نشر بتاريخ: 27/03/2017 ( آخر تحديث: 27/03/2017 الساعة: 13:43 )
طوباس- معا- أحيت "الصحافيات الصغيرات"، الإطار الذي ترعاه وزارة الإعلام، ومركز التعليم البيئي- الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وجمعية طوباس الخيرية يوم البيئة بجولة على مصادر المياه في الأغوار الشمالية، شملت عيون: المالح، والحمة، والساكوت.
واستمعت المشاركات بجوار عين الساكوت لحكاية يوم البيئة، المبادرة التي أطلقها المطران د. منيب يونان، وتبناها مجلس الوزراء، بتنسيب سلطة جودة البيئة عام 2015، ليكون الخامس من آذار كل عام.
ومما عرفته الصغيرات، فإن فلسطين تضم أربعة أقاليم نباتية: البحر المتوسط، والصحراوي، والطوراني– الإيراني، والتغلغل السوداني، ما أهلها لاستضافة قرابة 2700 نبتة تتسيدهن "سوسنة فقوعة" زهرة وطنية، إضافة إلى نحو 540 طائر، منها 373 في الضفة وغزة يتربع عصفور الشمس الفلسطيني على عرشهن كطائر وطني.
وتعرّفن خلال شرح لاحق انتهاكات الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية، وأبرزها المستوطنات، ونهب المياه، ومصادرة الأراضي، ومجاري المستعمرات، والنفايات الخطرة والنووية وغيرها، إضافة إلى ما تتسبب به تعديات المجتمع، وأولها النفايات الصلبة العشوائية وحرقها، والزحف العمراني على الأراضي الزراعية الخصبة، والرعي والصيد الجائر، والاستخدام المفرط للكيماويات في الزراعة وغيرها.
وحاورت المشاركات منسق المشاريع في مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين م. كنعان السودة، الذي أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي جفف ينابيع الأغوار بعد وقت قصير من احتلال الأغوار عام 1967. وبات يسيطر على 97% من الحوض الغربي، و85% من الشمالي الشرقي، و50% من الحوض الشرقي، وتحرم أبناء شعبنا من مياه نهر الأردن، التي كانت تضخ 200 مليون متر مكعب سنويًا. في وقت أصبح المواطن في الأغوار يستهلك بالمتوسط 30 لترًا يوميًا، و10 لترات في تجمعات أخرى، مقابل سبعة أضعاف ينهبها المستوطنون والجنود، وأحيانًا 10 أضعاف.
وبين أهمية عدم استخدام مصطلح "ترشيد استخدام المياه"، والتمسك بعبارة "الاستخدام الأمثل للمياه"؛ لأن أبناء شعبنا لا يحصلون، وفق تقديرات المؤسسات الدولية على أقل من الحد الذي حددته منظمة الصحة العالمية، والبالغ 100 لتر في اليوم.
وقال السودة إن هناك العديد من الوسائل الممكن اتباعها داخل المنازل للاستخدام الأمثل للمياه، أبرزها إصلاح الخلل في الشبكات، وعدم الإسراف أثناء غسل المركبة، ومعالجة المياه الرمادية، والتقليل من الهدر في المنزل أثناء التنظيف والري، وغيرها. وبين طرق الحصاد المائي، وبخاصة من خلال آبار الجمع.
ووفق التقديرات، كانت آبار الأغوار وينابيعه تنتج قرابة 22 مليون متر مكعب في العام، انخفضت اليوم إلى نحو 1,8 مليون.
واقترحت "الصحافيات" أفكاراً لتقليل الفاقد من المياه، كمعالجة المياه الرمادية في المدارس، واستخدامها في ري الحدائق، وتشجيع الطلبة على التنافس في البحث عن طرق إبداعية للتعامل الأمثل مع المياه.
وقالت أحلام صوافطة إن المدارس لوحدها تستطيع الساهمة بنسبة كبيرة في تدوير المياه الرمادية، كما يمكن اتخاذ خطوات صغيرة لتوفير المياه في فصل الصيف.
بدوره، أشار المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض إلى أن هدف إدماج "الصحافيات الصغيرات" بالبيئة، وتشجيعهن على إحياء يومها، يوجه رسالة إلى الصحافيين والمؤسسات الإعلامية لتخصيص حيز دائم من برامجها للقضايا الخضراء، ولتعزيز الوعي في شؤون وممارسات يومية تهدد التنوع الحيوي.
وذكرت رئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة أن الصحافيات الصغيرات قدّمن مبادرات مجتمعية وبيئية عديدة، وحاورن الصيف الماضي مدير عام شركة الكهرباء، حول الانقطاع الذي تكرر كثيراً للتيار الكهربائي عن المدينة. كما زرن مركز التعليم البيئي، الذي يطور مهارات الصغيرات في قضايا البيئة.
يشار إلى أن الصحافيات الصغيرات سديل ووعد وفاطمة دراغمة، وبيلسان ضبابات، وضحى خراز، وأماني عطية، وأحلام وإكرام صوافطة، ويمنى محمود، وتمرهان بيكاوي، ورحيق محمد، وهالة وهامة فواز، ومرام الطيطي سيقدمن عبر وزارة الإعلام و"الهيدرولوجيين" و"التعليم البيئي"، فيلمًا قصيراً لرصد عطش الأغوار، ونهب الاحتلال للمياه في تجمعاتها.