تقرير اخباري : إسرائيل تشن اجتياحا واسعا بنابلس لتدمير انجازات السلطة التي أحرجت قيادتها العسكرية
نشر بتاريخ: 05/01/2008 ( آخر تحديث: 05/01/2008 الساعة: 13:04 )
نابلس - معا - تقرير محمود برهم - تساءل الكثير من المراقبين للأوضاع الفلسطينية عن الأسباب الحقيقية وراء الاجتياح الإسرائيلي الواسع لمدينة نابلس المستمر منذ ثلاثة أيام، والذي يعد الأول من نوعه منذ بدء الأجهزة الأمنية الفلسطينية بخطتها لاستعادة الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، لا سيما في مدينة مثل نابلس التي وصل الفلتان الأمني فيها إلى حد دفع المئات من مواطنيها إلى الهجرة سواء كانت داخلية إلى مدن أخرى أو هجرة خارجية.
وكانت نابلس المدنية الوحيدة التي هزم فيها الجيش الإسرائيلي قبل قطاع غزة بإجبار جنوده على الخروج من قبر يوسف تحت شدة رصاص المقاومة الفلسطينية عام 2000، ونابلس صاحبة الرقم الأكثر في عدد الشهداء الفلسطينيين والأسرى والمصابين وحتى المعاقين من بين المدن الفلسطينية الاخرى في الضفة، وكانت المعقل الأكبر لتجمعات كافة الفصائل المسلحة في الضفة الغربية وأكثرها عددا بنسبة المطلوبين لاسرائيل .
لذلك اشترطت إسرائيل على السلطة الفلسطينية البدء بنابلس لإثبات قوتها وسيطرتها على المدينة كتحد جدي لإثبات حسن النوايا الفلسطينية وقدرتها على ما تسميه إسرائيل "محاربة الإرهاب الفلسطيني" رافضة إزالة أي من حواجزها العسكرية حول المدينة أو حتى التخفيف من الاجتياحات العسكرية الاسرائيلية اليومية للمدينة وقبلته القيادة الفلسطينية تحت العمل بواقع الظروف الحالية الصعبة .
ويقول محافظ نابلس الدكتور جمال محسين لـ "معا" إن السلطة الوطنية الفلسطينية حققت انجازات كبيرة على الصعيد الأمني الداخلي الفلسطيني والخارجي في المدنية، وفاجات الجانب الإسرائيلي الذي لم يستطع رغم إمكانياته واجتياحاته اليومية طيلة السنوات السابقة من تحقيقها.
وأكد محسين أن الجانب الفلسطيني يعمل ضمن خطة أمنية فلسطينية ومصالح فلسطينية وقد لخص ما قامت به على عدة نقاط أهمها :
.استعادة الأمن الداخلي الفلسطيني وتوفير الأمن والأمان للمواطن في المحافظة .
.دخول الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى كافة المناطق في المدينة واعتقال مرتكبي الفلتان الأمني وتفعيل عمل القضاء الفلسطيني .
.تسوية أوضاع أكثر من 90% من المطلوبين الفلسطينيين وانخراطهم والتزامهم بالعمل ضمن الأجهزة الأمنية الفلسطينية .
.العمل ضمن مصلحة وطنية فلسطينية عليا وإعلان كتائب شهداء الاقصى وقف كافة نشاطاتها العسكرية والعمل تحت إطار القيادة الفلسطينية .
وبإعلان الأجهزة الأمنية الفلسطينية يوم أمس أنها ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات شديدة الخطورة بنابلس من عناصر من حماس، قال محسين "بعد الانقلاب الذي جرى في قطاع غزة وقتل عناصر فتح وعناصر من فصائل أخرى من قبل حماس، أصبح سلاح حماس سلاح "منحرف"، فقمنا وسنقوم بجمعه حفاظا على منع تكرار الأحداث التي جرت في غزة من أن تجري في الضفة الغربية" .
واضاف د. محيسن وان كانت إسرائيل قد ساقت الأسباب الكثيرة لتبرير اجتياحها الواسع لمدينة نابلس وعادت بعد ساعات قليلة لتقلل من بعضها، فان الأسباب وان تعددت فان نجاح الأجهزة الأمنية في نابلس والاتفاق سلميا مع المطلوبين الفلسطينيين وتسليم العدد الأكبر لاسلحتهم للسلطة هو ما أغضب القيادة العسكرية الإسرائيلية التي باتت في صارع مع الوقت في دفع استحقاقات سياسية ومنها تسليم المدن الفلسطينية وعلى رأسها نابلس للسلطة الفلسطينية حسب خطة خارطة الطريق الأمريكية .
ولا شك هنا أن المتتبع القريب للأحداث في نابلس والزيارات المتكررة لمسئولين كبار من أوروبا وأمريكا، يتضح له بطريقة مباشرة إلى دعم وتأييد جهود السلطة في هذا المجال الأمر الذي كان يزعج الاسرائيليين خاصة بعد نجاح أمني تحققه الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفشلت في تحقيقه القيادة العسكرية الإسرائيلية التي كانت تقلل دوما من انجازات السلطة بنابلس على كافة الأصعدة الأمر الذى جعل محافظها الدكتور جمال محسين يقول " اذا كان الاسرائيليون يريدون منا أن نعدم مناضلينا فهم مخطئون لن نفعل"، وأقول لوزير الجيش الإسرائيلي باراك " إن الحواجز والجدار لن يجلب الأمن للإسرائيليين، لكن وحده السلام الحقيقي مع الفلسطينيين هو الذي يجلب الأمن الحقيقي " .