نشر بتاريخ: 05/04/2017 ( آخر تحديث: 06/04/2017 الساعة: 07:21 )
واشنطن- موفد معا بسام رومي- استبعد ارون ديفيد ميلر نائب رئيس مركز وودر ويلسون للابحاث في واشنطن، امكانية التوصل الى حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وارجع ذلك لثلاثة اسباب رئيسية.
اولها وفقا لويلسون الذي عمل مع ست ادارات امريكية سابقة وكان ضمن مؤتمر كامب ديفيد عام 2000، هو غياب القيادة القوية القادرة على اتخاذ القرارات من الجانبين.
واضاف قائلا "إذا اردت مفاوضات جدية تصل الى حل شامل للقضية الفلسطينية فأنت بحاجة الى قادة اقوياء من الجانبين، ليسوا سجناء لافكارهم وللاسف ليس لديك هذا النمط الان، ثانيا: ان يكون هناك مسؤولون من الجانبين واعين بالمشكلة اكثر منا نحن الامريكيون، ثالثا: أن يكون التدخل الامريكي فعالا بمعنى ان تكون الادارة الامريكية مستعدة لطرح العسل والخل لعمل محفزات وروادع.
"لكن للاسف تلك العناصر الثلاثة سالفة الذكر مفقودة للتعامل مع القضية من القمة الى القاع للتوصل الى حلول شاملة، يقول ميلر، فضلا عن فشل كل الجهود لان من دون ان تكون هذه القضية عاجلة من جانب الطرفين ومن دون الالم والمكسب لدى كلا الطرفين، فان هناك فرصة ضئيلة للوسطاء كي يفعلونه وفرص النجاح تكون معدومة.
وعلى مدار ساعة خلال لقائي ومجموعة من الصحفيين العرب بالباحث والذي عمل مستشارا لستة وزراء خارجية من الحزبيين الامريكيين وشارك في صياغة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وعملية السلام، قال: "إن الادارة الامريكية الجديدة بقيادة ترامب لديها الان نظرة وهي الانخراط في جهد موحد مع الدول العربية لدعم وتشجيع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والضغط عليهما كي يتخذا قرارات لم يكن لديهما النية لاتخاذها سابقا".
فعلى سبيل المثال، والكلام لميلر، فإن قمة كامب ديفيد عام 2000 فشلت لانه كان هناك تصور سيء واعداد سيء لذلك المؤتمر والاهم عدم استعداد الاطراف باراك وعرفات وايضا نحن الامريكيون.
واضاف قائلا "هناك الان مصلحة مشتركة بين اسرائيل والدول السنية (السعودية ومصر والامارات) ضد ايران والجماعات الجهادية، ولكن لدي شكوك بان تصادف تلك المصالح سوف ينعكس أو ينتقل الى القضية الفلسطينة... انا اشك في هذا الامر".
واضاف "احد المظاهر الواضحة الان لاهتمام ترامب بهذا الملف هو وضع هذه القضية في يد اقرب مستشاريه وهو ابنته وهو امر غير مسبوق. لكن هذه الامور ليست واضحة حتى الان كونه لم يمض على تولي ترامب الرئاسة سوى 70 يوما".
وقال ميلر ان ادارة ترامب الان مصممة على تعزيز التحالف مع الدول السنية وعلى راسها مصر والسعودية على عكس ما كان في عهد ادارة الرئيس اوباما في هذا الشان والتي تاثرت تلك العلاقة فضلا عن تاثر العلاقة مع اسرائيل فيما يتعلق بالاستيطان المستمر .فادارة اوباما لم تفعل شيء في ملفات تلك الدول لانه لم يكن لديها رغبة حقيقية في التدخل بالشؤون الداخلية لتلك الدول.
اما ترامب مهتم الان بنسج علاقات مع السعودية على سبيل المثال لدفع استثمارها في خلق وظائف داخل الولايات المتحدة فضلا عن نية ترامب في ان تلعب السعودية دورا في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
لكن ميلر يرى ان اكثر ثلاثة دول ناجحة في المنطقة ابان هي تركيا وايران واسرائيل فهي دول مستقرة ولديها قوى اقتصادية ومؤسسات عسكرية واستخباراتية.
وفي اجابته على سؤال حول امكانية القضاء على "دولة الخلافة اي داعش" قال: "ان داعش سيتم تدميرها لكن هذا النوع من الايدولوجيات لن تنتهي وان مقاتليها سوف يتفرقون وسوف يشكلون خطرا على دول كثيرة ومنها اوروبا".
وشرح باستفاضة طبيعة السياسية الخارجية الامريكية وكيف تصاغ وفق مصالح امريكا في العالم وتدخلات بلاده في دول شهدت وتشهد حروبا لكن وفق المصالح الامريكية التي حددها في 3 امور، حماية الامن القومي الامريكي، واخراج امريكا من حالة التبعية للنفط من الشرق الاوسط، ومنع ظهور قوى اقليمية لها قدرة نووية تهدد حلفائها.
وخلص بالقول ان بلاده وعلى مدار 30 عاما الماضية ومن خلال عمله تحت امرة 6 وزراء خارجية من الحزبين "ليس هناك اي مشكلة قد تم حلها خصوصا على يد امريكا وخاصة الصراع الفلسكيني الاسرائيلي لان قدرات امريكا على تحقيق اي شيء فيها محدود".
ميلر رأى ان الاختلافات بين ادارة اوباما وإدارة الرئيس الحالي ترامب هي اختلافات هامشية نظرا لان ما شهدته الخطابان خلال الانتخابات الرئاسية قد عوض بالواقعية التي يتطلبها الحكم.
وقال "ترامب تحدث عن نقل السفارة الامريكية الى القدس وهذا لم يحدث ولن يحدث، ترامب تحدث عن تخلي امريكا عن حلف الناتو وهذا لم يحدث ولن يحدث، ترامب تحدث عن صرورو حصول اليابان وكورية الجنوبية على سلاح نووي لمواجهة خطر كورية الشمالية وهذا لم يحدث ولن يحدث، ترامب تحدث عن رمي الاتفاق النووي مع ايران وهذا لم يحدث الى حد الآن".