الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحمد عبد الرحمن: حماس حركة ذيلية للواقع الإقليمي ولا تقاوم وتبحث عن "هدنة" للبقاء على كرسي الحكم

نشر بتاريخ: 05/01/2008 ( آخر تحديث: 05/01/2008 الساعة: 12:31 )
رام الله - معا - أكد أحمد عبد الرحمن مستشار الرئيس والناطق الرسمي باسم حركة فتح، أن حركة حماس أصبحت حركة ذيلية للواقع الإقليمي وللدول المحيطة بفلسطين، ولم يعد لديها القدرة على اتخاذ القرار الذي يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية.

وقال أحمد عبد الرحمن في معرض تعقيبه على خطاب لخالد مشعل في دمشق أن قرار حماس بات قراراً تابعاً للدول والقوى التي تمولها والتي تفتح لها المجال لإلقاء الخطب، وهي بذلك في طريقها إلى التلاشي من المجتمع الوطني الفلسطيني بعد أن كانت حركة ذات شعبية وجماهيرية في أوساط الشعب الفلسطيني.

وأضاف عبد الرحمن ان تبعية حماس وارتباطها وتوظيفها من قبل القوى الإقليمية جعل الشعب الفلسطيني ينفّض عنها وينبذها وهذا الأمر واضح في قطاع غزة بعد مسيرة المليون وبعد الاحتفالات بذكرى الانطلاقة وبعد تشكيل هيئة العمل الوطني الفلسطيني التي تضم كل القوى باستثناء حماس وكذلك في الإدانات التي تلقاها سياسة حماس من كافة مراكز حقوق الإنسان والشخصيات ومنظمات الصحفيين.

وقال أحمد عبد الرحمن لإذاعة صوت فلسطين صباح اليوم أن حركة حماس، بما تحدث به خالد مشعل من دمشق، أصبحت حركة مأجورة للنظام الإقليمي الذي يفتح لها الأبواب لتلقي الخطب وتعقد المؤتمرات.

وأكد أن الشعب الفلسطيني الحريص على قراره الوطني المستقل والذي دفع دماء غالية من أجل أن ينهى الوصاية والتبعية ومن أجل أن لا يبقى ورقة لهذا النظام أو ذاك، لا يمكن أن يغفل عن هذه التبعية التي تقوم بها حماس لهذا الواقع الإقليمي
لا جدوى لمؤتمرات في دمشق وغيرها.

وخاطب الناطق الرسمي باسم حركة فتح "القوى الإقليمية" صراحة قائلاً "ما دمنا على الأرض، لا جدوى من استقطاب هذا الفصيل أو ذاك واستزلام هذا القائد أو ذاك"، مشيرا إن هذا الأسلوب لم يعد يجدي مع الشعب الفلسطيني.

وتساءل أحمد عبد الرحمن حول جدوى عقد المؤتمرات في دمشق أو الحديث عنها، وقال أنه لا ضرورة لذلك، إلا إذا كان هذا النظام أو ذاك النظام، وبتمويل إيراني، يريد أن يلعب بالقضية الفلسطينية، ويقول ان لديه تأثير في الساحة الفلسطينية على القرار لتقوية وضعه ومعادلته في مواجهة الأمريكيين وغيرهم كما هو حاصل في لبنان.

مشعل ضل الطريق:

وقال الناطق الرسمي عبد الرحمن لخالد مشعل الذي يخطب هذه الخطب النارية من دمشق: "أنت ضللت الطريق وفقدت البوصلة، ولا جدوى لكل ما تقول".

وأوضح عبد الرحمن أن مشعل يتحدث عن الحوار ويقول نعم للحوار بلا شروط، ولكن ما هو الانقلاب ان لم يكن شرطاً وأمراً واقعاً يجب ان ينتهي، مؤكدا ان عبد الرحمن أن الانقلاب هو الشرط الذي يجب أن يزول حتى تفتح الأبواب لحوار جاد على أساس الاستقلالية الوطنية وليس على أساس التبعية لهذا النظام أو ذاك، أو لهذه الجهة أو تلك.

