حملة شعبية جديدة في إسرائيل لإسقاط إيهود أولمرت
نشر بتاريخ: 06/01/2008 ( آخر تحديث: 06/01/2008 الساعة: 07:58 )
القدس-معا- لم تمض أيام على نشر استطلاعات رأي تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، بدأ يستعيد شعبيته، حتى جدد خصومه الحملة الشعبية لإسقاطه. وستنطلق الحملة في الأيام القليلة المقبلة
ويشارك فيها جنود وضباط احتياط في الجيش خدموا في حرب لبنان الأخيرة، ويعتبرون الحرب فشلا ذريعا يتحمل مسؤوليتها أولمرت بنفس مقدار رئيس أركان الجيش دان حالوتس، ووزير الدفاع عمير بيرتس، وقائد لواء الشمال أودي آدم.
كما يشارك فيها أرباب عائلات ثكلى، تقول انها فقدت أبناءها في الحرب، بسبب اخفاقات الجيش والحكومة. وتضم حركة الطلاب الجامعيين «إذا أردتم»، التي تنشط لتقويم سبل الحكم في اسرائيل، وحركة «تفنيت»، بقيادة الجنرال عوزي ديان رئيس مجلس الأمن القومي السابق. وتنضوي كل هذه التنظيمات الشعبية تحت لواء واحد، اتفق قادتها على التنسيق فيما بينهم حتى يتحقق هدفهم المشترك بإسقاط أولمرت.
وقرر قادة هذه الحملة في اجتماعهم الأخير، تركيز الحملة في الوقت الحاضر، على وزير الدفاع ورئيس حزب العمل ايهود باراك. وكما يقول تومر بوهدانا، أحد أبرز نشطائها، انه ورفاقه يئسوا من أولمرت، لأنه يتصرف كمن ليس عنده ما يخسره. فلا يتأثر بالانتقادات التي يسمعها ولا يهتز لاستطلاعات الرأي، التي تشير الى ان الجمهور لا يطيقه. لذلك قرروا التوجه لباراك، كونه تعهد بالانسحاب من الحكومة في حالة اصرار أولمرت على التشبث بمقعده في رئاستها، بعد ظهور تقرير لجنة فينوغراد للتحقيق في اخفاقات الحرب، ولكنه نكث بوعده. وبات يبث الرسائل للمجتمع الاسرائيلي بأن الوقت غير مناسب للاستقالة اليوم.
وبوهدانا هو ضابط احتياط برتبة رائد، قاد وحدات قتالية في حرب لبنان. واشتهر لدى التقاط صورة له وهو مصاب بجروح قاسية خلال الحرب، ويرفع اصبعيه بإشارة النصر. ونسجت من حوله «بطولات أسطورية» في انقاذ عدد من جنوده. وفي الأسبوع الماضي اشتهر مرة أخرى، عند حضوره اجتماع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، لدى الاعلان عن نتائج تحقيق اللجنة الخاص حول اخفاقات تلك الحرب. وصعق وفقد أعصابه وهو يسمع رئيسها تساحي هنغبي، وهو يحمل الجيش المسؤولية الأساسية للفشل، ويعلن ان الحكومة الحالية لا تتحمل وحيدة المسؤولية الإدارية عن الفشل، بل كل حكومات اسرائيل منذ انتفاضة الاقصى. فراح بوهدانا يقاطعه ويصرخ في القاعة ضد هنغبي وتقريره. ويطالب بسقوط أولمرت.
ويستغل قادة الحملة تصريحين أدلى بهما أولمرت وباراك في الأسبوع الماضي. فقال أولمرت أمام نواب حزب «ميرتس» اليساري، انه لن يستقيل من منصبه بعد نشر تقرير «فينوغراد»، لأنه لا يرى انه ارتكب جريمة، بل يرى انه ورث ارثا ثقيلا من سابقيه وانه يريد التصحيح. وأما باراك، فقال ان تقرير لجنة فينوغراد الأول لم يتطرق بالشكل الكافي الى مسؤولية القيادة السياسية، مع انها هي المسؤولة الأولى عن اخفاقات الحرب. ويعتبر قادة هذه الحملة، ان باراك هو الذي يحمي الائتلاف الحكومي، لأنه لو انسحب منه كما وعد، لما بقيت حكومة أولمرت حتى اليوم. لذلك يركزون الحملة عليه. ومن الشعارات التي سيرفعونها في نشاطاتهم: «باراك يسقط ايهود»، والمقصود به ان باراك قادر على اسقاط ايهود أولمرت، فإن لم يفعل ذلك فورا، فإنه سيتسبب في أن يخسر مستقبله السياسي.. وسيحترق. وسيطرحون شعارا بروح تصريحات باراك ووعوده الوهمية، يقول: «نعم، أنا وعدت. ولكنني لم أتعهد بتنفيذ الوعد».
ويؤيد هذه الحملة من بعيد، رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي هاجم باراك واتهمه بالخداع. وقال: ان باراك وعد جمهوره بالانسحاب حالما ينشر التقرير، لكنه تراجع ويفتش عن حجج يتذرع بها لتبرير تشبثه بالسلطة.
ويترك هذا الهجوم على باراك أثرا أيضا داخل حزبه. فالنائب أوفير بنيس، صرح بأن بقاء حزب العمل في حكومة برئاسة أولمرت، سوف تكلفه ثمنا باهظا في الانتخابات المقبلة. وحذر قائلا: «أولمرت من جهته لا يخسر شيئا إذا بقي متشبثا في الحكم. فمن الواضح له أنه لن ينتخب مرة أخرى في المستقبل. ولكن اصرار باراك على البقاء في شراكة مع أولمرت، سيلحق ضررا في الحزب كله، وسيقضي على أية امكانية لعودته الى السلطة».