بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي
كانت الاجواء ماطرة ، و المظلة التي يجلس تحتها مراسلو الصحف ووكالات الانباء لتغطية وقائع المباريات تسيل منها المياه من اكثر من مكان ، حاول وضع جهاز "اللاب توب" الذي اشتراه حديثا على الطاولة، ثم ما لبث ان ارجعه الى حقيبته خوفا من تسلل المياه اليه ،فثمنه يساوي عمل سنة كاملة مراسلا لاحدى الصحف .
لم يعبأ الجمهور بالحالة الجوية ، وتواجد بكثرة ، فالمباراة تجمع فريقين عريقين لهما جمهورهما ، بدأت الهتافات قبل ان يبدأ اللقاء ، هتفوا للقدس وعروبتها ، وهتفوا لفريقهم الذي يرونه بطلا ، ثم ما لبثت الهتافات ان تحولت ضد الصحافة والاعلام التي وصفوها "بالمأجورة " ليتدخل احد الشبان ويطلب من القلة القليلة التي كانت تهتف بالكف عن مثل هذه الهتافات، ليعود التشجيع والتغني بامجاد فريقهم وعلو كعبه .
حكم المباراة كان مرتبكا حتى ان مساعده لم يكن راضيا عن قراراته ، كثرت الاعتراضات ، وتعالت اصوات الاحتجاج في الملعب، مما افقد المباراة هيبتها ورونقها علما بأنه لم يحدث اي احتكاك بين لاعبي الفريقين والاحترام كان سيد الموقف .
سُجل الهدف الاول واحتج لاعبو الفريق المنافس ، تعالت اصوات الجماهير منددة بقرار الحكم لتتوقف المباراة لبعض الوقت بحجة الهتافات المسيئة ، تدخلت وجوه الخير، وناشدت الحكم باكمال اللقاء لأن اي قرار عكس ذلك سيؤدي الى كارثة خاصة الى ان الملعب كان مزدحما بالجماهير والتي لم يحدث بينها اي احتكاك .
أكمل الحكم اللقاء ، وغادر الفريق الفائز وجماهيره الملعب بكل يسر وسهولة ،لتصب جماهير الفريق الخاسر جم غضبها على الطاقم التحكيمي الذي اتهم بعدم النزاهة والتخبط .
ثم تابع صديقي الصحفي قائلا : وانا اغادر الملعب التقيت بأحد الحكام سألته عن سبب غيابه ،فلم اره منذ مدة في الملاعب ...!!
قال : باختصار " بعد ان تردد كثيرا " ان الامور لا تدار بمهنية .
قلت : كيف ؟؟
قال : لا يوجد توزيع عادل للمباريات بين الحكام ، وعلى المسؤولين اختيار الرجل المناسب للمباراة المناسبة ، وهذا سيختصر علينا الكثير من المشاكل .