نشر بتاريخ: 30/03/2017 ( آخر تحديث: 05/04/2017 الساعة: 11:21 )
الناصرة -معا- حذر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة في خطابه في مهرجان الذكرى الـ 41 ليوم الارض الخالد، الذي اختتم المسيرة المركزية، من مؤامرات السلطة الحاكمة "اسرائيل"، لتفتيت شعبنا بشتى السبل، من خلال التحريض على الهيئات الشعبية والقيادات، وبث اليأس، ودعم العنف المستشري، واقتلاع أهلنا في النقب، واستمرار حصار بلداتنا التي تتحول الى كتل اسمنتية خانقة. وقال إن وحدة جماهيرنا تحت خيمة لجنة المتابعة، وتصعيد النصال، كفيل بأن نصد كل هذه المؤامرات.
وافتتح بركة كلمته موجها التحية لذكرى شهداء يوم الارض الستة، بقراءة أسمائهم، وشهداء شعبنا الفلسطيني. كما وجه التحية للأسرى، من خلال عميد الاسرى كريم يونس ابن عرعرة. وتحية الى كافة المعتقلين، من المرابطين في المسجد الاقصى المبارك، وللمعتقل الإداري، ابن كابول محمد ابراهيم. كما بعث بتعازي المهرجان، لشهيد العلم اللذين قتلا بحادث طرق في رومانيا، أحمد دهامشة من كفر كنا، ومحمد جبريل من اللد.
وقال بركة، إن قضية الأرض والمسكن، هي القضية الأساس، فنحن في الجليل والمثلث، لا نناضل ضد مصادرة الارض، لأنه لم تعد أراضي للمصادرة، بل نناضل من أجل استرداد الاراضي المصادرة، لتوسيع مناطق نفوذ بلداتنا التي تختنق بالحصار، لأنهم يريدونها كتلا اسمنتية، معسكرات للعمال في الاقتصاد الإسرائيلي، دون أن تتطور بلداتنا وتلحق بالتطور العصري.
وتابع بركة قائلا، أما في النقب، فإن المعركة مختلفة، فهناك المعركة على قرانا وأهلنا الباقين على ما تبقى من أراض. على قرى يطلقون عليها مصطلح "غير معترف بها"، ولكن أنا اقول، إذا هذه القرى موجودة قبل أن ينوجد هذا الشيء الذي اسمه إسرائيل تحتاج الى اعتراف، أقول إن إسرائيل أقل شرعية من هذه القرى.
وقال بركة نحن الآن بعد أكثر شهرين من هدم البيوت في قلنسوة وفي أم الحيران، التي استشهد فيها المربي يعقوب أبو القيعان، الذي حاولوا أن يقتلوه أكثر من مرة، بعد أن وجهوا له التهم والأوصاف، والآن اضطروا للاعتراف بحقيقة ما جرى. وبإسمنا جميعا، نطالب ليس فقط بفتح التحقيق لنعرف كيف قتل الشهيد أبو القيعان، بل نطالب بأن ينقلع عن المشهد السياسي كل المسؤولين المتورطين، وأولهم بنيامين نتنياهو ومعه غلعاد أردان، وقائد الشرطة روني أل شيخ، الذين اعتدوا على أبو القيعان بعد اغتياله.
وحذر بركة من خطورة القانون الذي يهدف لتسريع تدمير عشرات آلاف البيوت، قانون كامينيتس، ونحن نقول لهم، إذا كنتم تنوون تدمير 50 الف بيت، فعليكم أن تستعدوا لـ 50 الف معركة على كل بيت وبيت، فنحن لن نسلم أن تهدف بيوتنا وحياتنا.
وتوقف بركة عن مشهد العنف، وقال، إن مشهد العنف المخزي الذي ينتشر في مدننا وقرانا، في الناصرة واللد وام الفحم وغيرها، أقول، آن الأوان لأن نقف جميعا نحن كمجتمع كشعب كأفراد وقيادات في وجه عصابات الإجرام التي تعيث فسادا في قرانا. لا يمكن أن نرى هذا المشهد المستمر والمتدحرج والمسيء الذي يذهب بشعبنا عن اهتماماته الأساسية لمواجهة السياسة العنصرية.
وتابع بركة قائلا، يريدون الهاءنا ببعضنا ودس الفتن، يريدون تفتيت المجتمع بالعنف والخدمة المدنية، والتحريض على القيادات ودس الطائفية، والداعشية الإسرائيلية. ثم يقولون، ما حاجتنا لأعضاء الكنيست ولرؤساء السلطات المحلية، وما حاجتنا للجنة المتابعة، فهم ليسوا غيورين على مستقبل شعبنا عندما يقولون ذلك، إنما يقولون ذلك من اجل أن نصبح شعبنا بلا رأس، شعبا بلا قيادة، كي يستفردوا بنا افرادا، ويفترسوننا واحدا واحدا، فهذه هي المعادلة.
وقال بركة، إن من حق الناس أن تنتقد قياداتها، وأن تسعى الى التصويب وأن توجه، لكن أنا أدعو شعبنا ان لا ينجر إلى هذه اللغة، لغة صهيونية سلطوية نعرف متى بدأت، واكر اليوم الذي بدأت فيه بعد اكتوبر 2000، حينما حاولوا دس اسفين بين الشعب وقيادته، ليفترسونا واحدا واحدا. إن لجنة المتابعة هي الخيمة التي تظلل كل أبناء شعبنا، فيمكن ان تنتقد وأن تقول وأن تصوب وأن توجه، ولكن ليس مسموحا لأحد أن يتطاول على خيمة الوحدة الوطنية لشعبنا.
وتابع بركة قائلا، إن الوحدة التي أنجزت في القائمة المشتركة هي جزء عضوي واساسي من وحدة شعبنا، وشدد على ضرورة استمرار القائمة في اي ظرف. وحذر من خطورة التحريض على النواب المشتركة، والاعتداء السافر على النائبين أيمن عودة وأسامة سعدي يوم العدوان على أم الحيران، وقال إن ذلك الاعتداء كان اعتداء على شعبنا كله. وقال، تنتظرنا اياما صعبة، بعد الملاحقات السياسية، وحظر الحركة الإسلامية وحزب التجمع. ويواصلون سن القوانين العنصرية، والآن قانون منع الأذان، وأنا أقول أن الاذان سيواصل يصدح لدى شعبنا، والقانون سيداس بأقدام شعبنا. أما قانون الاقصاء، فإن النواب العرب يكتسبون شرعيتهم من شعبهم وليس من رضى السلطة الحاكمة.
وختم بركة قائلا، إنهم يريدون وصم نضالنا بالارهاب، كما يظهر مما يسمى "قانون مكافحة الارهاب"، ونحن نقول، إن الارهاب هو الاحتلال والاستيطان وحصار غزة، وحصار القدس، وهدم البيوت، والملاحقات السياسية، فهذا هو الارهاب الصهيوني، أما نضالنا فهو نضال عادل. ونحن نسعى الى تطوير نضالنا وأداءنا نحو مستقبل افضل رغم كل السياسات العنصرية، ولهذا نحن بصدد نقلة نوعية كبيرة في عمل هيئاتنا وفي عمل لجنة المتابعة العليا. عاش يوم الارض عاشت جماهيرنا العربية، عاش شعبنا الفلسطيني، عاشت دولة فلسطين وعاصمتها القدس، التي ستقوم رغم أنف الأميركان والصهاينة والعملاء العرب.