الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"شحيبر" يبحث عن الأمان في قلعة دير دقلة المهددة بالمصادرة

نشر بتاريخ: 07/03/2017 ( آخر تحديث: 07/03/2017 الساعة: 11:39 )
"شحيبر" يبحث عن الأمان في قلعة دير دقلة المهددة بالمصادرة

سلفيت -معا - يقف جانبا متأملا بصمت، يحمل وجع اللجوء والحرمان من الأمان، يختصر الفلسطيني بكل همومه ومحنه مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي يحتل أرضه دون رحمة.


"محمد شحيبر" مواطن من مدينة الخليل، ترعرع بين أحجار قلعة دير دقلة، فعشق ترابها، وفيها أجمل ذكرياته.

"معا" إلتقت به، حيث يتخذ هو وأهله بخيمة في منطقة جبلية غرب ديربلوط غرب سلفيت تعرف بخربة ابو الرعيش، وبإبتسامة بدأ يحدثنا قائلا": اهلي كانوا يسكنون في منطقة ام الحمام قبل 50 عاما، وهي عبارة عن بيوت عقد قديمة يسكن فيها النازحون من مناطق بعيدة، قريبة على مستوطنة رأس العين، ولكن الاحتلال قام بطرد المواطنين منها بحجة أنها أملاك دولة، ومن ثم انتقلنا الى منطقة غرب بلدة دير بلوط وبقينا فيها الى أن جاء الاحتلال بطردنا بالقوة وهدم خيامنا عام 2003".


ويضيف شحيبر "انتقلنا الى قلعة دير دقله، جنوب ديربلوط ،وكان عمري 9 اعوام ،حيث بدأت حياتي فيها وكانت أجمل الذكريات".

وتابع حديثه ": ولدت في بلدة السموع قضاء الخليل وترعرت بين احجار القلعة وأصبحت تعني لي الكثير حيث الذكريات والحياة الجميلة ، عشت مع عائلتي حياة بدائية وما زلنا، لا كهرباء ولا مياه، تبعد عن بلدة دير بلوط 4 كم، كنت اذهب الى المدرسة مشيا على الاقدام، ومع هذا كنت مستمتعا بذلك، ولكن الاحتلال لم يتركنا بحالنا، فقام بطردنا من المنطقة وهدم خيامنا بحجة قرب القلعة من الجدار الذي اقاموه على اراضي البلدة عام 2006".


صمت وكأنه يستذكر شيئا ما، ليعود لمواصلة حديثه قائلا": اتتقلنا للعيش في منطقة قريبة تعرف بخربة ابو رعيش، ليلاحقنا المحتل من اجل اخلاء المنطقة والسيطرة عليها حيث وجه لنا قبل شهور تبليغا بالرحيل من المنطقة بحجة انها املاك دولة، ومع هذا لم نترك المنطقة لانها اصبحت جزءا من حياتنا ولا نستطيع الابتعاد عنها، وبلهفة يواصل حديثه ": بالرغم من كل ذلك لم اترك دير دقلة واتوجه اليها لزيارتها لان ذكرياتي الجميلة فيها ، وما لفت نظري مؤخرا انها تتعرض لهجمة من قبل الباحثين عن الاثار والحفر تؤكد ذلك".


وبنبرة صوته الخافتة يكمل شحيبر حديثه لمعا":نعيش وكأننا على اعصابنا، وكل يوم نتوقع مجيء الاحتلال ليطردنا من المنطقة، فلا امان ولا استقرار وهذا اقل شي نحلم به ونتمناه "

بدوره تحدث مدير السياحة والاثار منتصر موسى عن "دير دقلة" قائلا ان القلعة تعود للعهد الروماني البيزنطي بحجارتها ، والفسيفساء المرصوفة بعدة الوان وكأنها لوحة فنية، وما يميز دير دقلة وجود كنيسة، اصافة الى البرك المائية المصممة بطريقة هندسية مترابطة،اضافة الى وجود معاصر العنب والزيتون التي ما زالت موجودة.


وعن عدد المواقع الاثرية الموجودة في محافظة سلفيت قال موسى لـ معا " تمتاز محافظة سلفيت بوجود عدد كبير من المواقع الاثرية والتي تقدر ما بين 130_140 موقعا اثريا تعود لفترات زمتية مختلفة ابتداء من الفترة البرونزية وانتهاء بالفترة العثمانية، ومعظمها تقع في المناطق المصنفة "ج" مما جعلها عرضة للحفريات الاسرائيلية والمتسولين الباحثين عن الاثار حيث تعرضت القلعة لحفريات منذ فترة قريبة.