طولكرم تحتضن مؤتمر جدار الفصل بمشاركة رئيس الوزراء والعديد من المؤسسات الرسمية والشعبية والوطنية
نشر بتاريخ: 29/12/2007 ( آخر تحديث: 29/12/2007 الساعة: 21:21 )
طولكرم -معا- سامي الساعي- إحتضنت مدينة طولكرم فعاليات مؤتمر جدار العزل والفصل الذي تنظمه جامعة القدس المفتوحة والإغاثة الزراعية الفلسطينية ووحدة شؤون الجدار والاستيطان (مجلس الوزراء) تحت عنوان "جدار العزل والفصل العنصري..حدود دولة أم وأد للدولة الفلسطينية".
وبدأت فعاليات المؤتمر الذي عقد في قاعة "ريم البوادي" بالمدينة بحضور رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، ومحافظ طولكرم العميد طلال دويكات ورئيس جامعة القدس المفتوحة "رئيس المؤتمر" الدكتور يونس عمرو ورئيس الإغاثة الزراعية إسماعيل دعيق ومدير جامعة القدس المفتوحة في طولكرم الدكتور فيصل عمر وعدد من قادة الأجهزة الأمنية وممثلي الهيئات والمؤسسات الوطنية وجمهور غفير من المواطنين.
وبعد أن رحّب عمرو بالحضور والمشاركين، قال :"نقف اليوم إجلالاً واكباراً لروح الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الرمز الخالد ياسر عرفات مؤسس جامعة القدس المفتوحة، مؤكداً ان الجامعة تدعم وتساند حكومة د. سلام فياض الشرعية والرئيس ابو مازن الذي نجح في تحقيق الأمن والاستقرار في محافظات الضفة الغربية رغم "الانقلاب الدموي" الذي حصل في قطاع غزة وتسبّب في تفاقم معاناة شعبنا هناك.
واضاف عمرو ان الجامعة تحتضن اليوم مؤتمر جدار الفصل الذي سيتناول أوراق علمية حول الجدار الذي سينهار بفعل صمود شعبنا الأسطوري أمام الاحتلال.
من جانبه، اوضح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ان هذا المؤتمر المخصص لمواجهة الاستيطان وجدار الضم والتوسع وعلى بعد خطوات من جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل، يكتسب اهمية كبرى في ضوء الخطر الداهم الذي يمثله غول الاستيطان والجدار على مجمل المشروع الوطني ومستقبل عملية السلام ومتطلبات الامن والاستقرار في منطقتنا.
واكد رئيس الوزراء ان الجدار يعتبر تكريساً لواقع مرير في فصل القرى والبلدات والمدن الفلسطينية عن بعضها البعض وإبعاد المزارع الفلسطيني عن ارضه والمواطن عن بيته وأقربائه وجامعتة ومدرستة وحرمان من ادنى حقوقة المتمثلة في حرية الحركة والتنقل والتعليم والعمل ويحول حياته الى معاناة لا تنتهي ويحول المدن والقرى الفلسطينية الى سجن كبير مفتاحة بيد المحتل الإسرائيلي،.
واضاف الدكتور فياض ان إجراءات الاحتلال على الأرض تهدد مستقبل عملية السلام كما تهدد أمال شعبنا في نيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على جميع الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف والتوصل الى حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
وعن مؤتمر انابوليس اوضح رئيس الوزراء " اننا ذهبنا الى مؤتمر انابوليس ومؤتمر باريس الاقتصادي متهمين من قبل البعض اننا ذاهبون للتنازل عن حقوقنا الوطنية، ولكن الواقع أكدت تمسكنا بحقوقنا استنادا لقرارات الشرعية الدولية، ولأول مرة منذ سنوات يتجدد الدعم والتعاطف السياسي والاقتصادي الذي تجاوزت قيمة التعهدات التي قطعت من جانب المجتمع الدولي للفلسطينيين والتي تم تقديمها لدعم سلطة الإصلاح والتنمية وبناء مقومات الدولة الفلسطينية".
وعن ممارسات الإحتلال الاسرئيلي على الأرضن قال الدكتور فياض " ان اسرائيل واصلت وضع العقبات أمام الفلسطينيين وامام الجهود الدولية لإدراكها ان الفلسطينيين ومن موقع ادراكهم للمصالح الوطنية يعملون على تنفيذ الالتزامات المترتبة عليهم، لذلك سارعت وكثفت من تنفيذ خطواتها الاستباقية وزيادة مسار الجدار ليصبح (770) كم، وزادت من الحواجز التي تقطّع أوصال الوطن الى (561) حاجز عسكري، وترافق ذلك مع مجموعة من الأوامر العسكرية الإسرائيلية أخطرها ما يسمى "شارع نسيح الحياة" استكمالا لمشروع ( E1) بحيث تتم بموجبه مصادرة الاف الدونمات من السواحر وابو ديس والنبي موسى والتل الأحمر.
وأكد رئيس الوزراء ان مواصلة الاستيطان والسعي للتسوية ولتحقيق السلام أمران متناقضان وخطان متوازيان لا يلتقيان ابداً.
وشدد الدكتور سلام فياض على حرص السلطة دعوة المجتمع الدولي وإسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية والفتوى القانونية التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي نصت على عدم شرعية الجدار والاستيطان في جميع انحاء الضفة الغربية وفي القدس الشرقية وجميع الاراضي المحتلة عام 1967.
محافظ طولكرم طلال دويكات وفي كلمته امام المؤتمر، قال :"ان جدار الفصل كان له نتائج تخريبية كثيرة بدأت تظهر على قضيتنا وشعبنا وأجيالنا"، مؤكدا ان المبررات التي يسوغها الاحتلال لإقامته غير واقعية، وان فكرة بناء الجدار قديمة جديدة في ذهن المحتل، الغرض منها إجبار شعبنا على الرضوخ للأمر الواقع.
وانتقد محافظ طولكرم وبشدة "الانقلاب" المستمر في قطاع غزة، داعياً حماس العودة الى الشرعية وتوحيد المعركة ضد الاحتلال فقط، مؤكدا ان الاحتلال نجح في تعزيز الانقسام بين أبناء شعبنا وحشد التأييد ضده في الوقت الماضي.
وعن الحملة الأمنية المستمرة في طولكرم، قال دويكات "ان الحملات الأمنية المستمرة في مختلف محافظات الوطن تهدف الى وقف العبث في الأمن الفلسطيني من قبل الخارجين عن القانون، مؤكداً ان النضال ضد الاحتلال نجح في بلعين وسينجح اذا طورنا نضالنا ما يساهم في حشد التأييد الدولي لأبناء شعبنا في كافة محافظات الضفة الغربية".
وأكد دويكات ان الغرض من بناء جدار الفصل هو تقويض قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة والقضاء على مسيرة السلام والتعايش مع الإسرائيليين، منوهاً الى الاثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية السلبية على المواطنين، داعياً الى دعم ومساندة المزارعين وتوعية المجتمع المحلي إزاء المخاطر الناجمة عنها، مؤكداً أن طول الجدار في محيط طولكرم بلغ (27) كم إبتداءً من بلدة قفين شمالاً وحتى كفر جمال جنوباً.
نائبة رئيس البرلمان الأوروبي لويزا مورجانتي بدأت كلمتها امام المؤتمر بالقول " فليسقط الجدار والاحتلال " وسط تصفيق ومباركة الحضور لمواقفها الداعمة لشعبنا، مؤكدة ان المجتمع الدولي قصّر في تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
واشارت الى ان ما حدث ويحدث في بلعين هو نموذج رائع من المقاومة السلمية، وهنالك الكثير من محبي السلام في العالم الذين يدعمون القضية الفلسطينية والمستعدين للمشاركة في كل الفعاليات السلمية المقاومة للجدار.
ودعت مورجانتي الى الاستمرار في مقاومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية بمشاركة كل محبي السلام في العالم مع أبناء شعبنا في تلك المقاومة، مؤكدة ان الغرض من زيارتها الى فلسطين التعرّف على حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال وتصحيح الصورة المشوهة التي تنقلها وسائل الاعلام الغربية عن الفلسطينيين، ووصفت الاحتلال بالغول، مشددةً ان العقلية الإسرائيلية السائدة حالياً لا تساهم في صنع السلام.
وتطرقت مورجانتي الى أزمة الانقسام في الشارع الفلسطيني، موضحةً ان ما حدث في غزة مصيبة كبيرة "يجب ان لا نلوم الاسرائيلين على ذلك، بل يجب على الشعب الفلسطيني ان يلوم نفسه وان يعمل على اعادة اللحمة لشطري الوطن".
بدوره دعا إسماعيل دعيق رئيس الإغاثة الزراعية الى إنشاء شركة غير ربحية بمشاركة السلطة والمؤسسات والقطاع الخاص لاستغلال الأراضي الفلسطينية خلف الجدار وإنقاذها من براثن الاحتلال، كما دعا الى إنشاء صندوق تأمين ضد الكوارث الطبيعية والسياسية، مؤكدا ان عقد هذا المؤتمر مهم جداً خاصة في معركتنا ضد الجدار.
وتحدث مدير منطقة طولكرم التعليمية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور فيصل عمر عن دور الجامعة في عقد هذا المؤتمر والتي نشأت فكرته من داخل الجامعة، موضحاً سعي الجامعة ان يكون هذا المؤتمر جزءً من تطبيق خطة الجامعة الإستراتيجية انطلاقاً من فهمها ان مثل هذه المؤتمرات العلمية لا تساعد العاملين فيها على صقل تجاربهم فقط بل الانفتاح على العالم وعلى الوطن ومؤسساته.
وفي نهاية احتفال إفتتاح المؤتمر، بدأت فعاليات المؤتمر جلساتها بطرح عدد من المحاضرين أوراق علمية منها حول الآثار السياسية المترتبة على بناء الجدار والبعد الديمغرافي في الجدار ودور الإعلام في مقاومة الجدار وردود الفعل العربية والدولية على بناء الجدار.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض استقبل في مقر قيادة منطقة طولكرم بحضور المحافظ وقائد المنطقة وقادة الاجهزة الامنية الفلسطينية.
وقال العقيد ابو حسن التفال الناطق بإسم قوات الامن الفلسطينية بطولكرم انه وبعد ان تفقد رئيس الوزراء حرس الشرف عقد اجتماعاً مع مدراء الأجهزة الأمنية واطلع على سير الحملة الامنية في محافظة طولكرم، واعداً خيراً في اتمام النواقص اللوجستية، مؤكداً على ضرورة مواصلة النشاطات الأمنية حتى تحقق أهدافها والعمل لاعادة اللحمة بين أطراف الوطن وخاصة عودة غزة الى الشرعية الفلسطينية.