الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لليوم الثاني :تواصل اعمال مؤتمر الجدار الفاصل في طولكرم بمشاركة النائب البرغوثي والعديد من المؤسسات

نشر بتاريخ: 30/12/2007 ( آخر تحديث: 30/12/2007 الساعة: 14:19 )
طولكرم - معا - لليوم الثاني على التوالي، تواصلت وقائع مؤتمر الجدار الفاصل تحت عنوان " جدار العزل والفصل العنصري ... حدود دولة أم وأد للدولة الفلسطينية " الذي ينعقد في قاعة ريم البوادي بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بمبادرة من جامعة القدس المفتوحة والاغاثة الزراعية ووحدة شؤون الجدار والاستيطان(مجلس الوزراء الفلسطيني) برعاية رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض.

وترأس الجلسة الأولى للمؤتمر الدكتور سليمان خليل عضو مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، حيث حضرها العميد طلال دويكات محافظ طولكرم ومستشاره رأفت بلعاوي، والنائب الدكتور مصطفى البرغوثي.

وتحدث البرغوثي عن الخطط الاسرائيلية منذ احتلال الضفة الغربية عام (1967) حيث قامت الحكومة الاسرائيلية ببناء المستوطنات الى ان جاءت خطة بناء الجدار الفاصل الذي التهم اكبر حصة من الاراضي وعزل المجتمع الفلسطيني في هياكل متفرقة مغلقة على امل انه بمرور الوقت في المستقبل ستكون الحياة بائسة جداً اقتصادياً وصحياً وتربوياً مما سيحدو بالفلسطينيين الرحيل وايجاد حياة افضل في مكان آخر، متطرقاً الى الوضع الفلسطيني وما مر به من مراحل منذ عام (1947) ادت الى تشريد الشعب الفلسطيني لأكثر من ستين عاماً ليصبح لاجئاً غير قادراً على الرجوع حتى لزيارة وطنه.

واكد البرغوثي ان الجدار ليس مجرد مصادفة، لكنه يرتبط بمسألة المياه، حيث يهدف الى مصادرة خزاني المياه الكبيرين وكلاهما في الضفة، وبحيث تكون النتيجة وضع يكون فيه انه من (937) مليون مكعب من الماء ينتج في الضفة ستأخذ اسرائيل على الاقل (800) مليون متر مكعب، وتترك لنا (137) مليون متر مكعب، مؤكداً ان هذا الرقم يثبت بأن النظام هو نظام فصل عنصري ولا يسمح للفلسطينيين باستهلاك اكثر من كمية صغيرة من (50) متر مكعب من الماء لكل نسمة سنويا، في حين يسمح للمستوطن استخدام (2400) مكعب من مياه الضفة (اكثر من 40 مرة).

واضاف النائب البرغوثي ان الرد على هذه الاجراءات الاسرائيلية يكون بأن يتنبى الشعب الفلسطيني استراتيجية النضال الشعبي الجماهيري الواسع ودعم الصمود الوطني واعادة النظر في موازناتنا ومواردنا ،واستنهاض حركة تضامن دولي واستعادة وحدتنا، مشدداً على ضرورة اشتراط استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي وقف فوري لأعمال بناء جدار الفصل العنصري، ووقف لإي توسع استيطاني ورفع الحصار عن غزة ووقف عمليات الاعتداءات الجارية في الضفة وغزة ،مؤكداً على دور اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تفعيل قرار محكمة لاهاي حول جدار الفصل العنصري الذي صدر قبل اربعة اعوام وطرحه على الجمعية العمومية للامم المتحدة.

وإستعرض الدكتور فيصل عمر مدير منطقة طولكرم التعليمية (جامعة القدس المفتوحة) أثر الجدار على القطاع الزراعي في محافظات جنين وطولكرم وقلقيلية، موضحاً انه أعد دراسة خاصة بهذا المجال بمشاركة الدكتور عبد الناصر القدومي من جامعة النجاح الوطنية والدكتور كمال القدومي من جامعة الزراعة في جمهورية التشيك، مشيراً انها اجريت على عينة من المزارعين قوامها (343) مزارعاً موزعة على ثلاث مجالات (التسويق للمنتجات الزراعية والتشغيل والعمالة والتكاليف الزراعية ومجال الاستثمار في المجال الزراعي).

واشار عمر ان الدراسة اوصت بأهمية ايجاد آلية لمساعدة المزارعين في الوصول للحقول الزراعية بأريحية، والمساهمة في تغطية قسم من نفقات التنقل التي اوجدها الجدار، وتوفير دعم للمنتجات الزراعية لبيعها بسعر ثابت من الحكومة.

وبيّن المهندس تيسير بصلات من وزارة الزراعة الآثار التي خلفها الجدار على استدامة الانظمة البيئية وانعكاسها على حالة الأمن الغذائي في محافظة قلقيلية، موضحاً ان الجدار ادى الى التأثير على المزارعين واسرهم من خلال فقدانهم لمصادر دخلهم المتأتي من الزراعة بسبب خسارة اراضيهم وزيادة تكاليف الانتاج، بالاضافة الى انخفاض القدرة الشرائية للسكان في التجمعات المتأثرة وانخفاض مستوى ادخار الاسر، عدا عن زيادة الديون لسد الاحتياجات الاساسية للأسرة وتدني ربحية المشاريع الزراعية وزيادة الاعتماد على المساعدات الحكومية وغير الحكومية.

وشدّد بصلات على ضرورة الضغط على مستوى الحكومة والمنظمات الدولية لتطبيق القرارات المتعلقة بقانونية الجدار، وخاصة قرار محكمة لاهاي الذي قضى بعدم شرعية هذا الجدار.

وتطرّق جمال جمعة من الحملة الشعبية لمقاومة الجدار الفاصل لوقائع التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية الذي احدثته حملات مناهضة الجدار على المستوى الدولي، والتحولات الجذرية بعد اتفاقية اوسلو، مشيراً الى ان اهم ثمار العمل التضامني المنظم والهادف كانت حركة المقاطعة والتجارب والمبادرات العديدة بهذا الخصوص خلال زمن قياسي، موضحاً ان ذلك يعود الى وجود رغبة حقيقية عند عمل تضامني مؤثر انطلاقاً من الايمان بعدالة القضية والظلم الهائل الواقع على الشعب الفلسطيني وتقاعس الحكومات عن نصرة الحق والتحيز للمحتل والقوى التي تدعم قوة الاحتلال.

هذا وستنتهي الجلسة الختامية للمؤتمر مساء اليوم الاحد، حيث سيتناول المشاركون جملة من التوصيات والقرارات الهامة التي تتعلق بالجدار ومحاربته والتخلص منه.