الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مثقفون وسياسيون يختلفون حول إمكانية وجود مشروع "دولة غزة"

نشر بتاريخ: 14/03/2017 ( آخر تحديث: 14/03/2017 الساعة: 18:30 )
مثقفون وسياسيون يختلفون حول إمكانية وجود مشروع "دولة غزة"
غزة- معا- تباينت وجهات نظر وتحليلات مجموعة من المثقفين والكتاب والسياسيين حول حقيقة مشروع "دولة غزة"، وذلك خلال ندوة نظمها مركز أطلس للدراسات تحت عنوان "صناعة دولة غزة بين التهويل والتهوين".
أدار الندوة رئيس المركز عبد الرحمن شهاب، الذي استعرض ما قيل عبر وسائل الإعلام وما كتبه البعض عن مشروع دولة غزة، وإمكانية تحقيقه، وطرح تساؤلًا على الجميع "هل ما ينشر حول المشروع هو تهويل أم تهوين؟".
من جهته، استعرض الدكتور إبراهيم أبراش ما جاء في كتابه، حول مشروع "دولة غزة"، لافتًا إلى أن المشروع قائم ومخطط له سلفًا وبإحكام من قبل أمريكا وإسرائيل وأحزاب الإسلام السياسي، مستعرضًا محطات مفصلية تصب في خدمة المشروع.
وأشار إلى أن الكل يتحدث اليوم عن "دولة غزة" من الرئيس والكتاب والمثقفين والإسرائيليين، مضيفًا أن الواقع يؤكد أننا نعيش في إطار "دولة غزة"، حيث يوجد وزارات ووزراء لا يخضعون لحكومة الوفاق الوطني التي من المفترض هي من تدير شئون القطاع، وآخرها رفض "غزة" لقرار إجازة المرأة في يومها الذي صادف الثامن من آذار، رغم وجود قرار حكومي التي يرأسها رامي الحمد الله بالإجازة. إضافة إلى القرارات التي تصدر عن وزارة الاقتصاد والثقافة والداخلية وغيرها من الوزرات بمعزل عن الحكومة الرسمية "حكومة الوفاق الوطني"، الأمر الذي يدلل على أن هناك شيئاً يحاك في قطاع غزة.
وأشار أبراش إلى أن انسحاب أريئيل شارون من غزة عام 2005 لم يكن عبثاً، بينما لم تدرك الفصائل التي احتفلت بالانسحاب بالنوايا الحقيقة والأهداف التي يرمي لها شارون من ذلك، إضافة إلى السلطة التي علق رئيس الوزراء آنذاك أبو علاء قريع قائلاً: ماذا نفعل لهم، فلينسحبوا.
ولفت إلى أنه منذ العام 2004 ظهر مشروع إسلامي سياسي هدفه تسليم جماعات الإسلام السياسي للسلطة وتمكينهم لكي يلتهوا بها، ووجدوا في حركة حماس في غزة قاعدة لذلك، بموافقة إسرائيلية أمريكية، وعجز السلطة الفلسطينية عن وقف المخطط رغم علمها به.
ورأى الكاتب أبراش أن التفكير بدولة غزة هو جزء من التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي منذ أوسلو، التي كان الحديث يدور عن غزة أولاً، وثم ألحقت بها اريحا.
واستعرض المختص في الشأن الإسرائيلي عامر عامر، الموقف الإسرائيلي من مشروع دولة غزة، مؤكداً عدم وجود موقف رسمي إسرائيلي يتبنى الموضوع.
وأوضح أن الانفصال وقع بين الضفة وغزة، وتولدت لإسرائيل مشكلة أمنية من غزة، وإسرائيل لا تريد أي شيء يهدد أمنها، ومن هنا بدأت إسرائيل في البحث عن مخرج للمشكلة الأمنية، ومشروع "دولة غزة" أحدها، ولا يمكن لهذا المشروع أن يرى النور إلا بموافقة إسرائيلية.
وقال ان "إسرائيل لم تحدد موقفاً رسمياً من الموضوع، وما يجري الحديث عنه هو فقط من قبل مراكز الأبحاث وأجهزة الأمن من استخبارات وشاباك".
بدوره، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، أن ما هو قائم في قطاع غزة منذ 10 أعوام مرسخ وبالتفاصيل، وقال "إن ما هو قائم هو نظام ليس ضمن السلطة الفلسطينية، له كل شيء خاص به، حتى علاقاته الخارجية.
وأضاف أن كل المشاريع الإسرائيلية تكسرت على وعي وصمود الشعب الفلسطيني.
في نفس السياق، رأى الكاتب محمود حجازي أن غزة تعيش في ظل بيئة دولة كاملة، ولديها مجلس تشريعي يصدر قوانين، جهة أمنية، بنية دولة، هناك دول في الإقليم تلعب على الموضوع، للمس بمنظمة التحرير.
وقال "نحن موجودون في دولة بصراحة، وإسرائيل أخرجتها من غلافها منذ بدء الانقسام، وهناك عجز فلسطيني لاستعادة الوحدة".
وأضاف أن "حماس لن تسمح لاحد بخدش سيطرتها على القطاع، وهذه المعادلة إسرائيل تدعمها الى جانب الإقليم".
ورأى أن السيناريو الأقرب لغزة هو هدنة طويلة الأمد وترتيب وضع غزة هو المطروح؛ بمعنى التعامل مع غزة من جانب إنساني دون مراسم سياسية بدعم قطري تركي.