الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال ورشة عمل نظمتها الفصائل الخمسة بالقطاع : التأكيد على "عودة حماس عن انقلابها" واطلاق حوار وطني شامل

نشر بتاريخ: 31/12/2007 ( آخر تحديث: 31/12/2007 الساعة: 17:03 )
غزة -معا- أجمع قادة سياسيون ومحللون على أن الخروج من الأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني يكمن في عودة حماس حركة حماس عن انقلابها العسكري في قطاع غزة وضرورة البدء بحوار وطني شامل يعالج كافة القضايا الداخلية وينهي الأزمة الراهنة ويعيد تصويب مسار النضال الفلسطيني إلى وجهته الرئيسية في مواجهة الاحتلال .

جاء ذلك خلال ورشة عمل سياسية نظمتها الجبهة العربية الفلسطينية وجبهة النضال الشعبي والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية ظهر أمس في قاعة جمعية الهلال الأحمر بمدينة غزة تحت عنوان (نحو رؤية وطنية موحدة للخروج من الأزمة الراهنة ) . وقد أدار الورشة بسام درويش عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية .

هذا وقد افتتح إبراهيم الزعانين عضو قيادة جبهة التحرير العربية الورشة بالترحيب بالحضور ، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ، مشيراً إلى أن الورشة تتزامن بانعقادها مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد صدام حسين معتبراً ان فقدانه يمثل خسارة كبيرة للأمة العربية وللشعب الفلسطيني.

وقد استعرض جميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية خلال مداخلته التي جاءت تحت عنوان (الوضع السياسي الراهن وسبل الخروج من الأزمة) جملة من مسببات الأزمة .

. واكد شحادة أن عدم جدية وقدرة الاطراف المتصارعة على تنفيذ الاتفاقات الناتجة عن الحوار الوطني والمتمثل في اعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني واللجوء الى منطق المحاصصة والتي تجسدت بشكل واضح فيما يسمى حكومة الوحدة الوطنية ساهمت في اذكاء الازمة .

وحول مظاهر الأزمة قال شحادة:" ان اولى مظاهر الأزمة هو سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وإلغاء دور كافة المؤسسات والاجهزة التي كانت تعمل قبل الانقلاب والبدء بتشكيل مؤسسات ( وزارات) واجهزة جديدة ووصلت الى درجة الغاء مؤسسات القضاء وتشكيل قضاء جديد أي فرض سيطرتها الكاملة على القطاع واعتباره كياناً خاصاً بها في مواجهة السلطة من اجل فرض شروطها عند العودة من جديد الى طالة الحوار والحصول من خلال ذلك على مكاسب خاصة بها عند اعادة تشكيل الاجهزة الامنية التي لم يتطرق لها اتفاق مكة .

واضاف : ان من مظاهر الازمة ايضاً تصاعد حدة الحملات الاعلامية المتبادلة بين حركتي فتح وحماس وتصنيف الفصائل الاخرى مع هذا الطرف او ذاك لمجرد عدم تطابقها مع أي من الطرفين. وكذلك القيام بحملات اعتقال واسعة في قطاع غزة شملت العديد من القيادات والمسئولين بحركة فتح والسلطة بشكل خاص وطالت بعض المسئولين في الفصائل الاخرى بشكل عام. وأوضح شحادة ان من مظاهر الأزمة هو تصعيد اطلاق الصواريخ من غزة واستخدامها وسيلة للوصول الى تهدئة مع الطرف الاسرائيلي مقابل فك الحصار، أي بمعنى اخر العمل على دخول العلاقة مع الطرف الإسرائيلي في معادلة الصراع الفلسطيني .

وحول رؤيته للخروج من الأزمة قال شحادة لقد أصبح واضحاً للجميع أن الوضع الفلسطيني يمر بأسوأ الظروف وان القضية الفلسطينية تراجعت بشكل ملحوظ على المستوى الدولي وهذا يتطلب مواقف مسئولة وشجاعة تحتكم إلى المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وتتجاوز المكاسب التنظيمية الضيقة والتي في تقديرنا سوف تكون اكبر لكل طرف في حالة العمل الوطني المشترك . مشدداً على اهمية استجابة حماس لنداء الإجماع الوطني والتراجع عن نتائج انقلابها العسكري والعمل بجدية لإعادة الاعتبار إلى السلطة الوطنية ومؤسساتها وأجهزتها كما كانت عليه سابقاً .

