نشر بتاريخ: 15/03/2017 ( آخر تحديث: 15/03/2017 الساعة: 15:39 )
رام الله- معا- عقدت وزارة الاعلام الفلسطينية، اليوم الاربعاء، مؤتمرا صحافيا في مدينة رام الله بعنوان "الاستيطان الاستعماري وقانون التسوية"، تحت برعاية رئيس الوزراء د. رامي الحدالله.
وافتتح المؤتمر وكيل وزارة الاعلام د. محمود خليفة، مؤكدا أن قانون مصادرة الأراضي "التسوية" الذي اقرحته حكومة الاحتلال انما هو نسخة جديدة لوعد بلفور لكن بعام 2017.
ودعا خليفة مجلس الامن الدولي لتطبيق قراره الاخير (2334) الذي يدين ويمنع الاستيطان في الاراض الفلسطينية، مضيفا ان المؤتمر يهدف الى تسليط الضوء على ما تتعرض له الاراضي الفلسطيينة من سرقة واحتلال من قبل حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، داعيا المجتمع الدولي للقيام بمهامه لوقف هذا الاستعمار، مستنكرا ما تعرض له مركز الخرائط الفلسطيني من اغلاق من قبل حكومة الاحتلال بالامس القريب وما تعرض له مدير المركز خليل التفكجي الباحث والمختص بشؤون الاستيطان من اعتقال واستدعاء للتحقيق.
وقال الحمدالله في كلمة ألقاها نيابة عنه المهندس وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلي قامت بالعديد من الاجراءات والقرارات لاتمام مشروعها الاستعماري والقضاء على حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، مضيفا انه خلال العامين الماضيين ركز الاحتلال على عزل مدينة القدس وتهويدها وتقسيم المسجد الاقصى المبارك، واستكمال بناء الكتل الاستعمارية الكبرى التي تشكل مناطق عازلة بين المناطق الفلسطينية وعزلها عن بعضعا البعض منها مستوطنة "ايتمار" المقامة على اراضي المواطنين في مدينة نابلس.
وبين أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تهدف الى تثبيت قانون تشريع وقانونية البؤر الاستيطانية، مبينا أن اسرائيل وضعت في مخططها التهجير القصري للمواطنين الفلسطينيين من مناطق الفلسطينية المصنفة "ج" خاصة في مناطق القدس والاغوار الفلسطينية .
وأشار عساف الى ما تقوم به الحكومة الفلسطينية في مواجهة هذا المشروع الاستعماري الاسرائيلي، مشيرا أنها وضعت خطة مشتركة من قبل عدد من الوزارات ذات الشأن، وتقوم على توفير الحماية القانونية لكل التجمعات السكانية في مناطق "ج"، وإعادة بناء كل ما يتم هدمه ومصادرته من قبل حكومة الاحتلال، وتوفير كافة الخدمات الاساسية في التجمعات السكنية الفلسطينية في شتى المناطق لا سيما مناطق المصنفة "ج"، مضيفا ان حكومة الاحتلال قامت بهدم 515 مسكنا في عام 2015 و1115 مسكنا في عام 2016 وفي بداية عام 2017 هدمت 114 مسكنا.
وصرح يوسف جبارين رئيس لجنة العلاقات الخا في القائمة العربية المشتركة في الكنيست أن قانون مصادرة الأراضي الذي أقره الكنيست الاسرائيلي هو الاكثر عتصرية واستبدادا والذي شهدته الكنيست في الفترة الاخيرة، وأنه هو جزء لا يتجزأ من المناخ السياسي الذي يسود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، مؤكدا انه تم التأكيد على ان هذا الطرح يعد مشروعا غير أخلاقي.
وأضاف جبارين ان الشارع الفلسطيني امام تحد كبير من أجل التصدي لسياسة مصادرة الأراضي، مشبها هذا الامر بالانقلاب في الخطاب الاسرائيلي وعلى فكرة حل الدولتين.
وأكد د.صائب عريقات امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على أنه لا معنى لدولة فلسطين بدون القدس الشرقية عاصمة لها، مؤكدا انه بعد مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم واكثر من 50 عام من الاحتلال الاسرائيلي، وبعد ما تشهده المنطقة من تدمير وسيطرة على المساكن والاراضي الفلسطينية، فإن ما يجري هو محاولة من نتنياهو وحكومته باستبدال حل الدولتين بتطبيق مبدا الدولة بنظامين، مؤكدا ان فلسطين الآن لها شخصية سياسية وقانونية ودولية خاصة بعد الاعتراف بها كدولة غير عضو بالامم المتحدة.
وبين أن المطلوب الان هو حكومة وطنية فلسطينية تنهض بالشعب الفلسطيني، مؤكدا على ادراك القيادة لما يجري الان من عقد مؤتمرات خارجية او تعدد التدخلات الخارجية بالشارع الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وأضاف عريقات ان فلسطين لديها نقطة ارتكاز هي التعددية السياسية الا انه لا يوجد تعدد للسلطات، مضيفا ان قرار مجلس الامن 2334 جاء نتيجة العمل الدائم للقيادة الفلسطينية، واثبات وجودها في خارطة الجغرافيا وقيام الدولة الفلسطينية، مؤكدا ان فلسطين تحافظ على مصالح الجميع، مضيفا" لكن نؤكد ان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد لتمثيل الشعب الفلسطيني باكمله".
وأشار الى ان استراتيجية نتنياهو تتمثل في دولة بنظامين ولغة المصالح التي يمارسها نتنياهو مع الجميع من خلال محاولة القول انه بصدد اعداد تحالف ضد الارهاب ولكن الحقيقة ان اسرائيل لا تحارب داعش، مضيفا أن كل ما تقوم به القيادة الفلسطينية بتجميع نفسها تبدأ المشاريع لضرب الشرعية الفلسطينية لكن ستبقى القيادة الفلسطينية متمسكة بهدفها الوحيد والاهم وهو القدس.
وأكد عريقات ان واشنطن تدرك تماما انه لا وجود لدولة واحدة بنظامين، وان فلسطين ستكون جسر التسامح للجميع وانها ستكون دولة قائمة بكامل سيادتها وعاصمتها، مضيفا ان الاجساد هي فقط من تُقتل بالرصاص لكن الافكار لا يمكن قتلها بالرصاص مؤكدا ان من يريد تصفية داعش عليه ان يجفف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي لانه لا يوجد فرق بين من يقطع راس صحفي اجنبي وبين من يحرق عائلة باكملها " عائلة دوابشة " من قبل المستوطنين المتطرفين.
يشار ان عدد المسوطنين في الاراضي الفلسطينية بلغ حوالي 620.000 مستوطن، وبلغ عدد سكان مستوطنات الاحتلال في محافظة القدس حوالي 218.000، وفي الضفة حوالي 402.000 بمعدل زيادة طبيعية 4.1%،.
وبلغ عدد المواقع الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ما يزيد عن 570 موقعا استعماريا تشمل 174 مستعمرة، وجرى تنظيم مخططات هيكلية لـ 15 بؤرة استعمارية خلال السنوات القليلة الماضية، ويجري حاليا تنظيم مخططات هيكلية لـ 13 بؤرة استعمارية جديدة.