مناشدة للبابا بنديكت السادس عشر للتدخل لرفع الحصار عن قطاع غزة
نشر بتاريخ: 31/12/2007 ( آخر تحديث: 31/12/2007 الساعة: 15:24 )
غزة- معا- وجه النائب المستقل جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار والأب مناويل مسلم راعــي طائفـة اللاتيـن في قطاع غزة رسالة إلى البابا "بنديكـت السادس عشر".
وأكد مسلم في مؤتمر صحفي تلا خلاله الرسالة في كنيسة دير اللاتين في مدينة غزة اليوم الاثنين على أن الرسالة تستعرض صورة المعاناة التي تتواصل كل يوم على شعب فلسطين عامة، وخاصة سكان قطاع غزة، مشيراً إلى أن مخاطبة قداسة البابا تأتي بحكم موقعه الديني الهام، وتأثيره الكبير، وأن كلمته لها وزنها في كل مكان من العالم.
وناشد الأب مسلم البابا ببذل الجهود، وبأن تكون لهم كلمة يسمعها العالم في هذا الموضوع بضرورة فك هذا الحصار الظالم، والذي يمثل عقاباً جماعياً، وانتهاكاً صارخاً لكل الحقوق التي أقرتها الشرائع السماوية، والاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقيات جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأضاف مسلم "أن الاحتلال فرض على القطاع حصاراً مشدداً تمثل بإغلاق المعابر ومنع حركة الدخول والخروج والسفر من القطاع وإليه، مما تسبب في كوارث إنسانية وصحية وبيئية خطيرة، ويعاني القطاع من نقص خطير في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف عدد كبير من الأجهزة الطبية الضرورية للحفاظ على حياة المرضى".
ومضى الأب مسلم يقول "توفي خلال شهر ونصف واحد وخمسون مريضاً بسبب عدم قدرتهم على السفر للعلاج بالخارج، نظراً لإغلاق المعابر، وهناك حوالي ألف وخمسمائة مريض معرضين لخطر الموت لنفس السبب، فضلاً عن آلاف المرضى الذين تسوء حالتهم بسبب عدم توفر العلاج اللازم للحفاظ على حياتهم".
وشدد على أن القطاع يتعرض لكوارث إنسانية خطيرة بسبب إغلاق المعابر وتوقف حركة التجارة ومشاريع العمران، ومشاريع البنية التحية بسب إغلاق المعابر التجارية، ومنع حركة البضائع اللازمة لمشاريع العمران ولتشغيل المصانع والمشاغل البالغ عددها (3900) مصنع ومؤسسة تجارية، توقفت كلياً، مما نتج عنه التحاق أكثر من مائة وأربعين ألف عامل بقافلة البطالة، وتضاعف معدلات الفقر في قطاع غزة بشكل كبير ، وقد نتج عن كل ذلك كارثة إنسانية حقيقية غير مسبوقة على مدى سنوات الاحتلال.
وقال مسلم إن الرسالة تطلق "من فلسطين أرض الرسالات السماوية.. ومن قطاع غزة الذي يعيش أقسى صور المعاناة تحت الحصار الإسرائيلي المشدد، وباسم سكان غزة الذين تزداد آلامهم مع تصاعد الحصار، باسمهم جميعاً، مسلمين ومسيحيين، نتقدم من قداستكم، ومن كل المسيحيين في العالم بالتهنئة بمناسبة أعياد الميلاد".
ما ذنب الحجاج؟!
_____________
وفي رده على استفسارات الصحفيين، أكد الأب مناويل مسلم راعي كنيسة اللاتين الكاثوليكية على أن حصار غزة طال كل عناصر المجتمع الغزي دون تمييز بين رجل أو امرأة، صغير أو كبير، مسلم أو مسيحي، مشيراً إلى أن ما يمارس بحق أي إنسان في غزة ويضره فإن ذلك يعني ضرر لشريعة الله وتضييع لحق الله الذي منحه عباده.
وأشار الأب مسلم إلى العالقين في معبر رفح من حجاج بيت الله الحرام المسلمين الذي عادوا من مكة المكرمة أناس جدد بعد أن أدوا فريضة الحج التي سنها الله على المسلمين، متسائلاً "كيف تداس حقوق الأبرياء؟! وكيف يداس الإنسان البريء دون ذنب اقترفه؟!".
وقال:" لقد شرع الله حماية الإنسان وقت الحروب، فأين هي اليوم؟!"، داعياً الجهات المعنية إلى التدخل السريع لوقف إغلاق المعابر ورفع الحصار الذي خنق القطاع بكل من فيه دون تمييز سواء مسلمون أم مسيحيون.
امتداد الحصار
__________
بدوره، أكد النائب الخضري على أن الحصار ما زال مستمراً ويشتد يوماً بعد يوم، مطالباً بضرورة تحرك إسلامي ومسيحي لإنهاء إغلاق المعابر وفك الحصار الذي يطال في قطاع غزة كل شيء.
وحذر الخضري من أن يطال الضفة الغربية والقدس ما تعاني منه غزة من حصار وإغلاق، وقال :" إن ما يحدث الآن في الضفة والقدس لا شك أنها مقدمات للحصار والمعاناة"، مناشداً العالم بالتحرك الفوري للضغط على الاحتلال لإنهاء كل ممارساته العدوانية بحق الفلسطينيين.
وأشار الخضري إلى أن كل مواقف قادة وزعماء العرب والمسلمين لم تتعد حتى اللحظة نطاق القول ولم تدخل حيز الفعل حتى اللحظة، داعياً الشعوب والقوى في كل أنحاء العالم لتشكيل لجان ضغط على الحكومات للضغط بدورها على الاحتلال لفك الحصار.