وفي ختام كلمته دعا شحادة إلى اجتماع وطني موسع يشمل الفصائل كافة وممثلين عن الكتاب والصحفيين والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية ووجهاء من المجتمع من اجل إطلاق مبادرة يتبناها الجميع ويتم العمل على إلزام كافة الأطراف بها بعيداًً عن كل المؤثرات والعوامل الخارجية .

و استعرض عماد الفالوجي موقف الرئيس الفلسطيني المؤكد على الحوار كوسيلة للخروج من المأزق بعد تنفيذ حماس لشروط الحوار وهو التراجع عن انقلابها موضحاً ان موقف الرئيس هذا لم يتغير منذ اللحظة الاولى وهو موقف ثابت ، وان الرئيس اكد في كل خطاباته ومواقفه على الحوار ورفضه لاي خيار اخر .

كما استعرض موقف حركة حماس التي وصفه أيضا بأنه مع الحوار غير المشروط قائلاً انها على استعداد لان تنفذ شروط الرئيس بإعادة تسليم المقرات وممتلكات السلطة ولكن في إطار الحوار وعلى طاولته، موضحاً أن حماس وعبر مواقفها التي أعلنتها لازالت تقر بشرعية الرئيس عباس
.
وتساءل الفالوجي في ظل هذه المواقف هل من الصعب التوفيق بين الطرفين ، مجيباً أن التوفيق ليس بالمسألة المستحيلة إذا صدقت النوايا وتوحدت الجهود الوطنية لإيجاد رؤية موحدة توافق عليها فتح وحماس لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ولكن هذا يحتاج إلى توحيد مواقف الفصائل وتوحيد جهودها في هذا السياق .

أما الأستاذ مأمون أبو شهلا فقد استعرض خلال مداخلته التي جاءت تحت عنوان (غزة تحت الحصار أرقام وحقائق) الاوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني ، مشيراً الى ان مستوى دخل الفرد في قطاع غزة وصل الى ادنى مستوياته نتيجة للحصار الاسرائيلي الخانق على قطاع غزة.

وتناول ابو شهلا الوضع الاقتصادي منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في يناير 2006 وما تبعها من حصار لحكومة حماس من قبل اسرائيل والدول المانحة واغلاق المعابر بشكل شبه كامل ووقف المساعدات المالية للسلطة وما نتج عنه من عجز الحكومة عن دفع رواتب الموظفين ،وارتفاع عجز الموازنة الحكومية ليصل الى 1.2 بليون دولار خلال هذه الفترة وما رافقها من انهيار للقطاع الخاص.

واكد ابو شهلا ان اسرائيل اتخذت مما جرى في قطاع غزة ذريعة للاطباق نهائياً على الاقتصاد الفلسطيني من خلال اغلاق معابر قطاع غزة واعتبار قطاع غزة كياناً معادياً مؤكداً ان ذلك ليس له علاقة بالوضع الامني كما تدعي اسرائيل ، موضحاً ان اسرائيل خسرت خلال عام 2006 25 قتيلاً بينما في العلام 2007 سبعة قتلى فقط ، موضحاً ان تلك القرارات تأتي في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة لخنق القطاع وتدميره وهي سياسة لا تتوقف وتستفيد من الاحداث على الارض .

وأكد ابو شهلا على ان الوضع الاقتصادي بشكل عام في قطاع غزة لن يخرج من حالة الركود التام الا إذا اعيد فتح المعابر بشكل كامل وحصلت غزة على نصيبها من الخطة التنموية للحكومة الفلسطينية.

وفي ختام الورشة قرأ رفيق أبو ضلفة عضو قيادة جبهة النضال الشعبي توصيات الورشة حيث أكد على ضرورة عودة حماس ن انقلابها العسكري كمقدمة للبدء بالحوار الوطني الشامل باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، كما واكد على ضرورة ان تتوقف حماس عن كافة اجراءاتها التي من شانها ان تباعد بين المواقف وترسخ الانقسام في الساحة الفلسطينية وتوصد الباب امام الجهود الصادقة لمعالجة الازمة ونتائجها .