الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المركبات التاريخية .. ارث يصارع البقاء

نشر بتاريخ: 11/04/2017 ( آخر تحديث: 12/04/2017 الساعة: 16:15 )
المركبات التاريخية .. ارث يصارع البقاء
بيت لحم - معا - تقرير ياسمين الازرق -"الكبار يموتون والصغار ينسون" مقولة أطلقتها رئيس وزراء دولة الاحتلال الرابعة "غولدا مائير" التي لم تدرس على ما يبدو الجوانب التراثية التي تناقل من خلالها الفلسطينيون انتماءهم لبلادهم وتمسّكهم بها، ومنها السيارات التاريخية.. فهل يهدّد عدم إقرار قانون يحميها جزءا من الذاكرة الفلسطينية؟
كان مجلس الوزراء قد أصدر قرارا يقضي بشطب المركبات القديمة والتي مضى على آخر سريان ترخيص لها أكثر من ثلاث سنوات من سجلاتها بشكل نهائي، وكان من المفترض بدء العمل به منذ تاريخ العاشر من إبريل الجاري، لكنّ تم تمديد المهلة إلى الـ 30 من الشهر نفسه.
لكن المركبة التاريخية التي يزيد عمرها عن 40 عاما لم يُذكر اسمها في القانون، ولا يوجد ما يحميها فيه، فهل سيخضع هذا الارث التاريخي لهذا القرار!
كاسترو المكركر من مدينة بيت جالا، مالك مركبتين تاريخيتين، له طقوسه بالاعتناء فيهما إذ أنه بشكلٍ شبه يومي ينظفهما ويتفقّد قطعهما الثمينة والنادرة، يحفظهما بعيدا عن الشمس، يتأكد من جودة طلائهما، يستخدمها في المعارض والمسابقات أو الاستعراضات بالأعياد، ويمنع أيا كان من الاقتراب منهما.
سمع المكركر عن قرار مجلس الوزراء، فتوجّه متخوّفا إلى دائرة السير لمعرفة إن كانت مركبتاه ستخضعان له، ففوجئ بسحب رخصتيهما منه.
يقول لـ معا، في عام 2008 تواصلت وزارة المواصلات مع ملاك المركبات التاريخية، وأخبرتنا أنه سيتم اقرار قانون يحمي هذه المركبات، على أن ندفع مبلغا رمزيا كل عام لتمديد ترخيصها، لكننا ما زلنا ننتظر فتراكمت علينا مبالغ كبيرة لعدم تفعيل القرار.
وتساءل المكركر:" هل هذا جزاؤنا لأننا نحافظ على جزء من التراث والتاريخ الفلسطيني؟".
"في عام 1998 بدأنا فعالياتنا نحن ملاك المركبات التاريخية، قبل أن تعدنا وزارة المواصلات بتبني العمل على اصدار قانون يحميها، بشرط أن نحافظ عليها، ولا نسير بها وسط أزمة مرورية، وأن لا تقطع مسافات طويلة، والحفاظ على قطعها الثمينة والنادرية، وأن نشارك بها في المؤتمرات والمعارض والاستعراضات وفعاليات سنوية". يقول لـ معا، وصفي شاهين رئيس نقابة المركبات الكلاسيكية.
ولفت، إلى أن هذه المركبات تكلف أصحابها الكثير من المال، ومن الصعب توفير قطعها ولا يستعملها ملاكها لقضاء حاجياتهم اليومية، بل لمناسبات خاصة أو معرض وفعالية.

وطالب شاهين وزارة النقل والمواصلات بالاهتمام بها، مؤكدا أن نقابة المركبات الكلاسيكية قدم ملفاً لمجلس الوزراء في جلسته الاعتيادية، يحمل اسماء وصور ورخص لأكبر عدد من المركبات لعمل استثناء لها وعدم شطبها، والمطالبة بقرار لترخيصها بمبالغ رمزية للحفاظ على قيمتها التاريخية.
وأكد لمعا:" كل مركبة تاريخية تحمل قصة أو ذكرى خاصة، ومعظمها قبل عام ١٩٦٧ أي أنها تحفظ قصصا لما مر به الشعب الفلسطيني الذي استخدمها في ترحاله، وبحفظها نحفظ جزءا من التاريخ".

في حين ردّ مدير مديرية النقل والمواصلات في الخليل موسى رحال على تخوفات ملاك المركبات التاريخية، أن القرار يشمل جميع المركبات التي لم ترخّص منذ ثلاثة أعوام، ولا يوجد نص قانوني يخص مركباتهم، وهي من ضم قرار الشطب في حال عدم تجديد ترخيصها.
وبيّن رحال لمعا، أن وزارة النقل بصدد اعداد نظام لحماية المركبات التاريخية.