الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صياد يبقى شهرين في البحر دون ماء وطعام الى جانب جثة عمه

نشر بتاريخ: 31/03/2017 ( آخر تحديث: 31/03/2017 الساعة: 11:51 )
صياد يبقى شهرين في البحر دون ماء وطعام الى جانب جثة عمه
بيت لحم - معا - يبدو ان رائعة الكاتب الامريكي "ارنست همنغواي" "العجوز والبحر" التي خطها عام 1951 على سواحل العاصمة الكوبية هافانا تأبا الاندثار وترفض الانزواء في مخيلة الكاتب ليحققها على ارض الواقع صيادا فليبنيا يدعى "رونالدو اومونغوس" البالغ من العمر 21 عاما الذي سحبت العواصف قاربه الصغير المتهالك الى عرض البحر ليصارع الامواج والرياح لمدة شهرين متكاملين حتى وصل في النهاية لاى سواحل غينيا الجديد.
وحمت الاقدار هذا الصياد لمدة شهرين بالضبط بقي خلالها يواجه البحر دون ماء مكتفيا بما يجمعه من مياه المطر ودون طعام سوى بعض الطحالب التي نمت على ارضية قاربه المتهالك الذي لا يزيد طوله عن 2.5 متر.
وحين قست الشمس بأشعتها اللاهبة على الصياد وكادت ان تحرقه كان يفر الى مياه البحر ليغطس فيها قرب قاربه لاتقاء الاشعة الحارقة.
بدأت اقصة وفقا لما تناقلته وسائل الاعلام العالمية نهاية العام الماضي وتحديدا في ديسيمبر 2016 حيث خرج الصياد مع معه "دودو رينال" البالغ من العمر 31 عاما لمزاولة عملهم في صيد السمك فتعرضوا لعاصفة عاتية جرفت قاربهم الى عرض البحر.
وفرغت خزانات القارب من وقودها بعد خمسة ايام وبعد شهر قضى الجوع والعطش عم الصياد الذي بقي يصارع الموت الاتي اليه مع كل موجهة وعاصفة دون ان يتنازل عن جثة عمه التي احتفظ بها في القارب حتى ارغمه "التحلل والتعفن" على دفنها في مياه البحر العميقة.
"وضعت جثة عمي داخل القارب لكن بعد فترة بدات بالتحلل والتعفن فم كان مني سوى تركها تستقر في قاع البحر كمثوى اخير وصليت لله ان يمنحني القوة وان ينجيني حتى اروي القصة لابناء عمي "قال الصياد في تصريح تناقلته اليوم "الجمعة" وسائل الاعلا م الدولية.
واضاف " بعد ان نفذ الوقود تخلصنا من محركات القارب والقينا بها في البحر بهدف التمكن من الطفو بشكل افضل وخشينا ان تقلب الامواج العاتية قاربنا وتغرقنا دون رحمة مرت بالقرب منا على الاقل اربعة سفن دون ان تلاحظ وجودنا".
وفي النهاية وعلى بعد 3200 كلم من النقطة التي انطلق منها لاحظ طاقم سفينة صيد يابانية الرجل وقاربه وهبوا لنجدته ليجدوا شخصا لا يزيد وزنه عن 20 كلغ اتعبته الايام الطويلة وأعياه الجوع وهده العطش.
وبعد ان لتقط انفاسه واستعاد القدرة على الكلام اقسم اغلظ الايام ان قدمه لن تدوس مطلقا سفينة او قاربا مهما كلف الامر.