نشر بتاريخ: 24/03/2017 ( آخر تحديث: 25/03/2017 الساعة: 10:53 )
القدس- خاص معا - من يصل إلى حي بلال في منطقة رأس العمود- سلوان بالقدس يجد نفسه محاصرا من جميع الجهات.. يجد نفسه وكأنه خارج مدينة القدس، فلا طرق معبدة تصل الحي بما حوله، ولا خدمات بلدية مقابل ما يدفعه سكانه من ضرائب، ولا آذان تسمع شكاوى ومناشدات أهالي الحي.
بحجج أمنية وأسباب غير منطقية، أغلق الحي بالمكعبات الإسمنتية، ثم أغلق بوضع بوابة حديدية على مدخله، مما ضاعف من معاناة سكانه الذين يضطرون الى قطع المسافة بين منازلهم والبوابة مشيا على الأقدام، واجتيازها للوصول الى شارع حي رأس العامود الرئيسي ومنه الى مدينة القدس، فيما كانت الطريق المغلقة حالياً تصلهم خلال دقائق.
المواطن أحمد غزالي –أحد سكان الحي- تحدث عن ما يعانيه سكان الحي من صعوبات، حيث أن الطرق غير معبدة والنفايات متراكمة، لأن شاحنة البلدية لا
تدخل ولا تبدي قلقا بما يتراكم من نفايات، عدا عن الطرق الضيقة ووضع بوابة حديدية على مدخله الوحيد.
وأضاف :"بسبب وجود طريق واحد للحي فذلك يسبب أزمات مرورية، ولأن الشوارع مكسرة نخاف الدخول بسيارتنا، والشاحنات الكبيرة لا تتمكن من الدخول والسير".
أما في حالات الطوارئ لنقل المرضى فيقول :"نضطر أن نأخذهم الى الشارع الرئيسي وإيصالهم سيرا على الاقدام للوصول الى السيارة، وبسبب قرب الحي من مقابر اليهود فإنهم يغلقون الشارع أثناء عمليات الدفن، ونضطر للانتظار لحين الانتهاء من الدفن".
وأشار الغزالي الى أنهم يدفعون ضريبة الاملاك (الارنونا) رغم الاهمال، وهناك مداهمات للمنازل لطواقم ضريبة الأرنونا واعتقالات أو مصادرة محتويات منازلهم، وهناك مشاكل صحية ناتجة عن النفايات المتراكمة في الشوارع، ولا يوجد مكان لحاويات كبيرة، اضافة الى أن سيارات الاسعاف والاطفاء تحتاج لقطع طرق بديلة للوصول الى الحي.
من جهته قال المواطن أبو وجدي حلواني المقيم في الحي، ان الحي محروم من حقوق كثيرة رغم توجههم عدة مرات للجهات المختصة، من أجل تقديم الخدمات المستحقة على البلدية، واعادة فتح الشارع المغلق بالمكعبات ثم بالبوابة الحديدية "بحجة أمنية".
وأضاف :"جميع الاحياء اغلقت بالمكعبات خلال فترة الأحداث ثم أعيد فتحها،ماعدا حي بلال الذي اغلاق ثم وضعت بوابة فصلته عن المناطق التي حوله".
وأوضح ان الشارع البديل لا يتحمل ضغط السكان ومركباتهم وهو شارع فتح عبر حي عويس من دير فاجة للجثامنية منذ 70 عاما وهو ليس طريق لوزارة الاديان أو المقبرة وقد أغلق لحجج أمنية.
وأكد ان سيارات المرضى والحالات الطارئة وسيارات الإطفاء لا تتمكن من الدخول بسبب ضيق الشارع، وأن الحقوق المستحقة لسكانه شبه معدومة للاسف مقابل دفع الضرائب، التي لو لم تدفع من الممكن مضاعفتها ويتعرض لحجوازات ومحاكم.
بدورها السيدة أم كريم والتي تعيش في حي بلال منذ عدة سنوات قالت:" يزداد الوضع سواء يوما بعد يوم، بسبب اهمال البلدية لاحتياجات الحي الضرورية، في كل صباح هناك أزمة مرورية خلال توجه الطلبة والعمال الى أعمالهم ، أطفالي يتأخرون عن مدراسهم، وللاسف لا يوجد مدراس قريبة داخل الحي، كما لا يوجد حافلات عام تصل المنطقة، روائح كريهة تبعث بسبب النفايات المتراكمة."
فيما اكد المواطن جميل قنبر هو كذلك على ما ذكر، حول اهمال سلطات الاحتلال في وقت تقوم به بمداهمة الحي بين الحين والآخر وتفرض على سكانه دفع الضرائب المفروضة عليهم بحجة "تراكمها"، لافتا إلى وجود جبل في الحي بحاجة ملحة لسور استنادي.
اعداد ميساء ابو غزالة