نشر بتاريخ: 23/04/2017 ( آخر تحديث: 23/04/2017 الساعة: 22:12 )
الخليل - معا - انطلقت اليوم، اعمال مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الثامن، والذي يقام تحت عنوان "الخليل واقع وتحديات" وذلك تحت رعاية الرئيس محمود عباس، بحضور وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، ومحافظ الخليل كامل حميد، ومفتي فلسطين الشيخ محمد حسين، ومفتي أوكرانيا أحمد تميم ومفتي الجبل الأسود، ومفتي الشيشان، ووفود وسفراء وممثلي دول عربية وإسلامية ودولية، ولفيف من قادة المؤسسات الحكومية والأهلية وقادة الاجهزة الامنية.
المؤتمر استهل، بعرض فيلم وثائقي حول مدينة الخليل من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بين تاريخ المدينة والحياة العامة فيها والحقبات التاريخية التي مرت عليها، وتاريخ الاستيطان الاسرائيلي، وصمود أهالي المدينة ومقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي.
وخلال كلمته، وجه محافظ الخليل كامل حميد، التحية للأسرى الذين يخوضون إضرابا مفتوحاً عن الطعام، اضراب "الحرية والكرامة"، مبينا أن المؤتمر انعقد في الخليل بتوجيهات من الرئيس، في رسالة مشتركة تحملها الخليل للقدس والأقصى.
وأضاف المحافظ، أن انطلاق أعمال المؤتمر من الخليل هو نصرة للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية الشاهدة على جرائم الاحتلال. مشيرا إلى أن القدس تئن تحت الاحتلال منذ العام 1967 حتى هذا التاريخ، وقال ": وهذا يستدعي من الأمتين العربية والإسلامية وكل مؤسسات العالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة، ضرورة التدخل لإنهاء الاحتلال وإيقاف الاستيطان ومنح شعبنا حريته واستقلاله، إننا حين نتحدث عن القدس، فإننا نتحدث عن شعبنا وحريتنا وكرامتنا وتاريخ هذه الأمة، وشعبنا الفلسطيني وقيادته سيبقون متمسكين بالثوابت وبكل حقوق شعبنا ولن نتنازل عنها".
وقال المحافظ حميد:" نؤكد بأنه لا حل ولا معنى للمسيرة السلمية، طالما بقيت القدس تحت الاحتلال، وعندما نتحدث عن القدس، فإننا نتحدث عن حريتنا وكرامتنا وتاريخنا وتاريخ هذه الأمة".
وتابع في كلمته:" انعقاد مؤتمر بيت المقدس الاسلامي الدولي الثامن على أرض مدينة خليل الرحمن ومن رحاب الحرم الابراهيمي هو رسالة مفادها أن النموذج الذي يحاول الاحتلال أن ينجحه بالعزل والتقسيم المكاني والزماني في الخليل والحرم الإبراهيمي لكي يطبقه في الأقصى، هذا المخطط أفشله أطفال الخليل، وتل ارميدة وشارع الشهداء ومسافر يطا ومخيمات شعبنا.
وفي نهاية كلمته تمنى النجاح والتوفيق للمؤتمرين ولأعمال المؤتمر، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيحرر هذه الأرض المباركة، وسيبقي كرامتها عالية.
كما وألقى، مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، كلمة تحدث فيها عن التحديات التي تواجه شعبنا والواقع المرير الذي يعيشه جراء ممارسات الاحتلال الذي لا يريد لهذه الأرض أن يستمر أهلها فيها.
وتوجه بتحية للأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية دفاعا عن كرامة الأمة، مبينا ان هذا المؤتمر يأتي في هذه الظروف ليزودنا بالإيمان والثبات حتى تحقيق النصر.
وقال المفتي:"إن وضع مدينتي الخليل والقدس يتشارك في كثير من الحالات، خاصة في الاعتداءات على الحرم الإبراهيمي، كما يحدث في المسجد الأقصى، ومحاولات تقسيمه، التي يواجهها أهالي القدس بالتضحية والرباط".
وفي كلمته نيابة عن رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، حيا وزير الأوقاف الشيخ ادعيس، الأسرى المضربين عن الطعام الذين يوحدون شعبنا خلف مطالبهم العادلة، محملا حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياتهم، ودعا شعوب العالم لنصرتهم.
وأشار إلى أن انطلاق المؤتمر من محافظة الخليل يساهم في تسليط الضوء على معاناة أهالي المدينة والمرابطين في القدس، وأن أعمال هذا المؤتمر تأتي بالتزامن مع إحياء مناسبة الإسراء والمعراج، هذه المناسبة التي تعبر عن أصالة وقداسة أرضنا.
وقال الوزير ادعيس: "نجدد اليوم التزامنا التام بتعزيز وصون القيم الإنسانية والحضارية، وفي المساواة والتعايش وبحماية أرضنا وهويتنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية من محاولات التهويد والمصادرة".
وأضاف ادعيس أن "الرئيس حرص على استمرار إحياء نهج أمين الحسيني ليصبح مؤتمر بيت المقدس نهجا وتقليدا وطنيا متناميا لحشد الدعم اللازم لحماية أرضنا، ولنثبت أننا لسنا وحدنا في معركة تكريس حقوقنا الوطنية وخلاصنا من الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف استثنائية وخطيرة، مؤكدا أن الاحتلال يحاول من خلال ممارساته في القدس وقطاع غزة والخليل، اقتلاعنا من أرضنا وطمس معالمها الإسلامية والمسيحية.
ودعا ادعيس حركة "حماس" للالتزام بخطة الرئيس لاستعادة الوحدة الوطنية دون شروط، مبينا أن "طريق الوحدة الوطنية هو الطريق الوحيد الذي فيه نقف بحزم أمام تهديدات الاحتلال لحماية مشروعنا الوطني، وتحقيق آمال شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وفي كلمته نيابة عن الوفود المشاركة، تحدث مفتي أوكرانيا، الشيخ أحمد تميم، فيها عن مكانة مدينة الخليل التاريخية والاسلامية، مطالباً بالثبات والصبر على الصعاب التي يواجهها باناء الشعب الفلسطيني.
وفي كلمة القضاء الشرعي، نقل القاضي مصطفى الطويل تحيات قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش وتمنياته بنجاح المؤتمر، وتحدث عن مكانة القدس أرض الإسراء والمعراج، وأرض المحشر والمنشر.
وأشار إلى ممارسات الاحتلال وأهدافه، ومحاولاته طمس معالم المدينة المقدسة وعزلها بالجدار والحواجز العسكرية، وحيا المرابطين في المسجد الأقصى، والأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدا أنهم بحاجة إلى وحدتنا الوطنية للانتصار على الاحتلال.
وتخلل المؤتمر توقيع اتفاقيتين مشتركتين بين وزارة الأوقاف ومؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية مع اللجنة الوطنية للتربية الثقافية والعلوم ممثلة بأمينها العام مراد السوداني، وأيضا مع أمين عام اللجنة المسيحية الإسلامية لنصرة القدس، حنا عيسى.
وجاءت الاتفاقية التي وقعتها وزارة الأوقاف ومؤسسة إحياء التراث مع اللجنة الوطنية لدعم وتمويل مشروع "تطوير القدرات في مجال ترميم المخطوطات وحفظها".