للشعب الفلسطيني قيادة وطنية وحركة وطنية تعمل لخدمة أهدافه:
وأضاف إن مشعل يغريه الحديث عن أن السلطة وحركة فتح تابعة لأمريكا وتابعة لإسرائيل وحكومة دايتون، وغير ذلك من هذه الترهات ولكن الوقائع تثبت لمشعل وحماس يوماً بعد يوم أن الشعب الفلسطيني لديه قيادة وطنية وحركة وطنية تعمل لخدمة أهدافه ومصالحه وفق رؤية وطنية واقعية تأخذ بالاعتبار الواقع الفلسطيني والمعطيات المحيطة بنا الدولية والإقليمية وموازين القوى.

ووجه السؤال إلى حركة حماس "الانقلابية" حول ما فعلته في قطاع غزة، غير أنها أصبحت رقماً في جيب هذه الأنظمة وهذه القوى الإقليمية.

وقال ان المأساة هي ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة بعد انقلاب حماس حيث أن 80% من المواطنين بحاجة إلى مساعدة خارجية، فهل هذا هو الوعد الذي قدمته حماس للجماهير بهذا الانقلاب.

ودعا خالد مشعل إلى أن يرفع سماعة الهاتف ودون أن يذكر اسمه ويسأل أي مواطن في القطاع أو في الضفة عن رأيه في الانقلاب، وأكد عبد الرحمن أن الإجابة ستكون: نصلي ليل نهار من أجل أن يزول هذا الانقلاب وهذا الكابوس الذي أوصلنا إلى هذا الوضع المتدهور اقتصادياً وسياسياً وإنسانيا وأخلاقيا واجتماعياً.

وأكد الناطق الرسمي باسم حركة فتح، مجددا،ً أن حماس في طريقها إلى التلاشي كحركة وطنية وشعبية، وأصبحت مثل غيرها من الحركات التي تعيش في المنفى تخدم هذا النظام أو ذاك، وهذا لن يؤثر على المسيرة الوطنية في شيء.

واعتبر أحمد عبد الرحمن تضمين مشعل لخطابه بآيات من القرآن الكريم والإكثار من الحديث عن المقاومة محاولة رخيصة لتخدير الجماهير ولإظهار أن حماس تعمل من أجل الشعب الفلسطيني، لكن المواطن الفلسطيني يرى كل يوم أن حماس تقود أهلنا في قطاع غزة من سيء إلى أسوأ، حتى المقاومة التي تتشدق بها حماس يتم التلاعب بها وبدماء المواطنين حتى تقول حركة حماس أنها مقاومة وهي لا تقاوم، لكنها تغض الطرف، عن القوى المنفلته التي تطلق صاروخاً هنا وآخر هناك، لتأتي بعد ذلك إسرائيل لتقتل ولتظهر حماس للناس أنها حركة مقاومة.

وأكد عبد الرحمن ان حماس لا تقاوم بشهادة إسرائيل، وما صدر أمس عن إطلاق صاروخ كاتيوشا أو غراد إلى شمال عسقلان تبنته كل الجهات في القطاع بما فيها "القيادة العامة" التي لم يسمع يوماً أن لها عمليات عسكرية".

وقال: حماس تريد أن تقول انها حركة مقاومة من أجل أن تصل إلى "هدنة" كما يطلبها إسماعيل هنية مع الإسرائيليين هدنه من أجل كرسي الحكم، وليس هدنة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي أو من أجل مصالح الشعب الفلسطيني.

وأكد عبد الرحمن أن معنى التصعيد الذي يقوم به مشعل وما قاله من دمشق يؤكد أن حماس رهينة لقوى إقليمية لا تملك قرارها ولا تستطيع أن تتخذ قراراً إلا بأمر القوى الإقليمية، تماماً كما يحدث في لبنان، الذي تتلاعب به القوى الإقليمية.

وقال: إن المعلم لحسن نصر الله ولخالد مشعل واحد، والقرار الذي يصدر إليهما واحد، خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها نصر الله، لكن الشعب الفلسطيني الحريص على وحدته واستقلاله لن يلتفت الى موقف مشعل الرخيص، الذي لا يعبر عن مصلحة فلسطينية أو ولاء لفلسطين، وإنما يعبر عن تبعية كاملة وارتهان كامل لقوى إقليمية.