الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا يلتقي وفدا من الكنائس الالمانية

نشر بتاريخ: 10/03/2017 ( آخر تحديث: 10/03/2017 الساعة: 14:15 )
المطران حنا يلتقي وفدا من الكنائس الالمانية
برلين- معا- التقى المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الجمعة، مع وفد من الكنائس الالمانية في مدينة دورتموند وغيرها من المناطق الالمانية، والذين وصلوا الى مدينة دورتموند بهدف المشاركة بالمؤتمر الهام الذي عقد فيها ولقاءه الاتي من المدينة المقدسة.
وضم الوفد ممثلين عن الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والانجيلية وممثلي عدد من المؤسسات المسيحية الحقوقية والانسانية والتي تهتم بمسألة اللاجئين والعناية بهم.
وشكر المطران ممثلي الكنائس الالمانية على مساهمتهم وحضورهم ومؤازرتهم للرسالة التي حملها المؤتمر وهي العمل على تكريس ثقافة الاخوة والتسامح والتلاقي بين المسيحيين والمسلمين والذين هم من اصول عربية من منطقة الشرق الاوسط وقد اتوا الى المانيا بسبب الظروف التي تمر بها بلدانهم.
ودعا الكنائس الالمانية الى الاهتمام بالنازحين واللاجئين ضحية العنف في بلدانهم وتقديم كل ما هو لائق وواجب لهم والاهتمام ايضا بالنواحي النفسية والاجتماعية واحتضانهم ومحبتهم وذلك تكريسا للقيم والاخلاق النبيلة التي ننادي بها دوما.
وقال: نصلي من اجل ان يتوقف هذا النزيف في منطقتنا العربية والذي ادى الى كثير من الكوارث والمآسي ونتمنى ان يتحقق السلام في سوريا وفي سائر ارجاء مشرقنا العربي، لكي ينعم ابناء هذا المشرق بالامن والسلام والاستقرار، كفانا حروبا وقتلا وذبحا وامتهانا للكرامة الانسانية".
وتابع المطران:" يحق لابناء منطقتنا ان يعيشوا بسلام ورفاهية في بلدانهم، يحق لابناء امتنا العربية ان يعيشوا في اوطانهم وان ينعموا بالامن والسلام والاستقرار بعيدا عن العنف والارهاب والقتل والذبح والتشريد".
وشدّد: اننا نتضامن مع كافة النازحين ونتفهم معاناتهم وآلامهم ، وعلينا ان نحتضنهم بحنان ورأفة.
ووضع الوفد في صورة الاوضاع في فلسطين وما يتعرض له الشعب من قمع وظلم واضطهاد واستهداف.
وقال: إن الشعب يتعرض لنكبات ونكسات كثيرة ما زالت تداعياتها قائمة حتى اليوم ، ونحن نعتقد بأن من اوجد لنا ظاهرة الارهاب في منطقتنا انما هدفه الاساسي هو جعل البوصلة تنحرف باتجاهات اخرى وليس باتجاه فلسطين التي هي قضية العرب الاولى مسيحيين ومسلمين كما انها قضية كافة احرار العالم بكافة انتماءاتهم الدينية والعرقية وخلفياتهم الثقافية.
وطالب الكنائس المسيحية بأن تلتفت الى فلسطين الارض المقدسة، ارض الميلاد والفداء والتجسد والالام والقيامة والنور، وقال: التفتوا الى فلسطين الجريحة التي تحمل صليب آلامها وتسير في طريق جلجتها على رجاء قيامة الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال والعنصرية.
وقال: لقد تمكنتم في المانيا من ازالة سور برلين اما عندنا فهنالك اسوار جديدة تبنى في حين ان السلام المنشود لا يحتاج الى اسوار عنصرية بل الى جسور المحبة والاخوة والتواصل.
وأضاف المطران: التفتوا الى فلسطين الارض المقدسة وكونوا مع شعبنا في آلامه واحزانه ومعاناته وسعيه من اجل الحرية، هذه الحرية التي في سبيلها قدم شعبنا تضحيات جسام، ففي كل يوم عندنا شهداء يقتلون بدم بارد، وعندنا الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال هؤلاء الابطال من اجل الحرية، عندنا الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال والذي يتوق الى انبلاج عهد جديد وفجر مشرق آت لا محالة لكي يعيش بالحرية التي يستحقها وان يعيش في وطنه بأمن وسلام مثل باقي شعوب العالم.
وقدم للوفد تقريرا تفصيليا عن اوضاع الحضور المسيحي في فلسطين وعن اوضاعهم في المنطقة العربية بشكل عام، وتقريرا تفصيليا عن اوضاع مدينة القدس وما يتعرض له المقدسيون من اضطهاد واستهداف.
وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية بنسختها الالمانية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها، وقال: إن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا اقلية في وطنهم وليسوا جالية او جماعة او ضيوفا عند احد فالمسيحية انطلقت من فلسطين الى مشارق الارض ومغاربها والمسيحيون الفلسطينيون هم امتداد تاريخي للجماعة المسيحية الاولى التي عاشت في هذه الارض المقدسة، القدس هي المركز الروحي المسيحي التاريخي والاقدم والاعرق في عالمنا ومع احترامنا لكافة المراكز الروحية المسيحية شرقا وغربا تبقى القدس هي ام الكنائس وهي المركز الروحي الاهم لدى كافة المسيحيين.
وأضاف: أن المسيحيين الفلسطينيين ينتمون الى وطنهم ويدافعون عن قضية شعبهم والمؤسسات المسيحية الفلسطينية تخدم الشعب الفلسطيني وابوابها مفتوحة للجميع دون اي تمييز.
وقال المطران: إن المبادرة المسيحية الفلسطينية هدفت الى ايصال الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني الى كافة ارجاء العالم ونتمنى ان يصل هذا الصوت الى كل مكان، يجب ان تسمعوا وان يسمع العالم ما يقوله المسيحيون الفلسطينيون عن انفسهم ولا ما يقوله الاخرون عنهم، يجب ان تسمعوا ما يقوله المسيحيون الفلسطينيون عن وطنهم وعن قضية شعبهم ونحن نتمنى ان تساهم هذه المبادرة في ازدياد رقعة اصدقاءنا في سائر ارجاء العالم.
واكد المطران أن المسيحيين المشرقيين العرب لن يتنازلوا عن انتماءهم لاوطانهم رغما عن كل الظروف المأساوية التي تمر بها بلادنا، المسيحيون ليسوا اقلية في المنطقة العربية، ليسوا اقلية في فلسطين وليسوا اقلية في سوريا ولبنان والعراق والاردن ومصر وغيرها من الاماكن، هم مكون اساسي من مكونات منطقتنا وجمال وبهاء منطقتنا هو من خلال هذا التلاقي وهذا العيش المشترك وهذا الحضور الاسلامي المسيحي الذي تميزت به منطقتنا العربية عبر تاريخها المجيد.
وتابع: رسالتنا اليكم والى كنائس المانيا بأن التفتوا الى فلسطين الارض المقدسة، التفتوا الى مشرقنا العربي الذي يعصف به الارهاب وكونوا دوما منحازين لعدالة قضية شعبنا التي هي قضيتنا جميعا وهي قضية مسيحية بامتياز اضافة الى ابعادها الاخرى ذلك لان فلسطين هي الارض المقدسة مهد الديانات.
وشكر الوفد الكنسي الالماني المكون من 30 شخصا المطران على زيارته لالمانيا حاملا معه رسالة السلام والمحبة والاخوة وحاملا معه ايضا آلام واحزان ومعاناة شعبه الفلسطيني.
وقال: كل التحية للمطران وكل التحية لهذه الجهود المبذولة وسنبقى دوما الى جانبكم ندافع عن قضايا العدالة والحرية ونصرة المظلومين والمتألمين ورفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها.