السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حقوق المواطن :21 مواطنا قتلوا جراء استمرار حالة الفوضى والصراعات في الاراضي الفلسطينية في شهر كانون أول 2007

نشر بتاريخ: 04/01/2008 ( آخر تحديث: 04/01/2008 الساعة: 01:14 )
نابلس- معا رصدت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن خلال شهر كانون أول 2007 العديد من انتهاكات حقوق الإنسان في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، ولا سيما الحوادث الناجمة عن الانفلات الأمني والصراعات السياسية. كما سجلت عددا من الاعتداءات التي وقعت على الحقوق والحريات الأخرى كالحق بحرية الرأي والتجمع السلمي والمس بالأمن الشخصي والاعتقال.

1- انتهاكات الحق بالحياة والسلامة الجسدية.
شهد هذا الشهر تزايدا في انتهاكات الحق بالحياة والسلامة الجسدية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. فقد رصدت الهيئة مقتل 21 مواطنا جراء حوادث الانفلات الأمني والاقتتال الداخلي في مناطق السلطة الوطنية، ومن بين القتلى ستة مواطنين سقطوا في الضفة الغربية و15 مواطنا سقطوا في قطاع غزة، وذلك مقارنة بـ 17 حالة قتل وقعت في شهر تشرين ثاني الماضي.

وكان من بين القتلى سبعة مواطنين قتلوا بتاريخ 31/12/2007 على خلفية الصراعات السياسية في قطاع غزة، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة بين الشرطة في قطاع غزة ومسلحين من حركة حماس من جهة ومسلحين من حركة فتح وعائلات موالية لها من جهة أخرى، وذلك خلال قيام الشرطة بمحاولة منع نشطاء من حركة فتح من إحياء ذكرى انطلاقة الحركة الثالثة والأربعين في عدة مناطق من القطاع.

وكذلك فقد قتل خمسة مواطنين على خلفية الشجارات العائلية والثأر في الضفة الغربية، وقتل أربعة آخرون على خلفية فوضى وسوء استخدام السلاح، وقتل ثلاثة مواطنين بظروف غامضة، ومواطن على خلفية السرقة، وتوفي مواطن داخل السجن في قطاع غزة بظروف لا زالت غامضة.

وكان من بين القتلى أربعة أطفال. وسقط 17 من بين القتلى إما بسلاح ناري أو نتيجة لانفجارات.

كما رصدت الهيئة وقوع 130 إصابة نتيجة لحوادث الاقتتال والانفلات الأمني التي كان أبرزها الأحداث التي جرت بتاريخ 31/12/2007 في قطاع غزة.

2- انتهاكات حرية الرأي والتعبير.
خلال شهر كانون ثاني كان هناك العديد من الانتهاكات على صعيد المساس بحرية الرأي والتعبير في الأراضي الفلسطينية، والتي تمثلت بالإجراءات التعسفية التي تم اتخاذها من قبل الأجهزة الأمنية في محافظات الضفة الغربية عشية انطلاقة حركة حماس بتاريخ 14/12/2007، حيث قامت بعمليات اعتقال لقيادات وأفراد منتمين لحركة حماس، وكذلك قامت بمداهمة وإقفال مقرات الحركة، وبمسح الشعارات الخاصة بإعلان الانطلاقة عن الجدران والأماكن العامة ومصادرة أعلام الحركة، وذلك بغرض منع حركة حماس من الاحتفال بانطلاقتها العشرين.

إضافة إلى قيام الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الأمر الواقع في قطاع غزة منذ تاريخ 28/12/2007 باتخاذ سلسلة من الإجراءات غير القانونية للحيلولة دون قيام حركة فتح من الاحتفال بانطلاقتها، حيث قامت بتنفيذ عمليات اعتقال لعدد من القادة والأفراد المنتمين لحركة فتح، ومداهمة المقرات والمكاتب التنظيمية التابعة للحركة ومصادرة محتوياتها، من أعلام وأجهزة ومعدات وشعارات أعدت للاحتفال بالانطلاقة. الأمر الذي أدى في النهاية إلى إعلان مرجعية حركة فتح في قطاع غزة عن عزوفها عن القيام بعقد تجمعها للاحتفال بانطلاقتها، وذلك لتخوفها من اتخاذ إجراءات غير قانونية بحق المشاركين من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الأمر الواقع وحفاظا على سلامة مناصريها.

كما وقعت خلال هذا الشهر عدة انتهاكات أخرى للحريات الإعلامية كان من بينها ما تعرض له مكتب محطة الهدى الفضائية السعودية وشركة العنود للإنتاج الفني في مدينة غزة على يد عدد كبير من المسلحين المحسوبين على حركة حماس، والذين قاموا بمصادرة محتويات الجمعية وأثاثها وأجهزتها وأرشيفها.

وكذلك تعرض عدد من الصحفيين والكتاب للاعتقال في قطاع غزة على يد الشرطة في قطاع غزة على رأسهم الكاتب عمر حلمي الغول الذي اعتقل بتاريخ 14/12/2007 عقب عودته إلى قطاع غزة، والذي لا يزال محتجزا حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

3- الاعتداء على المؤسسات والأملاك العامة والخاصة.
رصدت الهيئة خلال هذا الشهر ثلاثة عشر اعتداءا على مؤسسات عامة وأملاك عامة وأملاك شخصية، وتركزت معظم هذه الاعتداءات في قطاع غزة.

