثقافي، قال شلحت إن المرحلة الحالية تعيش مرحلة انتقال تقع بين رعيل قديم ورعيل جديد ينتج ثقافة مختلفة، ومن ميزات هذه المرحلة أن هناك تناولا خاصا لموضوع المكان من حيث كونه ثيمة رئيسية في كل الإنتاج الفلسطيني، حيث يختلف المكان لدى الفلسطيني عن المكان لدى غير الفلسطيني، فغيره يعيش في المكان، بينما هو فيعيش المكان فيه، ومع ذلك فالمكان ما زال ثيمة رئيسية في إنتاج الجيل الجديد.
ونوه شلحت إلى أن هناك الكثير من الأسماء التي تستحق الالتفات إليها، فعلى مستوى الشعر هناك بشير شلش، وأيمن كامل اغبارية، وفي الرواية هناك عدنية شبلي، ومجد كيال، وعلاء حليحل وآخرون.
وذكر خمس سمات تميز الأدب الجديد في الداخل، وهي أنه تعبير اجتماعي له شهادة خاصة به، وأن هناك انخفاضا في نبرة الصراخ والأدلجة، وهناك كذلك اقتحام لمناطق لم تكن الطرق إليها مشقوقة، ورابع السمات أن هناك تحديا لتابوهات اجتماعية وثقافية، والخامسة هي الصدق في عرض الواقع، وفي كل هذه الكتابات تخلو علاقة الكاتب مع المجتمع من الخجل، ما يدل على تصالح مع المجتمع، وقدرة فائقة على نقده، أما اللغة فهي لغة مباشرة وليست سجينة البلاغة اللغوية.
وعن حراك الأجيال الجديدة، قال شلحت إن هناك هما يؤرق الجيل الجديد لم يكن يؤرق الأجيال السابقة، وهو مسألة التمويل، وينعكس بالذات في مضمار المسرح، فأغلب الفرق المسرحية في الداخل تتلقى تمويلها من وزارة الثقافة الإسرائيلية، لذلك تشهد إسرائيل منذ عودة نتنياهو إلى الحكم تغييرا للنخب القديمة، بالأخص في وزارات الثقافة والتعليم والعدل، وفي الثقافة ينعكس تغيير النخب على المشهد الفلسطيني في الداخل من حيث التمويل، ليصبح ببساطة: إن كنت مواليا للرواية اليمينية الإسرائيلية فستحصل على تمويل، وإلا فلن تتلقى تمويلا.
وأوضح أن هناك ظواهر مثل ظاهرة مسرح "خشبة" في حيفا، وهي تجربة مهمة من حيث كونه مسرحا مستقلا لا يتلقى تمويلا من أي مؤسسة إسرائيلية، ومن الظواهر التي نعتز بها قيام مجموعة من الشباب بإطلاق مهرجان حيفا المستقل للأفلام.
وأضاف شلحت: "أعتقد أن إسهامنا الأساسي في أراضي الـ1948 تجلى في السينما عبر مخرجين من أمثال ميشيل خليفة وإيليا سليمان وغيرهما من المخرجين.
وأنهى شلحت حديثه بالتطرق إلى ازدهار الرواية وتراجع الشعر، والذي اعتبره ينسحب على أراضي 1948 كما ينسحب على بقية العالم العربي، فهناك انفجار روائي راجع إلى اختلاف وسائل النشر، والافتقاد إلى مرجعية الإجازة مثل الحركات النقدية، وأرجع شلحت سبب هذا الكم من الروايات إلى هذين العاملين.
وأنطوان شلحت باحث في الشؤون الإسرائيلية، وناقد أدبي أنجز مجموعة من الكتب في مجال النقد الأدبي، كما ترجم عن العبرية عدة كتب، بينها أعمال لكتاب وأدباء إسرائيليين، ينشر في الصحافة الفلسطينية والعربية. ويعمل الآن مديرا لوحدة "المشهد الإسرائيلي" ووحدة الترجمة في مركز "مدار".