نشر بتاريخ: 22/04/2017 ( آخر تحديث: 25/04/2017 الساعة: 13:36 )
بيت لحم- معا - ادخلت الحرب الدائرة في سوريا منذ اكثر من ست سنوات على المنطقة مفاهيم واتجاهات استراتيجية جديدة تحديدا بالنسبة للأمن الاسرائيلي خاصة على خلفية التدخل الروسي المباشر والقواعد الدائمة التي يجري اقامتها على سواحل البحر المتوسط وفقا لتعبير موقع "والله" الاخباري الناطق بالعبرية الذي القى يوم السبت، الضوء على اربع خطوات وإجراءات تعتمدها اسرائيل لإبقاء الحرب التي ادت حتى الان الى مقتل 550 الف شخص وإصابة 2.2 مليون اخرين وتهجير اكثر من سبعة ملايين وخسائر مادية تجاوزت 270 مليار دولار بعيدة عنها وعن خطوط وقف اطلاق النار التي تفصل بين الجولان المحتل وبقية الاراضي السورية.
وصنف الجيش الاسرائيلي تصدي الدفاعات الجوية السورية للطائرات الاسرائيلية وإطلاق صواريخ ارض جو باتجاهها مطلع هذا الشهر كأحد التحولات الاستراتيجية.
ونقل الموقع عن ضابط اسرائيلي قوله ان الجيش السوري بات يشعر بالثقة في مواجهة اسرائيل عما كان عليه الحال بداية الحرب لذلك غير من نظرته ونظريته الامنية الخاصة بالتعامل مع العدو الرابض على حدود سوريا الجنوبية، فيما يحاول الرئيس السوري بشار الاسد الذي تم تدمير معظم قدراته العسكرية خلال الحرب اعادة انتاج ذاته مجددا بمساعدة روسيا وايران وحزب الله وهذا التغيير من شأنه ان يوضح لماذا اقدم النظام السوري على استخدام غاز السارين ضد مواطنيه في خان شيخون حسب تعبير الضابط الذي وصفه الموقع بالرفيع.
وأضاف الضابط ذاته ان استخدام غاز السارين يؤشر الى الضائقة التي يواجهها النظام السوري الذي يجد صعوبة في حسم المعارك في العديد من المناطق السورية رغم تعزيز وضعه وقوته في مناطق غرب سوريا " في كل مكان يعتقد فيها النظام انه حقق وفرض سيطرته بما في ذلك دمشق يستفيق في صباح اليوم التالي ليجد داعش وقد نجح في شن هجوم آخر كما ان خوف النظام وروسيا وايران من شن هجوم بري شامل وواسع قد يسبب لهم خسائر بشرية جسيمة كان سببا لاستخدام غاز السارين وعدم الاكتفاء بالغارات الجوية التقليدية" قال هذا الضابط.
تعتمد اسرائيل في هذه المرحلة على اربع خطوات على الاقل لضمان استقرار "الحدود" مع سوريا وابعاد شبح هذه الحرب عنها هي:
تعمل اسرائيل على احباط وإفشال اية محاولة لكسر وتغيير الوضع القائم في المنطقة سواء من خلال محاربتها محاولات تهريب الاسلحة او منع سقوط القذائف والرصاص الطائش داخل المنطقة الخاضعة لسيطرتها والرد على هذه العمليات كما حدث يوم امس حين قصفت بالصواريخ موقعا للجيش السوري ردا على سقوط قذائف هاون في الجولان المحتل اضافة لغارات وهجمات عديدة شنتها اسرائيل ضد مواقع الجيش السوري في اماكن عديدة من سوريا تسببت بأضرار كبيرة للبنى التحتية العسكرية السورية ومنظومات السلاح التي يملكها الجيش السوري وفي بعض الاحيان اوقعت خسائر بشرية في صوف الجيش السوري.
وتتمثل الخطوة او الاجراء الثاني بمواصلة الجيش الاسرائيلي العمل وفقا لنظام محدد يمنع "الاحتكاك" مع القوات الروسية فالى جانب "الخط الساخن" الذي يربط قيادة الجيش الاسرائيلية مع قيادة الجيش والقوات الروسية والهادف الى منع تحول حالات سوء فهم معينة الى مواجهة يؤم العاصمة الروسية موسكو وعلى فترات متقاربة جدا العديد من الوفود العسكرية الاسرائيلية التي تضم ضباطا من قسم التخطيط وقسم العمليات لعقد اجتماعات اكثر عمقا وتفصيلا مع الضباط الروس لمناقشة ما يجري في المنطقة بالتفصيل الدقيق.
" تبنت دولا اخرى في المنطقة نظام التنسيق الاسرائيلي الروسي وذلك بعد ان اثبت فعاليته وجدواه" قال ضابط اسرائيلي وصف هو الاخر بالرفيع.
وتشجع اسرائيل ضمن خطوتها الثالثة عودة القوات الدولية "اندوف" الى مواقعها داخل الاراضي السورية مقابل ضمانات امنية اسرائيلية يضمن من خلالها الجيش الاسرائيلي امن وسلامة هذه القوات العاملة وفقا لمقتضيات قرار مجلس الامن الدولي الصادر عام 1974 والمختصة بمراقبة وقف اطلاق النار ونزع السلاح من المنطقة لعازلة والتي يرى فيها اليوم الجيش الاسرائيلي عنصرا هاما وايجابيا جدا من شأنه ان يساعد في الحفاظ على استقرار "الحدود" في الجولان المحتل.
واختتم الموقع الالكتروني تقريره بالإشارة الى الاجراء الرابع الذي تعتمد عليه اسرائيل في ابعاد شبح الحرب السورية عن مناطق احتلالها في الجولان والمتمثل بمواصلتها تقديم العلاج للجرحى السوريين الذين يصابون خلال المعارك الدائرة مع الجيش السوري.
وكشف ضابط اسرائيلي كبير النقاب عن وجود 50 جريحا سوريا هذه الايام في المستشفيات الاسرائيلية المختلفة فيما وصل عدد هؤلاء الذين تلقوا العلاج يف اسرائيل منذ بداية الحرب الى عدة ألاف.