ومن هذه الاعتداءات قيام الشرطة في قطاع غزة ومسلحين مقنعين باقتحام عدة مقرات لحركة فتح ومنظمة التحرير في قطاع غزة ومصادرتها لمحتويات هذه المراكز والمقرات، وذلك في الفترة الواقعة بين تاريخ 28-31/12/2007.

وكذلك قيام مجهولون بتاريخ 22/12/2007 باقتحام جمعية مجد الخيرية في مدينة خان يونس، والاستيلاء على بعض محتوياتها ومن ثم إحراق مقر الجمعية دون أن تعرف خلفية هذا الاعتداء.

وبتاريخ 7/12/2007، قام مجهولون بتفجير عبوة ناسفة بالقرب من مجمع السرايا الحكومي في مدينة غزة، مما أدى إلى حدوث أضرار مادية بالموقع.

وبتاريخ 8/12/2007، أطلق مجهولون النار على سيارة مدير عام النجدة في الشرطة في محافظات الضفة الغربية بالقرب من مدينة جنين دون أن تعرف خلفية الاعتداء.

وبتاريخ 9/12/2007، قام مجهولون بتفجير عبوة ناسفة بالقرب من إحدى المحال التجارية في مدينة غزة، مما أدى إلى حدوث أضرار مادية كبيرة فيها وببعض ممتلكات المواطنين القريبة من موقع الانفجار.

4- المس بالأمن الشخصي والاعتقال.
سجلت الهيئة خلال شهر كانون أول مئات من حالات الاعتقال التعسفي التي جرت على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الأمر الواقع في قطاع غزة، والتي تكثفت في الفترة من تاريخ 26-31/12/2007، واستهدفت نشطاء وقياديي حركة فتح في القطاع وذلك من أجل منع الحركة من تنظيم احتفالاتها لإحياء ذكرى انطلاقتها الثالثة والأربعين.

وفي الضفة الغربية كذلك نفذت الأجهزة الأمنية عشرات عمليات الاعتقال طالت نشطاء من حركة حماس تركزت في الفترة ما قبل تاريخ 14/12/2007 وهو موعد إحياء الذكرى العشرين لانطلاقة حماس.

وفي قطاع غزة تداخلت عمليات الاعتقال والاختطاف بحيث أنه في كثير من الأحيان كان يقوم مسلحون مقنعون بعمليات اعتقال تبين أن عدداً منها هو عمليات اختطاف، ومنها الحادثة التي تعرض لها القيادي في حركة فتح وعضو المجلس التشريعي السابق إبراهيم أبو النجا الذي تعرض للاعتقال بتاريخ 31/12/2007 على يد عدد كبير من المسلحين اقتحموا منزله ليلا واقتادوه لمكان مجهول واحتجزوه لمدة ساعتين قاموا خلالها بحلق شعر رأسه وشاربيه بطريقة مهينة قبل أن يخلوا سبيله، وقد أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الأمر الواقع في قطاع غزة عن فتح تحقيق في ظروف هذه الحادثة وبأن ليس لها علاقة بما جرى لأبو النجا.

وقد تلقت الهيئة خلال شهر كانون أول عشرات الشكاوى من معتقلين مفرج عنهم أو من عائلاتهم، تشير إلى حدوث عمليات تعذيب وإساءة معاملة بحق هؤلاء المعتقلين، سواء كان ذلك في الضفة الغربية، أو في قطاع غزة التي حظيت الأجهزة الأمنية فيها بالنصيب الأكبر من هذه الشكاوى.

5- المس بالحريات الأكاديمية.
رصدت الهيئة خلال شهر كانون ثاني عدة انتهاكات للحريات الأكاديمية تركزت في قطاع غزة كان من أبرزها قيام الشرطة في الحكومة المقالة ومسلحين من حماس باقتحام حرم جامعة الأزهر بمدينة غزة بتاريخ 28/12/2007 واعتقال ما يزيد عن 30 طالبا من طلاب الجامعة بادعاء قيامهم بإجراء تحضيرات بالحرم الجامعي للمشاركة في احتفالات حركة فتح لإحياء ذكرى انطلاقتها. وكانت هذه الجامعة قد تعرضت للاقتحام من قبل الشرطة في الحكومة المقالة بتاريخ 3/12/2007 وقامت بإطلاق النار داخل الحرم الجامعي، ما أدى إلى إصابة أحد الطلبة بجروح وإصابة أخر نتيجة لتعرضه للضرب وجاء تدخل هذه القوة بحجة وجود خلاف بين أحد الطلبة وأحد أفراد الأمن المتواجدين على باب الجامعة.

وبتاريخ 31/12/2007 اقتحم حوالي 200 شخص مدني من أعضاء ومناصري حركة حماس، يحملون العصي والشواكيش، حرم جامعة القدس المفتوحة في محافظة شمال غزة، وقاموا بإنزال الأعلام والرايات الخاصة بحركة فتح، واعتدوا بالضرب على عدد من طلبة الجامعة وحصلت مشادات بينهم وبين بعض الطلية، الشيء الذي أدى إلى إصابة أكثر من عشرين طالبا، مما اضطر الطلبة إلى مغادرة الجامعة، وأعلنت بعد ذلك إدارة الجامعة عن تعليق الدوام في هذا الفرع حتى إشعار أخر. مع العلم أنه كان هناك أربعة دوريات من شرطة غزة تتواجد أمام بوابة الجامعة لم تتدخل لمنع الأشخاص المدنيين من اقتحام الجامعة.