غزة - معا - خلصت ورقة حقائق اصدرها مركز الميزان لحقوق الانسان، أن عمليات الرش الجوي التي تنفذها سلطات الاحتلال للمبيدات الزراعية داخل الاراضي المحاذية لحدود قطاع غزة، ينتج عنها آثار كارثية على مستقبل الإنتاج الزراعي والأوضاع الاقتصادية، مما يُلقي بتبعات سلبية على حقوق الإنسان في قطاع غزة، كما أن الإضرار بالممتلكات الخاصة فيه مخالفة واضحة وصريحة للالتزامات القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وتناولت الورقة عمليات الرش الجوي للمبيدات الزراعية داخل الأراضي المحاذية لحدود القطاع كونها تشكل تحدياً للمزارعين الفلسطينيين يهدد بإفقادهم مصادر رزقهم، حيث تعرّض المزروعات للتلف، وتلحق الضرر في المواشي والطيور التي تتغذى على الأعشاب في تلك المناطق، هذا بالإضافة لكون المواد الكيميائية المستخدمة مواد مانعة للإنبات.
وتستند الورقة على الفحوصات المخبرية التي خضعت لها نبتة السلق التي تعرضت للرش، وأظهرت أن المادة المستخدمة في الرش مادة (أوكسجال Oxygal) ذات التركيب العلمي (Oxyfluorfen) وهي من المبيدات النباتية التي تمنع النمو
ووفقاً للدليل الإرشادي الصادر عن المصنع المنتج لهذه المادة داخل دولة الاحتلال، يوضح أنها تسبب حالة من الهيجان الشديد عند تعرض العين أو الجلد لها، ويجب أن تُستخدم بمحاذير محددة، بعد عزّل الكائنات الحية عن أماكن الرش، ومن جهة أخرى تتزايد خطورة المركب على الصحة إن تناولها الكائن الحيّ عن طريق الفم بكميات كبيرة، وهذا من شأنه أن يهدد المواشي التي ترعى في تلك المناطق وتصبح حياة ونسل الأغنام والأجنة معرضةً للخطر.
كما فندت الورقة ادعاءات قوات الاحتلال التي تحاول من خلالها تبرير عمليات الرش، وجعلها ضرورة لدواعي الأمن. وتشير الورقة إلى أن قوات الاحتلال تقوم بتجريف المناطق المحاذية للحدود بشكل شبه اسبوعي.
وأشارت الورقة الى آثار عمليات رش المبيدات على المشاريع التنموية، وتقويض الجهود المبذولة من المؤسسات الدولية والمحلية بغية المساهمة في تنمية القطاع الزراعي، الذي يشكل واحدة من الاستراتيجيات الواقعية للحد من الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي في قطاع غزة.
واستنكر مركز الميزان الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولاسيما وأن عمليات الرش تأتي في سياق متصل من الانتهاكات التي تطال قواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، مطالبا المجتمع الدولي بالقيام بواجباته القانونية والأخلاقية، والتدخل لمنع سلطات الاحتلال من مواصلة استخدام المبيدات الزراعية بهدف إبادة مزروعات الفلسطينيين.
وجدد مركز الميزان مطالباته المتكررة للمجتمع الدولي بالتدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، والعمل على ملاحقة ومساءلة كل من يشتبه في ارتكابهم أو مسئوليتهم عن ارتكاب انتهاكات جسيمة، كخطوة على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة.