بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي
أعرف فتحي براهمة منذ زمن بعيد ، منذ ان كان لاعبا في نادي هلال اريحا ، وقد اختلفنا بالرأي في بعض القضايا الرياضية لكننا دائما كنا نتفق على ان نادي الهلال يجب ان يعود له مجده .
لهلال اريحا محبة خاصة في قلبي ،وتربطني بالرياضيين في اريحا علاقات وطيده ،وأتذكر دائما اريحا واجتماعات رابطة الاندية واللجان المساندة و الاجتماعات التي كانت تستضيفها مدينة القمر وتحديدا في فصل الشتاء .
كانت اريحا محجا لنا في الكثير من المناسبات فملعبها احتضن الكثير من المباريات ، وحولت الى ملعبها الترابي ومن ثم المعشب العديد من المباريات والذي وجدت فيه لجنة المسابقات في ذلك الزمن ملاذا وبديلا عن ملاعبنا الترابية التي كانت تتعطل بسبب الوحل الذي يجعل اقامة المباريات عليها صعبا في فصل الشتاء .
الاف مؤلفة من الجماهير كانت تغزو اريحا في بطولتها الشتوية والتي كان يقف على رأسها نادي الهلال ، و كانت تشارك في البطولة العديد من الفرق العربية والوحدات تحديدا ، كنت أعمل حينها في تلفزيون بيت لحم الذي كان بثه يغطي مساحة واسعة من الضفة الغربية والجبال الشرقية من الاردن ،كنا نقوم بتسجيل المباريات والتعليق عليها وبثها في ساعات المساء ،وكان هذا مثار اهتمام المشجعين في مدن الضفة وكذلك مشجعي فريق الوحدات الذين كانوا يتابعون بثها باهتمام كبيرا وخاصة القاطنين منهم في المناطق الشرقية والعالية .
ايام جميلة لا يمكن ان تمحى من الذاكرة ، لكن بريق اريحا ووهجها غاب بغياب الهلال ، الذي تراجع مستوى فريقه من موسم الى اخر حتى اصبح كالرجل المريض في عداد فرق الدرجة الثانية .
خلال هذه المدة كان الالم يعتصر قلوب الجميع وخاصة من عرف الهلال ، لذلك شجعت الصديق فتحي براهمة على تولي قيادة سفينة الهلال والقبول بمنصب رئاسة النادي في شهر ايار من العام الماضي بالرغم من صعوبة المهمة ، لما يملكه الرجل من خبرة وحنكة ودراية بشؤون الهلال ، فهو ابنه الذي ترعرع في كنفه ،يعرف عنه كل صغيرة وكبيرة، الى جانب ذلك ساعده كوكبة من ابناء النادي الذين كان همهم العودة بالنادي حيث كان .
واسندت مهمة القيادة الفنية الى التلحمي البارع سيمون خير ، ووقفت اريحا والاغوار لاعادة الاعتبار لاسود الاغوار ، الذين لا يمكن ترويضهم الا اذا عادوا الى ذاك الزمن الذي كان يشار لهم فيه بالبنان .
هنيئا للهلال ولابناء الاغوار ، هنيئا ل فتحي براهمة وادارته والطاقم الفني والاداري واللاعبين الذين كانوا بمستوى التحدي ، هنيئا لجماهيرهم الوفية التي كانت تلاحقهم اينما رحلوا ......... وبالرغم من ذلك، الا اننا لا نقبل ،الا بعودة الهلال كما كان متربعا بين الكبار .