تقرير لجنة الخارجية والأمن: الجيش الإسرائيلي أصيب بـ "العمى" في حرب لبنان
نشر بتاريخ: 01/01/2008 ( آخر تحديث: 01/01/2008 الساعة: 11:10 )
بيت لحم- معا- وجه التقرير، الذي أعدته لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاسرائيلي، حول نتائج حرب لبنان الثانية، انتقاداً شديداً ولاذعاً، الى المستوى العسكري في اسرائيل، مؤكداً أن قيادة الجيش أصيبت إبان الحرب بـ«الجمود الذهني والتحجر الفكري وبالعمى»، وفشلت في قراءة خارطة ساحة القتال.
وأشار التقرير، الذي نشر امس، إلى تقصير قيادي عسكري خطير، في تهيئة القوات والوسائل القتالية والقيادات للقتال، معترفا بتآكل قوة الردع الاسرائيلية، والفشل في إخضاع حزب الله. وحمل التقرير بشدة على فشل الجيش الاسرائيلي في تحقيق الهدف المركزي، وهو «تقليص نيران القذائف على الجبهة الداخلية المدنية»، قائلا انه لم يتم التقيد بالمبادئ الأساسية للنظرية الأمنية الإسرائيلية، مثل نقل ساحة القتال إلى أرض العدو، وإزالة التهديد على الجبهة الداخلية، وقهر العدو، معتبرا ان ذلك، اضافة إلى قرار الامتناع عن دخول «المحميات الطبيعية» (مواقع حزب الله السرية المنتشرة في الجبال( كان «فشلا قيادياً خطيراً».
ويقر تقرير اللجنة، بنجاعة إدارة حزب الله للحرب، قائلا ان ما ساعده على ذلك هو حالة «العمى» التي أصيب بها الجيش. ويقول التقرير «في نهاية الأمر لم تنجح إسرائيل في إخضاع عدو تعداده عدة آلاف فقط من المقاتلين».
واعتبر «ان غياب خطة عسكرية هجومية مصادق عليها هو أحد الاخفاقات الخطيرة لقيادة المنطقة الجنوبية». وفي الوقت الذي يعترف فيه التقرير بقدرة سلاح الجو، الا انه يقر بأن الطيران لم يستطع حسم المعركة وحده، وأنه كان ينبغي شن حملة اجتياح شاملة.
وقال «سلاح الجو عمل بشكل جيد، إلا أنه لم يكن بمقدوره وقف تهديد الصواريخ، كان ينبغي أن تجرى الحرب بالشكل التقليدي الذي يعتمد على الاجتياح البري».
واضاف «رصد الكاتيوشا من الجو كان مهمة شبه مستحيلة، وتحييدها لم يكن بالإمكان تنفيذه من الجو فحسب».
وانتقد التقرير ما وصفه بـ«إلاهدار للوقت» حتى مرحلة الوصول إلى شن حملة برية. وقال «أهدر (الجيش) وقتا طويلا أكثر من اللازم حتى نقطة الوصول إلى المرحلة البرية». ورغم ذلك، فان التقرير يعتبر أن الحملة التي شنها الجيش الإسرائيلي في اليومين الأخيرين لم يكن لها أي داع. وبرغم خلو التقرير من النقد للمستوى السياسي، على اعتبار ان ذلك من تخصص لجنة فينوغراد، إلا أنه انتقد ما اعتبره «سياسة ضبط النفس» خلال سنوات طويلة.
ويقول التقرير «سياسة ضبط النفس التي انتهجتها الحكومة أدخلت الجيش إلى حالة من الشلل والتراخي». ويضيف «خلال سنوات طويلة من سياسة الردود المحدودة، لم تجر في الحكومة مداولات مركزة، تناولت تداعيات هذه السياسة على استعداد الجيش في منطقة الشمال».
في المقابل، اشار التقرير الى عدة مظاهر إيجابية، بما في ذلك تغيير الميزان الاستراتيجي بين إسرائيل وحزب الله، لصالح إسرائيل وتدمير خطوط المواقع الأمامية لحزب الله.
ويعتبر التقرير ان المواجهة لفتت أنظار العالم إلى المخاطر والممارسات الإيرانية، ممّا أدى الى بلورة جبهة دولية مضادة لإيران. ووصف التقرير، المركبة الإسرائيلية من نوع ميركافا 4 بأنها أفضل دبابة في تاريخ الجيش من حيث قدرة الوقاية.
وكانت لجنة الخارجية والامن في الكنيست قد عكفت على إعداد التقرير منذ نهاية الحرب، والتقت اللجنة منذ ذلك الحين عشرات القادة العسكريين والسياسيين وجنود الاحتياط. كما أجرى أعضاء اللجنة جولات في المواقع والثكنات العسكرية في منطقة الشمال.
وردا على التقرير، قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إن المسؤولية عن إدارة الأمور إبان حرب لبنان الثانية، وعن نتائج هذه الحرب، تقع على عاتق القادة السياسيين. ورحب باراك في كلمة القاها امس، خلال جلسة كتلة حزب العمل البرلمانية بالتقرير، وقال إن مسؤولية الجيش الاسرائيلي واضحة، وقد استخلصت العبر اللازمة حتى قبل صدور التقرير.