نشر بتاريخ: 02/04/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2017 الساعة: 09:58 )
بكين- معا- شارك علي مشعل مدير عام الدوائر العربية والصين الشعبية ممثلا عن مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية لحركة فتح في منتدى السلام للشرق الأوسط الذي عقد في العاصمة الصينية بكين أمس، بحضور سفير دولة فلسطين فريز مهداوي، وبمشاركة ممثلي 152 دولة في العالم، وبحضور لافت لمسؤولين صينيين على مستوى عال في الحزب والدولة الصينية، نقل مشعل خلاله للأصدقاء الصينيين تحيات السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين وعباس زكي المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية في حركة فتح وعموم القيادة الفلسطينية وأمنيتهم بنجاح المؤتمر.
وقال مشعل في مستهل رده على أسئلة المشاركين، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال جاثما على الأراضي الفلسطينية منذ عقود طويلة، متجاهلا عشرات القرارات الأممية والتي تدعو جميعها لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف بأن الاحتلال يزداد عنفا وقهرا وظلما، ويمارس أبشع الجرائم، وبخاصة الإعدامات الميدانية، والفتل والتشريد وهدم البيوت وفرض العقاب الجماعي ضد شعبنا من خلال إغلاق المدن والقرى والمخيمات ومحاصرتها، ومصادرة الأراضي واستمرار الاستيطان وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية على حساب الأراضي الفلسطينية.
وأكد أن انعقاد منتدى السلام في الشرق الوسط يأتي والشعب الفلسطيني والبشرية جمعاء تتطلع لظهور عهد جديد تجري فيه ملاحقة الجرائم المرتكبة بحق البشر والشعوب المظلومة، ويؤكد مرة أخرى مدى الحاجة الملحة لنصرة الحق وإعادة ميزان العدالة إلى سياقه الطبيعي، وقال أنه ولا يخفى على أحد سياسة الاختلال والكيل بمكاييل متناقضة ومختلفة من قبل من يسيطر ويهيمن على المؤسسات الدولية ليؤكد على اختلال موازين العدالة الإنسانية وتغول موازين القوى على حساب الحق والعدالة، وأضاف قائلا " لان الشعب الفلسطيني هو عنوان المظلومية في العالم المعاصر، فإن الأسئلة الإنسانية الكبرى عن العدل والحق ستبقى مطروحة، وسيظل صداها الكوني يتوسع ما بقي ظلمهم والاعتداء على حقوقهم قائما. وأوضح مشعل بأنه وبعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 والقاضي بإدانة البناء الاستيطاني واعتباره غير شرعي وغير قانوني ودعوته لسلطات الاحتلال بوقفه، فبدلا من أن تمتثل سلطات الاحتلال الإسرائيلي له والالتزام به، أقدم مجلس النواب في إسرائيل والذي يسمى بالكنيست على إصدار قرار بشرعنة الاستيطان أي شرعنة سرقة الأرض الفلسطينية، بالإضافة إلى مصادقة مجلس الوزراء المصغر على بناء مستوطنة جديدة، والذي لم يحدث منذ أكثر من عشرين عاما. وتساءل مشعل فيما إذا كان هناك بلدا في العالم أجازت السرقة بحكم قوانينها وشرائعها؟ وكيف يمكن لشعبي أن يبني سلاما مع مثل هذه الدولة المارقة والتي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي؟ وأكد أنه على الرغم من ذلك ما زالت أيدينا ممدودة لتحقيق السلام بيننا على قاعدة العيش المشترك في دولتين جارين يعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام، وأضاف أن الشعب الفلسطيني تواق للحرية والعيش بسلام أسوة بشعوب العالم.... وأطفالنا بحاجة ماسة ليعيشوا طفولتهم ويحلموا بمستقبل مليء بالمحبة والرفاهية والتعاون والمشاركة في بناء مجتمع خال من الكراهية والحروب. وأشاد مشعل بالمواقف الصينية المؤيدة والداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وبخاصة خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ الموجه لشعوب الشرق الأوسط والذي ألقاه في القاهرة العام الماضي، والذي أكد فيه أن الحفاظ على الحقوق والمصالح الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني مسؤولية مشتركة تفرض على عاتق المجتمع الدولي ككل للتحرك تجاه تحقيق العدالة تجاه الشعب الفلسطيني، وأن القضية الفلسطينية قضية جذرية للسلام في الشرق الأوسط. ويذكر أن فرقة الاتحاد العام لطلبة فلسطين التابعة للسفارة الفلسطينية في بكين قدمت وصلة تراثية شعبية فلسطينية لاقت استحسان المشاركين بالمنتدى. وكان علي مشعل قد أجرى محادثات مع المسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني، تضمنت آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، وناقش الجانبان مجموعة البرامج المشتركة المستقبلية بين حركة فتح والحزب الشيوعي الصيني، والتي سيتم تنفيذها خلال العام الحالي، بما في ذلك تعزيز تبادل الزيارات للمسؤولين في كلا الطرفين، وتكثيف مشاركة كوادر حركة فتح بالدورات التدريبية الحزبية والمهنية خلال الفترة القادمة.