فتح في ذكرى انطلاقتها تجدد دعوة حماس لفتح صفحة جديدة وتطالب بتحديد موعد لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة
نشر بتاريخ: 03/01/2008 ( آخر تحديث: 03/01/2008 الساعة: 14:23 )
رام الله- معا- جددت حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثالثة والاربعين, دعوة الرئيس محمود عباس أبو مازن لحركة حماس لفتح صفحة جديدة تتراجع فيها عن "انقلابها" وتعود الى الحوار الوطني.
وشارك اليوم الخميس عشرات الالاف من أنصار حركة فتح في المهرجان المركزي لحركة فتح الذي اقيم في ساحة المقاطة بمدينة رام الله.
ودعا أحمد قريع "أبو علاء" مفوض التعبئة والتنظيم في حركة فتح في كلمة باسم الحركة, جميع الفصائل الفلسطينية الى العمل من أجل استعادة الحقوق الوطنية المشروعة كما نصت عليها الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية.
وانتقد قريع ممارسات حركة حماس التي وصف ما اقدمت عليه في القطاع بالانقلاب الاسود, خاصاً بالذكر منع احتفالات انطلاقة حركة فتح في القطاع, والاساءة لعدد من قادة الحركة من بينهم ابراهيم ابو النجا وأحمد حلس وغيرهم من القادة البارزين.
وقال مخاطباً الجموع التي رفعت الاعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح وصور الرئيس الراحل ياسر عرفات: "الانقلاب حالة طارئة في حياتنا ولا مستقبل له وإنه الى زوال كما هي كل المؤامرات".
وطالب "أبو علاء" بالاتفاق على موعد لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تعيد الوحدة لذراعي الوطن.
كما عبر قريع عن رفض حركة فتح القاطع للاحتلال الاسرائيلي بكل سياساته وممارساته, رافضاً الاجراءات الاسرائيلية في مدينة القدس ومحيطها من الاستيطان والضم واقامة جدار الفصل.
وفيما يلي نص كلمة "ابو علاء" خلال المؤتمر:
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا(1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا(3)} صدق الله العظيم
أيها الإخوة
أيها الفتحاويون
يا أبناء ياسر عرفات ورفاقه
يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن وفي الشتات
في مثل هذا اليوم التاريخي العظيم ، في الفاتح من يناير عام 1965، قبل ثلاثة وأربعين عاما، ومن قلب اللجوء والمعاناة والتشرد، من الأمل المكنون في الضمائر والصدور، من إرادة ملهمة، فجرت الطلائع الفتحاوية المؤمنة بالله وبالقضية والشعب، يتقدمهم سيد الشهداء القائد المعلّم الخالد أبو عمار ورفاق دربه مسيرة " الفتح "، مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي جاءت كما تجيء تباشير الفجر، وسارت في المضمار وحيدة، تحقق الانتصار تلو الانتصار، إلى أن انتظم الجمع خلف الراية، راية الثورة الفلسطينية المباركة، راية الفتح العملاقة.
وعلى أول الدرب الموحش الطويل، من تحت أصفاد الظلم والقهر والمنع والإلغاء والمطاردة، من السديم السياسي، من الجراح التي لم تندمل، من عزائم الرجال المؤمنين بربهم وقضيتهم، الذين يبصرون البعيد، من قلوب شابة فتية لم يتزعزع فيها الإيمان واليقين، أتت بشارة "الفتح" يقينية واعدة.
ثلاثة وأربعون عاماً من التضحيات والعطاء الذي لم ينقطع يا "فتح"، من الجراح والآلام والعذابات ، من قوافل الشهداء الأبرار ومواكب الأسرى الأبطال، من الانجازات والإخفاقات، من المنفى إلى المنفى ، ومن المنفى إلى الوطن في آخر المطاف ، من هامش الهامش إلى قلب المعادلة ، من النبذ والتنكر والاستخفاف والاتهام إلى سدة الأمم المتحدة والمحافل الدولية.
ثلاثة وأربعون عاماً لثورة المستحيل في الزمن الصعب، لم يتوقف فيها شلال الدم، لم تتوقف الثورة عن التضحية والفداء والعطاء والمبادرة، ولم تتوقف عنها المؤامرات والحروب والتشكيك والإستهدافات، وظلت مستمرة صاعدة، راياتها خفاقة، شعارها الدائم ثورة حتى النصر. فقدمت أنبل الرجال، أعظم الشهداء، وأشجع الأسرى والمعتقلين، وقوافل الجرحى والمتضررين.
هذه هي مسيرة" فتح " الحاضرة فيكم ، جيلاً بعد جيل ، القوية بكم ، والمحمولة على سواعدكم وفي قلوبكم ، " فتح " العصية على التراجع والانكسار ، الكبيرة المتسامحة المتسامية فوق الجراح ، "فتح" التي تملأ عين الشمس ، راياتها خفاقة في أعلى السارية،" فتح " الكبيرة بمبادئها ونضالها، بشهدائها ، بأسراها ، بجرحاها ، بأبنائها وقادتها، "فتح" الكبيرة بشعبها وبالوحدة الوطنية التي ناضلت وتناضل من أجلها دائماً، لا يحرفها عن طلب الحق غدر غادر، ولا يقعدها عن الهدف لومة لائم.
ورحم الله شهيدنا الخالد ياسر عرفات وهو يقول: ونقول معه ومن بعده "سترفع زهرة من زهراتنا أو شبل من أشبالنا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون". ورحم الله ياسر عرفات وهو يقول ونردد معه ومن بعده "العهد هو العهد والقسم هو القسم ، ويا جبل ما يهزك ريح" ، وثورة ثورة حتى النصر .
تعلمون أيتها ألأخوات، أيها الأخوة، إن التحديات الكبيرة لا تزال كبيرة، وان الجراح النازفة لا تزال مفتوحة ، وتدركون دون ريب أنكم ملح هذه الأرض وحرسها القوي الأمين، على كواهلكم يقع عبء المسؤولية الأولى ، عليكم وعلى قوة ومضاء حركتكم تتوقف عافية الحركة الوطنية الفلسطينية كلها.
لذلك ، فان الأهداف الكبرى في الحرية والاستقلال معقودة عليكم قبل غيركم ، مرهونة نتائجها بقدرتكم وفعاليتكم وصمودكم ، بتماسك صفوفكم على الأرض، باتحادكم في وجه الخطوب وبوحدتكم الوطنية التي هي سياج مسيرتنا الكفاحية وضمانة إنتصارها.
أيتها الأخوات
أيها الإخوة
أعلم أن الانقلاب الدموي في غزة الحبيبة قد أوجع قلوبكم، وأثقل عليكم كثيراً. اعلم أن سفك دماء إخوتنا الفتحاويين، ومن أبناء شعبكم في القطاع الحبيب، قد اعتصر أفئدتكم وأغضبكم غضباً شديداً، وان اختطاف كوادرنا في جناح الوطن الصغير، بل اختطاف قطاع العزة والبسالة قد أوغر النفوس جميعاً. فمن كان منا يتصور أن يدوس نفر من بين صفوف هذا الشعب المحاصر على الرموز الوطنية العظيمة، وأن ينزل الراية، وأن يجتاز خط الدم الأحمر برعونة، وينقلب على الشرعية في مثل هذه الظروف الخطيرة والدقيقة، وأن يخطف القطاع ويجعله رهينة حصار جائر وعدوان فاجر.
نعم، لقد آلمنا ذلك كله وما يزال ، أوغر صدورنا هذا العبث المجنون المغامر، إلا أن هذه الجرائم والممارسات يجب ألا تحرفنا عن التمسك باتجاه البوصلة، ألا تُطفئ في نفوس أحدٍ منا خيط شعاع أمل، خاصة وأن " فتح " بخير، وأن م.ت.ف وفصائلها بخير، لا تذوي فيها إرادة، ولا تنكسر لها شوكة ، وفوق ذلك لا تؤخذ أبداً، لا من الداخل ولا بدعم ومؤامرات من الخارج مهما جُنّ جنون المتآمرين.
