متى يشرق ضوءٌ المتحف الاولمبي الفلسطيني ؟؟؟
نشر بتاريخ: 18/04/2017 ( آخر تحديث: 18/04/2017 الساعة: 15:40 )
كتب / أسامة فلفل
من يقرأ ويتصفح التاريخ بكل محطاته الغابرة يصل إلى معرفة وحقيقية دامغة أن فلسطين التاريخية بالقدس العاصمة الأزلية هي موطن الحضارات ومكان تعريج الأنبياء ومنبت الزعامات التاريخية التي حبرت صفحات التاريخ بكل مراحله ومحطاته ورصعت سفره بالبطولات والمواقف النضالية والوطنية التي غيرت مجرى ووجه التاريخ.
لقد حاول المستعمرون والمغتصبون لأرض فلسطين السليبة تغير جغرافيتها والمساس بتاريخها المتجزر، وقاموا بتزوير وإخفاء الحقائق والمعلومات والوثائق والمخطوطات كجزء من استراتيجيه ساقطة لتغير وتغيب فلسطين عن الخارطة العالمية وطمس هويتها الإسلامية والوطنية والرياضية ولم يخطر في بالهم عراقة الحضارة الفلسطينية والامتدادات التاريخية التي تعطر الزمان والمكان والانجازات العظيمة لقادة ورواد الكفاح الوطني والرياضي الذين ترجموا ونقلوا عبر عقود طويلة هموم شعبهم وأمتهم عبر منابرهم الوطنية ومنازلاتهم الرياضية وكتبوا وصنعوا التاريخ بالعرق والدم وقوة الإرادة وصلابة العزيمة وحقيقية الانتماء الصادق.
اليوم وفي هذه المرحلة والمحطة الاستثنائية التي نعيشها على إيقاع الانجازات التاريخية التي تسجل على الخارطة العالمية الرياضية يحدونا الأمل في أن يرى ويبصر مشروع المتحف الاولمبي الفلسطيني النور ليحكي للعالم الصامت والمتخاذل قصة ومسيرة عقود طويلة لحركة نضال وطني ورياضي مدونة وموثقة بطريقة عصرية تعكس حالة الرقي والإبداع والتميز والاحترافية التي كانت تعيشها الحركة الرياضية الفلسطينية في عهد الألوية الفلسطينية منذ عشرينات القرن الماضي.
نعم العقود ليست وحدها تحمل لنا الانجازات والتطورات والمواقف المليئة بالبطولات المسجلة في قلائد من ذهب ، هناك تراث وإرث رياضي وطني خالد أورثنا إياه عمالقة وأبطال وسفراء ورواد الحركة الرياضية الفلسطينية الذين اخلصوا الجهد والعطاء وحلقوا في فضاء الانجازات وكتبوا على صدر بوابة التاريخ اسم فلسطين بماء الذهب وهزموا جحافل اليأس والهزيمة وعبروا فينا إلى شواطئ الانتصار والانجاز رغم شظف العيش والتحديات والمؤامرات التي كانت تستهدف الهوية الوطنية والرياضية.
مقتنيات المتحف الاولمبي الفلسطيني يجب العمل على لملمتها وجمعها وإعادتها لتعصف ببريقها وإشعاعها للدنيا كلها وتكشف أسرار رياضية يجهلها الكثيرون ممن لا يعرفون الحقيقية في هذا العالم عن الأصالة وطبيعة الجينات الرياضية الكنعانية الجذور فلسطينية الهوية للحركة الرياضية الفلسطينية.
حقيقية نريد أن يشكل المتحف الاولمبي الفلسطيني مركز إشعاع عن الأصالة والحضارة والعمق والبعد الرياضي الفلسطيني ، نريد من خلال المتحف تغير الفكرة الخاطئة والمعلومات المغلوطة وتوضيح الحقائق الدامغة بالوثائق والمقتنيات والمطبوعات والنشرات والأوسمة والميداليات والرد على من يحاولون تزوير التاريخ الوطني الرياضي الفلسطيني وإخفاء الحقائق ، نريد تبديل الكذب والتضليل والسرقة بالحضارة والإنسانيّة والانجازات الوطنية.
نريد أن يشكّل المتحف تتويجًا لمسيرة حافلة وطويلة لمشاعل رياضية احترقت من أجل رفعة فلسطين ومنظومتها الرياضية ، نريد أن ننقل تاريخ يعبق بالانجازات والبطولات يساعد على إشعال نهضة ثقافيّة وطنية رياضية في الوطن وخارجة.
في تقديري الشخصي أنّ المتحف بالمستقبل بما سوف يحتوي ويضم بين جنباته من درر ثمينة ووثائق وصور نادرة ومعلومات ووثائق تاريخية نادرة سوف يشكّل انتصاراً مدويا في الساحة الإقليمية والدولية للرياضة الفلسطينية وقيادتها الرياضية التي برعت وأبدعت وخططت ورسمت ونجحت في عبور بحر التحديات لتكشف عن مكنون رياضي فلسطيني أصيل ظل عقود طويلة مخبئ في بطن التاريخ لم يبصر النور.
نحن ندرك حجم المسؤولية والتحدّياتٍ الكبيرة من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، وندرك تداعيات الانقسام وما خلفه من تعقيدات ، لكننا على يقين مطلق أن السواعد التي امتشقت البندقية جنبا إلى جنب مع العمل الوطني والرياضي وصنعت المجد وكتبت التاريخ قادرة اليوم على انجاز مشروع المتحف الاولمبي الفلسطيني في الوطن فلسطين.
ختاما ..
المتحف الاولمبي الفلسطيني سيساعد الفلسطينيين لفهم تاريخها الرياضي والوطني فهما جيدا وبشكلٍ أفضل، ويظهر للعالم صورةً مختلفة عما تسوقه الصهيونية العالمية التي برعت في السرقة والتزوير ، وسيكون مركز حجيج لكل المهتمين بالشؤون الرياضية الفلسطينية وللباحثين والدارسين وأكاديمية زاخرة بالمقتنيات والمراجع والكتب والبحوث والوثائق والمخطوطات والصور التاريخية ، وسوف يعرض مراحل التاريخ الرياضي بكل محطاته وفصوله حتى العصر الحديث.