الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الـ"خصومات" تثير غضب موظفي السلطة في غزة

نشر بتاريخ: 04/04/2017 ( آخر تحديث: 05/04/2017 الساعة: 11:57 )
الـ"خصومات" تثير غضب موظفي السلطة في غزة
غزة- تقرير معا - أيمن أبو شنب- حالة من الغضب والغليان في صفوف موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة جراء الخصومات الكبيرة التي طرأت على رواتبهم الثلاثاء.
وقال موظفون في حديث لمراسل "معا" إن الحكومة صرفت قرابة 70% من الراتب ، فيما تلقى موظفون بالتعليم العالي حوالي 30% من رواتبهم اذ أن علاوة طبيعة العمل وعلاوة التعليم العالي تمثل حوالي 70 % من الراتب.
وتساءل الموظفون في أحاديثهم لماذا هذا الخصم على موظفي السلطة غزة الذين التزموا بالشرعية ؟ مطالبين الرئيس والحكومة بإعادة صرف باقي الراتب، مشيرين انهم يعيشون ظروفا صعبة جراء الاوضاع الاقتصادية وحصولهم على قروض من البنوك.
بدورها، قالت حكومة الوفاق الوطني إن الخصومات على رواتب الموظفين طالت العلاوات فقط، وجزءا من علاوة طبيعة العمل دون المساس بالراتب الأساسي، وذلك لأسباب تتعلق بالحصار المالي الخانق الذي يفرض على دولة فلسطين المحتلة اضافة الى انعكاسات اثار الانقسام الأسود وحصار واجراءات الاحتلال الرهيبة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: إن هذا الإجراء مؤقت ولن يطال تحويلات الشؤون الاجتماعية والمعونات الانسانية.
ويتخوف موظفو السلطة القطاع من احالتهم إلى التقاعد المبكر في ظل الحديث عن مشاريع للتقاعد المبكر واستمرار الانقسام الداخلي وعدم إنجاز ملف المصالحة الذي بدوره سيعمل على دمج الموظفين في غزة وإعادتهم إلى الوزارات والمؤسسات التي كانوا يعملون بها.
يذكر أن على طاولة مجلس الوزراء الفلسطيني مشروع تقاعد مبكر لقوى الأمن في السلطة قيد الدراسة وبعد ذلك لمصادقة الرئيس محمود عباس عليه.
واعتبر موظفون في أحاديث مختلفة مع مراسل "معا" أي قرار لإحالة الموظفين للتقاعد المبكر قرار سياسي، مشيرين الى أن الموظفين لم يتوجهوا الى وزاراتهم بعد سيطرة حماس على القطاع بقرار من رئيس الوزراء آنذاك الدكتور سلام فياض.
وعبر الموظف كمال الصوري عن تخوفه من احالة موظفي السلطة الوطنية للتقاعد في ظل الفراغ السياسي في قطاع غزة، مضيفا" أن لدى الموظفين التزامات كبيرة وفي حال تعرضهم للتقاعد سيخسرون جزء كبير من حقوقهم المالية" .
وقال الصوري إن هناك إجراءات وأصول للنظر في قانون التقاعد المبكر وخاصة استشارة الموظف نفسه إذا لم يبلغ السن القانوني"، مشيرا إلى وجود قرابة ما بين 23 - 26 الف موظف مدني في غزة يتلقون رواتبهم من السلطة الفلسطينية.
ولفت إلى أن الموظفين لم يجلسوا في منازلهم بقرار شخصي وانما بقرار رسمي من حكومة الدكتور سلام فياض عقب أحداث الانقسام ، معتبرا أن أي قرار للتقاعد المبكر يعني رفع مسؤولية السلطة عن الموظفين، ومشيرا إلى أن الانقسام حالة عرضية وليست مستديمة.
بدوره، قال عارف أبو جراد رئيس نقابة الموظفين في قطاع غزة "إن هناك تخوف كبير جدا لدى موظفي السلطة وخاصة أبناء المحافظات الجنوبية "المدنيين" من أي قرار يمس احالتهم للتقاعد المبكر لأن هذه القضية خطيرة وسياسية".
وأضاف "إذا هناك نية لدى السلطة بإحالة الموظفين إلى التقاعد المبكر يجب أن يكون هناك حديث مباشر مع الموظفين حول النسب التي ستمنح لهم من قبل السلطة ".
وأكد أن الموظفين لن يقبلوا بإحالتهم للتقاعد ما لم تكن نسبة الراتب 100 % أسوة بالعسكرين الذين تم احالتهم بداية عام 2012 لحين بلوغ السن القانوني واحالتهم إلى التقاعد المباشر.
وأوضح أن الموظفين في القطاع يعانون من أوضاع معيشية مأساوية بعد وقف ترقياتهم وعلاوة الإشرافية والمواصلات عن الموظفين المدنيين وعلاوة القيادة والمواصلات عن الموظفين العسكريين التي حصلوا عليها اثناء عملهم في الوزارات، اضافة حصولهم على قروض من البنوك والتأمين والمعاشات نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة في غزة.
وقال "إن موظفي السلطة هم من أسسوا وبنوا وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية ولن نقبل أن يتم تصفيتهم لمتسولين أو عاطلين عن العمل".
وشدد أبو جراد على عدم وجود أي مشاريع للتقاعد المبكر في مجلس الوزراء بشأن الموظفين المدنيين حتى اللحظة، ولكن قال :"هناك قرار لإحالة عدد من العسكريين الذين بلغوا الـ 50 عاما الى التقاعد بنسبة راتب 75% أو أقل".
وأكد رئيس هيئة التقاعد د. ماجد الحلو، أن مشروع قانون التقاعد المبكر لقوى الأمن لا يزال تحت الدراسة، وهو مطروح على طاولة مجلس الوزراء لإجراء تعديلات عليه وإقراره، ليصار بعد ذلك لمصادقة الرئيس محمود عباس عليه.
وأوضح الحلو في تصريح لـ"صوت فلسطين" أن الهدف من مشروع القانون هو الإصلاح الوطني في الأجهزة الأمنية وحسب الضرورة، مشيراً في السياق إلى أنه اختياري من جهة، ( ويتطلب موافقة المسؤول المباشر من جهة أخرى ) .
وأضاف رئيس هيئة التقاعد، إلى أن أهم الشروط تقضي بأن يكون المتقدم لطلب التقاعد المبكر لديه سنوات خدمة مقبولة للتقاعد لا تقل عن 15 عاما وألا يقل عمره عن 45 عاماً.
وكان الدكتور سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق أصدر قرارا عقب أحداث حزيران 2007 نص على "إن موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية في المحافظات الجنوبية الملتزمين بالشرعية هم موظفون علي رأس عملهم ولن تكون هناك أي أضرار وظيفية تلحق بالموظف أو غيرها بسبب ذلك علي قاعدة أن السلطة الوطنية الفلسطينية ستلتزم مع من يلتزم بالشرعية والقانون".