كونوا على ثقة أيها الفتحاويون، أن الإنقلابَ الأسودَ بكل ممارساته في القتل والإعتقال، وخنق الحريات، ومنع فتح من الإحتفال بذكرى انطلاقتها العظيمة التي هي انطلاقة الثورة الفلسطينية والإساءة إلى قيادات الحركة في القطاع وإعتقالهم، كما حدث مع الأخ القائد إبراهيم أبو النجا والأخ القائد أحمد حلس "أبوماهر" وقبل ذلك مع الأخ القائد زكريا الأغا والأخت المناضلة أم صبري والأخت المناضلة مريم الأطرش، وكما حدث مع العديد من الكوادر الفتحاوية خاصة مع الأخ القائد المناضل الشهيد سميح المدهون وغيرهم وغيرهم الكثير الكثير، نعم إن هذا الانقلاب الأسود هو حالة طارئة، انه وضع مؤقت لا مستقبل له أبداً ، انه فشلٌ محققٌ لا جدال فيه ، انه إلى زوال محتم، تماماً كما هي كل المغامرات الدموية السابقة في تاريخ ثورتنا المعاصرة. فنحن مطمئنون إلى أن ليل القطاع الحبيب سينقضي عما قريب ، ليعود هذا الوطن إلى التحليق مجددا بجناحين قويين .
إننا من هنا، من المقاطعة رمز الصمود والبسالة، من جوار ضريح شهيدنا الخالد ياسر عرفات، ندعو حركة "حماس" كما دعاها الأخ الرئيس أبو مازن لفتح صفحة جديدة للتراجع عن إنقلابها، والعودة إلى الحوار إلى الصفوف في إطار بيتنا الجامع منظمة التحرير الفلسطينية، إلى حضن الشرعية الفلسطينية، ليعمل الجميع معاً من أجل استعادة حقوقنا الوطنية المشروعة، كما نصت عليها مبادئ الشرعية الفلسطينية والشرعية الدولية والشرعية العربية ممثلة بمبادرة السلام العربية، والاتفاق على موعد لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، تعيد الوحدة لجناحي الوطن، وتسترد الحيوية لمؤسساتنا والمبادرة لأيدينا.
ونقول لكل الذين حاولوا ويحاولون، راهنوا أو يراهنون على وراثة "فتح" و"م.ت.ف" أن رهانكم خاسر ومحاولاتكم يائسة، فحركة "فتح" عصية على الانكسار، لا تقبل القسمة، وغير قابلة للتجبير، قرارها وطني مستقل وإرادتها صلبة، هي سنديانتنا الضاربة جذورها في الأرض وفروعها في السماء، قوية بأبنائها وبتضحياتها، بإنجازاتها وميراثها. وهذه م.ت.ف هي بيتنا جميعاً، بيتنا الذي ندافع عنه بأرواحنا، قوية بوحدتها وبشكلها الوحدوي الجبهوي، هي ممثلنا الشرعي والرسمي الوحيد، والناطقة باسمنا في جميع المحافل العربية والدولية.
أيها الفتحاويون
أيها الإخوة المناضلون
إننا نقف اليوم في خضم عملية سياسية كبرى ، انطلقت من انابولس، وتواصلت في باريس وتستمر في عملية تفاوضية جادة، نتمسك فيها بثوابتنا الوطنية التي أقرتها مؤسساتنا الرسمية والشرعية، وأقرتها كذلك الشرعية الدولية والشرعية العربية، ونرفض رفضا قطعياً، الاحتلال بكل سياساته وممارساته، الاستيطان بكل أشكاله والبؤر الاستيطانية وجدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية، ونرفض أي إجراء أتخذته اسرائيل في مدينة القدس ومحيطها ونرفض ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما قيل عن معاليه ادوميم ونقول للجميع أن جميع الاستيطان بكافة أشكاله هو عمل غير شرعي وغير قانوني وهو عدوان يجب أن ينتهي ويزول مع زوال الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا كما نرفض رفضاً قطعياً كذلك كل سياسات القتل والاعتقال والاجتياح والحصار، وسوف نستمر بكل تأكيد، ندافع عن حقوقنا بكل ثبات، بالمقاومة حيناً وبالعمل السياسي والدبلوماسي أحياناً وبالمفاوضات كلما كان ذلك ممكناً، وسط تأييد دولي لا سابق له ، ودعم حقيقي من كل الأشقاء والأصدقاء، وثقة بالنفس والشعب والقضية والموقف.
لا أود في هذه المناسبة المباركة ، أن اصرف الكلام على عواهنة، أو أن اقطع الوعود جزافاً، لكن لا بد من القول أن الموقف الفلسطيني اليوم أمضى وأفعل مما كان عليه طوال سبع سنوات عجاف، تجمدت فيها المفاوضات وتوقفت عملية السلام ، وبلغ القمع الإسرائيلي مداه، ووصل التمدد الاستيطاني وجدار الفصل العنصري أقصاه، وتجاوز حصار القدس وعزلها وأثارها في القلوب والنفوس كل الحدود ، وأعيد احتلال الضفة الغربية كلها ، نعم لا بد من القول بعد هذه السنوات السبع العجاف أن الوضع اليوم هو أفضل بما لا يقاس ، وان الحالة الداخلية الفلسطينية، رغم ما طرأ عليها من أحداث مؤسفة، لن تقف عثرة في الطريق، وستعود حتماً إلى وضعها الطبيعي في وقت غير بعيد، وان المراوغات الإسرائيلية المعهودة لن تصمد طويلا أمام إرادة شعبنا وتصميمه، وأمام هذا الإجماع الدولي، وان ساعة الحقيقة قد دقت ، وان سرطان الاستيطان يجب أن يتوقف ويُزال، فلا سلام مع الاستيطان، ولا سلام مع الإحتلال، وان حق شعبنا في الحرية والاستقلال ينبغي أن ينجز، ليس فقط لان قضيتنا عادلة ، بل لأن مصداقيتنا تنال مزيداً من الإحترام، وأن مواقفنا وخيارنا للسلام يزداد فهماً وقبولاً وتأييداً في العالم كله.
إن العودة إلى عملية السلام والمفاوضات، بمتابعة حثيثة وإشراف دولي مباشر، وان الدعم السياسي والإقتصادي الذي يحظى به شعبكم وقضيتكم اليوم، والإستنكار الدولي لعملية الإستيطان الإستعماري والإجراءات الاحتلالية القمعية، تتطلب منا جهوداً مشتركة لتوحيد الصفوف ورصها أكثر فأكثر، والعمل معاً بكل الإمكانيات لضبط الفلتان الأمني وفرض سيادة القانون والنظام، وإنهاء الفوضى والجريمة، وحالات الانقسام، حتى نستطيع معاً أن نفرج عن شعبنا المحاصر ونخفف من معاناته، وان نحقق حقوقنا الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحرير أسرانا الأبطال.
من هنا فإنني أدعو في هذه المناسبة الكبيرة العزيزة علينا جميعاً، وأرواح الشهداء جميعا ترفرف فوق رؤوسنا، وجموع أسرانا الأبطال تراقب أعمالنا، إلى التمسك بالوحدة الوطنية وتصليبها أكثر فأكثر، على قواعد أكثر صلابة، وبرامج أشد وضوحاً، وأدعو إلى تعزيز منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتها وأطرها المرجعية، والدعوة لعقد اجتماع مؤسساتها خاصة المجلس المركزي والتحضير الجاد لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في أسرع وقت ممكن، والحفاظ عليها كبيت فلسطيني جامع.
أيتها الأخوات .. أيها الإخوة
أيها الفتحاويون
ويسرنا أن نعلن أمامكم أن حركة "فتح" تشهد اليوم حراكاً سياسياً وتنظيمياً وجماهيرياً واسعاً، جعل انعقاد المؤتمر العام السادس للحركة أمراً ممكناً في القريب العاجل، ليس لأن هذا المؤتمر ضرورة تقتضيها مصلحة الحركة وإنما أيضاً لأنه تجديد لحيويتها، وتفعيل لدورها القيادي، وفرصة لتدفق دماء شابة جديدة في عروقها وفي أطرها القيادية، وهو فوق ذلك واجب، لم يعد هناك من سبب لتأجيل انعقاده مهما كانت المعيقات.
وإننا من هنا، من حول ضريح شهيدنا الخالد القائد ياسر عرفات، نؤكد بكل حزم ـ كما أكد الأخ الرئيس أبو مازن بالأمس ـ إن الاستعدادات جارية على قدم وساق، وبكل جدية، لعقد هذا المؤتمر في الربع الأول من هذا العام، وفق آليات مرنة تتيح إنعقاده، فمؤتمرات الأقاليم في الضفة والقطاع مستمرة بشكل نشط وجاد، ومؤسسة مفوضية التعبئة والتنظيم في مراحل استكمالها الأخيرة. و لم يبق أمامنا إلا تحديد موعد إنعقاد المؤتمر السادس واستكمال الاستعدادات والإجراءات النهائية لعقده إنشاء الله.
أيها الإخوة المناضلون
على أبواب المؤتمر العام السادس لحركة "فتح" ، الجاري الاستعداد لعقده على قدم وساق، وفي ذكرى انطلاقة " فتح " الديمومة والاستمرار والتحرير ، نستذكر بكل إجلال وتقدير أرواح قادتنا العظام ، الذين رحلوا عنا والمهمة لم تكتمل بعد ، وتركوا لنا الأمانة عهدة في الضمائر، ، نستذكر القائد الشهيد الخالد الرمز أبو عمار ونؤكد وفاءنا لرسالته وذكراه ، نستذكر شهدائنا القادة الأبطال أبو جهاد ، أبو إياد ، عبد الفتاح حمود ، أبو صبري ، أبو يوسف النجار، كمال عدوان ، كمال ناصر، أبو الهول ، أبو الوليد سعد صايل، ماجد أبو شرار ، فيصل الحسيني، أبو السعيد ، أبو المنذر ، وغيرهم من القادة المؤسسين والقادة المناضلين الكبار، نستذكر أرواح قوافل الشهداء الأبرار، من خيرة أبناء منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها ، من خيرة أبناء فلسطين والأمة العربية، الذين قضوا شهداءاً أبطالاً على طريق حرية فلسطين واسترداد حقوق شعبنا المكافح، ومنحوا " فتح " والثورة الفلسطينية كامل مشروعيتها ، كامل عمقها الوطني وعنفوان استمرارها، ونستذكر بكل الاعتزاز والتقدير القادة الشهداء أبو علي مصطفى، عمر القاسم، فتحي الشقاقي، الشيخ أحمد ياسين وغيرهم من القادة والكوادر الشهداء، ونستذكر كذلك كل شهداء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية.
سلام على أرواح شهدائنا ، سلام على أسرانا الأبطال الغر الميامين، وعهدا أن تظل قضيتهم البند الأول على جدول أعمالنا وألا يهدأ لنا بال إلى أن يستردوا حريتهم، ويكملوا معنا المشوار الطويل.
وسلام على أهلنا الصابرين الصامدين في قطاع غزة ، سلام على جراحهم ومعاناتهم وقوة روحهم في وجه حصار المحتلين وعدوانهم، وفي وجه ظلم ذوى القربى وبطشهم ، ونقول لهم، لكل أبناء شعبنا في قطاع العزة والثورة والشموخ ، إننا بكم ومعكم ، بصبركم وصمودكم ، بتضحياتكم وبسالتكم، سننهي الحصار الجائر، وسنفشل كل مؤامرات الاحتلال وبطشه، والانقلاب وظلمه، وسنقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة على أرضنا المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشريف إنشاء الله.
أيتها ألأخوات ... أيها الأخوة
كلُ ظلمٍ إلى زوال ، كلُ ليلٍ إلى نهاية ، وأنها لساعات شدة سوف تزول حتماً، وسنجتازها بعون الله ، بمزيد من الشموخ ، بكثير من الأمل ، بعميق من الثقة بالنفس ، تماماً على نحو ما كانت عليه " فتح " في كل مكان وزمان. وستظل مسيرة ثورتنا مستمرة، ثابتة على العهد، أمينة على الرسالة والوعد، لتحرير الأرض وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتحقيق حق اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، واسترداد حرية جميع أسرانا الأبطال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
عاشت فلسطين حرة عربية، عاشت " فتح " ، عاشت م . ت . ف، عاش شعبنا العظيم على أرضه وفي المناف.
المجد والخلود لشهدائنا الأبطال
الحرية والمجد لأسرانا البواسل .. الشفاء العاجل لجرحانا الأشاوس
الحرية كل الحرية لشعبنا البطل
وإنها لثورة حتى النصر ، حتى النصر