نشر بتاريخ: 09/03/2017 ( آخر تحديث: 09/03/2017 الساعة: 15:19 )
غزة- معا- طالب حقوقيون وإعلاميون ونشطاء وطلبة جامعيون بضرورة تضافر الجهود من قبل المؤسسات الحقوقية والمعنية بالرعاية الصحية، من أجل وصول المواطن الفلسطيني لكافة الخدمات الطبية، وفي مقدمتها الحق في العلاج.
وأكدوا على أن الحق في العلاج حق أساسي ولا يجوز منع أو انتقاص هذا الحق، أو فرض أية قيود أو عراقيل لوصول الأفراد لواقع صحي متميز.
جاء ذلك خلال فعاليات يوم دراسي نظمته الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون، بالتعاون مع الكلية العربية للعلوم التطبيقية في محافظة رفح، بعنوان "الحق في العلاج حق قانوني إلزامي".
وتركز الحوار حول ثلاثة محاور أساسية أولها الحديث حول الحق في الصحة من منظور حقوق الإنسان، ودور وزارة الصحة بتمكين المواطن من الوصول للعلاج، ودور المؤسسات الدولية في تعزيز الحق في الصحة من جانب آخر.
وشارك في فعاليات اليوم الدراسي رئيس الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية فرع رفح الدكتور روحي عواجة، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية الدكتور إبراهيم معمر، وأمين سر مجلس إدارة الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون محمد الجمل، ومن القطاع الصحي مدير دائرة العلاج بالخارج الدكتور بسام البدري، ومنسق مشروع المناصرة بمنظمة الصحة العالمية-غزة أ. محمد لافي، وبحضور ومشاركة السيد أحمد نصر محافظ مدينة رفح والنائب السابق سلمان الرومي وحشد من الطلبة والحقوقيين والإعلاميين والأكاديميين.
ورحب روحي عواجة بالمشاركين في اليوم الدراسي، شاكرا الجمعية لإثارة هذه القضية الهامة التي تمس كافة شرائح المجتمع، وتحتاج إلي جهد وتعاون من قبل كافة شرائح المجتمع.
واشاد بجهود الجمعية بالتعاون مع الكلية الجامعية في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في أوساط الطلاب مؤكداً على أهمية مثل هذه اللقاءات.
وفي كلمة الجمعية الوطنية، شكر الصحفي محمد الجمل محافظ رفح على حضوره ما يعكس اهتمامه بمتابعة قضايا المواطنين، موضحا أن الحق في العلاج حق ثابت مكفول بموجب القوانين الدولية والمحلية لا يمكن التنازل عنه بأي شكل من الأشكال، متحدثا عن جهود الجمعية الوطنية خلال السنوات الماضية، ومشروع تعزيز وصول الفئات الهشة للعدالة في جنوب قطاع غزة، والذي تنفذه الجمعية بدعم من "سواسية" البرنامج المشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وتعزيز سيادة القانون: العدالة والأمن للشعب الفلسطيني(2014-2017)، لمساعدة الفئات الهشة والضعيفة في الوصول لحقوقها التي أقرتها القوانين.
ونوه إلى أن الجمعية خلال الفترات الماضية حققت قصص نجاح عديدة، من خلال فتح عيادتها القانونية أمام الفئات الهشة ومساعدة العشرات منهم لاستعادة حقوقهم.
ومن جانبه، تحدث الدكتور إبراهيم معمر عن الحق في العلاج بموجب القانون الدولي، موضحا أن كافة القوانين والمعاهدات الدولية ضمنت هذا الحق، وحرمت المساس به، مشيرا أن المعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أكد على أن لكل شخص الحق في مستوي معيشي لائق به من كافة الجوانب، وان من حق المواطنين الحصول على الأدوية الطبية بسعر مناسب دون تميز.
وأوضح أن القانون الأساسي الفلسطيني لعام 2003 نظم خدمات التأمين الاجتماعي والصحي ومعاشات العجز والشيخوخة، وان قانون الصحة لعام 2004 أكد على تقديم الخدمات الصحية الحكومية الوقائية والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية، وإنشاء المؤسسات الصحية اللازمة لجميع المواطنين شريطة أن تكون موزعة جغرافياً، بما يتيح لجميع المواطنين إمكانية الاستفادة من الخدمات الطبية"، مشيراً إلى تداعيات الانقسام الفلسطيني والحصار الخانق منذ عشر سنوات، والاحتلال الإسرائيلي الذي أثر على مجمل الأوضاع والحقوق المختلفة للمواطنين في المجتمع الفلسطيني.
