نشر بتاريخ: 28/03/2017 ( آخر تحديث: 28/03/2017 الساعة: 17:12 )
سلفيت- معا- شارع الموت أو شارع الكوارث، هذا ما بات يطلقه المواطنون على الشارع الرئيسي المؤدي إلى المنطقة الغربية من سلفيت، وهو ما يعرف بشارع قراوة بني حسان- بديا.كثرة الحوادث المرورية من ناحية، واستخدام جوانبه كمكب لمخلفات بعض الورش الفلسطينية والمصانع الإسرائيلية من ناحية أخرى، جعلت من هذا الشارع خطرا داهما على حياة كل من يسكله.
"أحمد" سائق يعمل على خط بديا سلفيت تحدث لـ معا قائلا: "لم نعد نشعر بالأمان عند السير على هذا الشارع، وخصوصا بعد وقوع عدة حوادث، حتى أننا أصبحنا نطلق عليه شارع الموت، وأكثر المناطق خطورة بالقرب من مفرق قراوة، وذلك لان المنطقة توسعت، وأصبح فيها المزيد من الورش الصناعية، وأصبح الخط أكثر حيوية، إضافة إلى ذلك فقد تحولت المنطقة إلى مكب للنفايات، مما يؤدي إلى تلوث بيئي أيضا يهدد الحياة في هذه المنطقة". وأضاف "الشارع يعتبر حلقة وصل بين بلدات وقرى المحافظة ولا يوجد بديل لذلك، والمطلوب من اجل التقليل من الحوادث عمل دوار وإنارة المنطقة، ولهذا اليوم لا حلول لذلك، ومن خلالكم نناشد وزارة الأشغال ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، والمؤسسات المعنية، مساعدتنا في العمل على حل هذه المشاكل، والتقليل من حصد الأرواح، والحد من استخدام المنطقة كمكب للنفايات".
بدوره عقب رئيس بلدية قراوة بني حسان الدكتور تامر ريان على المشكلة، قائلا: "مشروع تأهيل الشارع مكلف جدا،حيث أن ارتداده لبلدة الزاوية 5 كيلومتر وعرضه 30 مترا، وبدورنا من اجل تخفيف الحوادث قمنا بتوسعة الشارع على حساب اهالي البلدة، وبلغت كلفته 55 ألف شيقل، وهذا مكلف لنا، وبعد ذلك توجهنا لوزارة الأشغال العامة وقمنا بتقديم مشروع لتأهيله، وفوجئنا للأسف بأن الشارع غير مدرج ضمن موازنة عام 2017 بالرغم انه من اخطر الشوارع بالمنطقة". وأضاف أن وزارة الحكم المحلي وعدتهم بأن يتم إدراج تأهيل هذا الشارع ضمن مشاريع عام 2018 بالرغم من معرفتهم بخطورة الوضع، واضاف أنه قبل أيام حضر مجموعة من المهندسين تابعين لوزارة الاشغال من اجل مسح الشارع في حال توفر مشروع.
وتابع ريان "من ناحية أخرى نعاني من مشكله مع الجانب الإسرائيلي باعتبار أن الشارع عابر السامرة يقع في منطقة (ج)، حيث طلبوا من البلدية مخططات تفصيلية للشارع، وبدورنا قمنا بالتعاقد مع شركه إسرائيلية من اجل إعداد هذه المخططات، وقريبا ستكون قيد التنفيذ، من اجل الموافقة على تأهيله".وطالب رئيس بلدية قراوة بني حسان
بحل مشكله الشارع بالكامل من ناحية إنارته وإعادة تأهيله، وكذلك بحاجة لجزر وأرصفة وعبّارات مياه.وخلال التنقل على الشارع المذكور تشاهد النيران تشتعل في أكوام النفايات المتراكمة على جبنات الشارع فيما تتصاعد الادخنة المحملة بالروائح الكريهة لتلوث البيئة وتضفي جوا من الكآبة على المكان.
رئيس قسم صحة البيئة في بلدية بديا داوود سلامة في تعقيبه على مشهد النفايات وحرقها، قال لـ معا: "يعتبر الشارع من صلاحيات بلدية بديا من الناحية الصحية باعتباره مدخل البلدة، وكذلك فإن معظم أراضي مواطني بديا تقع بالقرب منه، وللأسف الشارع بحاجة إلى إعادة تأهيل بسبب الحوادث التي تقع عليه، علاوة على ذلك استخدام جوانبه لمكب النفايات، ومصادرها داخلية من المواطنين أنفسهم، مما لديهم ورش وأصحاب السيارات والتراكتورات التي تقوم بنقل مخلفات البناء، والمصدر الثاني: وهو الأخطر مخلفات مصانع مستوطنة بركان الصناعية لأنها مواد كيماوية مسرطنة، تؤثر على البيئة والهواء ومصادر المياه وبالتالي تؤثر على صحة الإنسان، وتأتي للمنطقة من خلال العمال الذين يعملون بالمستوطنة الذين يقومون بجلبها وإلقائها في ساعات الليل على جنبات الشارع مقابل حصولهم على مبلغ زهيد من المال".
وعن إجراءاتهم لمواجهة الظاهرة، يضيف سلامة "نراقب المنطقة ونقوم بتنظيفها كل فترة من النفابات ونوجه المواطنين بضرورة إبلاغ البلدية في حال رؤيتهم لمن يلقي هذه النفايات علاوة على ذلك قمنا بإعداد تقرير للمحافظة من اجل مساعدتنا واتخاذ إجراءات لمنع مثل هذه الأعمال التي تعود بالضرر الكبير على المواطنين الفلسطينيين".