نشر بتاريخ: 03/03/2017 ( آخر تحديث: 06/03/2017 الساعة: 10:14 )
الناصرة- معا- تزايدت في الآونة الأخيرة أحداث العنف والجريمة في البلدات العربية في اراضي عام 48، فبعد حالات القتل المؤسفة في كفرقاسم وأم الفحم، تصاعدت الأحداث في مدينة الناصرة وقرى المنطقة، حيث شهدت المنطقة عددا من حالات إطلاق العيارات النارية في كفركنا والناصرة، كان إخرها إطلاق عيارات نارية على ملحمة حمد في شارع بولس السادس يوم أمس مما أدى لاصابة شخصين بجروح متوسطة.
من جهة ثانية، شهدت يافة الناصرة قبل أسبوع سلسة من الجرائم طالت حانوت نادر حنيني، حيث بدأت الاحداث عند إعتداء مجرمين على سيدة من البلدة لمحاولة سرقتها، مما دفع العمال في الملحمة لإيقافهم وحجزهم وتسليمهم للشرطة، توالت الاحداث بعدها ليتم تهديد حنيني من خلال إطلاق النار على حانوته، مما دفع الناس للتضامن معه وزيارة حانوته والتواجد فيه لدعمه، وخلال تواجد المتضامنين وبحضور الشرطة الاسرائيلية! قام ملثمين بإطلاق نار كثيف، مما أدى لإصابة 6 أشخاص بجروح متوسطة.
وفي هذا السياق، قام وفد من التجمع الوطني الديمقراطي فرع الناصرة وبمشاركة النائب حنين زعبي بزيارة لنادر حنيني لدعمه وللوقوف بجانبة وللإطلاع على آخر تطورات القضية.
حيث أكد حنيني بداية على أهمية مواجهة البلطجة ومفتعليها، وعدم الرضوخ للجريمة المنظمة والتي تعتاش على سرقة الناس وأرزاقهم من خلال
عمليات الخاوة (الأتاوة) وعمليات بيع السلاح ونشر ثقافة العنف، وأكد حنيني للوفد تعرضه لمحاولة فرض الخاوة عليه قبل 4 سنوات، باءت بالفشل بسبب مواجهته وعدم خوفه من المجرمين، وهذا ما دعاه اليوم لمخاطبة المحلات التجارية في المنطقة والتي تعرضت وتتعرض لهذه الاساليب البلطجية، بالوقوف صفا واحدا لمواجهة هؤلاء المجرمين وداعميهم.
من جهتها شددت زعبي على أن مناصرة هذا الموقف وزيادة التضامن الذي لاقاه حنيني من الناس وأهل البلد، هو واجب على الجميع وهو رسالة لمجتمعنا بأننا ومع كل سياسات الشرطة بما يتعلق بملف أحداث العنف والجريمة في بلداتنا، إلا أننا نستطيع أن نشكل ضغطا اجتماعيا على المجرمين ونبذهم وتضييق الخناق المجتمعي عليهم، ورسالة للمجرمين أيضا، بأن هناك من تستطيع يقظته وجرأته أن تحول جرائمهم إلى مهمة صعبة.
ومن جهة أخرى تطرقت زعبي لدور الشرطة في هذه القضية، والتي تحولت بسبب تضامن الناس والنشر الاعلامي فيها لقضية رأي عام، حيث يبدو أن الشرطة لم تعد تستطيع أن تستمر بلامبالاتها، وهي تتواجد في المكان، إما بهدف الاستعراض أو بهدف الحماية فعلا، الأمر الذي يدل أولا على قدرة الشرطة على حماية الناس وممتلكاتها، إذا ما توفرت لها الرغبة والإرادة بذلك.
وفي هذا السياق صرحت زعبي: "قلنا مرارا أن المشكلة ليست في عدم قدرة الشرطة بل في عدم وجود رغبة لديها لحماية العرب وممتلكاتهم، ولردع الجريمة ولمعاقبة المجرمين، نحن نتهم الشرطة ونطالبها في نفس الوقت، بالقبض على المجرمين، وبعدم التعامل معهم. إن إثارتنا لهذه القضية جماهيريا وإعلاميا بالشكل المكثف، وبخطاب موضوعي وعلمي وواضح الأهداف، ليصبح حديث الناس، ذاك من شأنه أن يضغط على الشرطة، ويبدأ بتحريكها، خوفا من المسائلة والحرج، الشرطة ستتحرك فقط عندما يتم الضغط عليها ومحاسبتها في كل ما تفعله".
كما أثنت زعبي على البيانات الأخيرة للبلدية وللحركة الاسلامية وبيان الأئمة في الناصرة، والتي دعت الناس للتصدي لأحداث العنف والبلطجة، مطالبة إياها بوضع ملف أحداث العنف كأولوية أولى للحراك الجماهيري الموحد في الناصرة، والعمل ضمن خطة محلية تتضمن مطالب وتوصيات التقرير والذي أعدته زعبي وقدمته لمراقب الدولة قبل عدة أسابيع، حيث ستلتقي بمراقب الدولة خلال الاسبوع القادم لبحث الاستمرارية في فتح تحقيق ضد الشرطة ليشكل ضغطا عليها في التعامل مع قضايا العنف والجريمة في المجتمع العربي.