وفي مداخلة قدمها الدكتور بسام البدري، أكد أن نصف مرضى غزة الذين يحتاجون للعلاج في الخارج ممنوعون من مغادرتها من خلال معبر بيت حانون "ايريز"، بسبب إجراءات الاحتلال، ومنعه مرضى القلب والسرطان وغيرها من الأمراض المستعصية السفر للتوجه لمستشفيات الضفة الغربية والقدس والداخل، التي تعاقدت معها الوزارة.
وقال، إن دائرة العلاج بالخارج التابعة لوزارة الصحة بالسلطة الفلسطينية، وبتعليمات من الرئيس محمود عباس، ووزير الصحة دكتور جواد عواد، تعمل كل ما بوسعها من أجل إنهاء إجراءات أي مريض يتأكد من حاجته الماسة للعلاج في الخارج، خاصة مرضى السرطان والقلب، وتستكمل كل الإجراءات من حجز موعد، واستصدار تحويلة، والتقدم بطلب للحصول على تصريح مغادرة من الجانب الإسرائيلي.
وقال: في كثير من الأحيان يذهب موعد المستشفى ولا يصدر التصريح، تارة تأتي رسالة بأن الطلب قيد الفحص، وتارة بالرفض، وفي كثير من الأحيان لا يأتي رد أصلا، وتضطر الدائرة لحجز موعد ثاني وثالث في المستشفى، وتبذل قصارى جهدها من أجل تمكين المريض من الحصول على حقه في العلاج".
وبين أن عددا من المرضى توفوا وهم ينتظرون صدور التصريح، والبعض تفاقمت حالتهم الصحية قبل صدور التصاريح، مؤكداً أن الجانب الإسرائيلي يمارس إجراءات قاسية وصعبة بحق المرضى.
كما شدد البدري على أن هناك لجنة تدقق أوراق وتقارير كل مريض، ولا يمكن صدور أية تحويلة علاج إلا لمستحقيها فقط.
وأشار أ.محمد لافي إلى الحديث عن دور منظمة الصحة العالمية في تعزيز الحق في الصحة وإعماله في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتطبيق هذا الموضوع الهام لابد من التطرق لأمرين رئيسين وهما الحق في الصحة كحق قانوني شرعي يشمل الرعاية ميسورة التكلفة وذات جودة مناسبة وفي الوقت المناسب من جانب، ودور منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية في إعماله من جانب أخر متمثل بتعزيز قدرات المنظمة والدول الأعضاء فيها على دمج نهج قائم على حقوق الإنسان في الصحة، إضافة للدعوة والنهوض بالحق في الصحة في القانون الدولي في إجراءات التنمية الدولية.
وأكد على جهود منظمة الصحة العالمية في خلق واقع صحي جيد في فلسطين، مؤكدا أن المنظمة الدولية تعمل مع وزارة الصحة، وتتابع الوضع الصحي، ونفذت وتنفذ العديد من البرامج والأنشطة، وتتدخل عند اللزوم، لضمان خدمات صحية جيدة.
وأوضح أن المنظمة تدخلت وجلبت تمويل لشراء وقود للمستشفيات في قطاع غزة، التي عانت أزمة خانقة قبل حوالي عام ونصف، ولازال المشروع مستمر، والتدخلات مستمرة في أكثر من مجال صحي.
وفي نهاية اللقاء، تم فتح باب النقاش والتساؤلات، وخرج المشاركون بجملة من التوصيات، أهمها تطوير الكادر الطبي الفلسطيني، عن طريق ابتعاث أطباء للخارج، لتلقي دورات ومن ثم العودة لفلسطين، وإنشاء مراكز صحية متطورة في الضفة وغزة، للاستغناء كلياً عن تحويل المرضى للخارج ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط علي دولة الاحتلال لإرغامها علي احترام الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان وخاصة حق المواطنين بالسفر والتنقل لتلقي العلاج.
وأثنى المشاركون على الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون المدنية لتسهيل سفر وحركة المرضي عبر معبر بيت حانون، داعين إلى بذل المزيد من الجهود للتخفيف من معاناة المرضي وضمان حقهم في الوصول للعلاج، مطالبين بضمان حق التقاضي والوصول للعدالة لكافة المرضي الذين تعرضوا للإهمال من قبل أي جهة في المجتمع الفلسطيني.