الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العصرية الجامعية تعقد ندوة حول السياحة

نشر بتاريخ: 29/04/2017 ( آخر تحديث: 29/04/2017 الساعة: 18:56 )
العصرية الجامعية تعقد ندوة حول السياحة
رام ‏الله- معا- عقد قسم السياحة والفندقة في الكلية العصرية الجامعية، اليوم السبت، ندوة بعنوان "السياحة واقعٌ وآفاق في فلسطين"، وذلك ‏في مبنى المحامي د.حسين الشيوخي برام الله، وسط حضور حشد من الأكاديميين والمتخصصين والطلبة‎. ‎
وأكد رئيس قسم المهن ‏الادارية في الكلية العصرية الجامعية عبد القادر عوايصة في افتتاح الندوة أن "العصرية الجامعية" أسست حديثاً قسم "السياحة ‏والفندقة" ادراكاً منها لأهمية قطاع السياحة الفلسطينية، كونه يشكل رافعة للاقتصاد الوطني، ورافداً مالياً مهماً في عملية التطوير ‏والتنمية.
‎وشدد على الدور الوطني لقطاع السياحة، لجهة حماية الموروث الشعبي والحفاظ على الهوية الوطنية، خاصة في فلسطين ‏التي تزخر بالمعالم السياحية الدينية تحديداً‎ ‎
ولفت عوايصة إلى النمو الكبير الذي يشهده قطاع السياحة الفلسطيني، سواء على صعيد ‏تطور المرافق السياحية، أو إعداد السياح المحليين والأجانب. ‎
من جهته، استعرض رئيس قسم السياحة والفندقة في الكلية العصرية ‏الجامعية د.مروان أبو خلف، المراحل الحضارية التي شهدتها أرض فلسطين من الإنسان الأول وأشكال الحياة عبر آلاف السنين من ‏العصر الحجري إلى عصر الزراعة والعصر البرونزي والعمارة اليونانية والرومانية والبيزنطية والاسلامية وما خلفته هذه المراحل ‏من معالم حضارية وأثرية شكلت مجتمعة عواملاً للجذب السياحي تتميز بها عن سائر البلدان. ‎
وقال د.أبو خلف" رغم أن السياحة ‏تشكل مصدراً رئيساً للدخل القومي لكثير من الدول، بل تكاد تكون المصدر الأول، فإنها لا تزال في فلسطين تراوح في مكانها رغم ‏معطيات الجذب السياحي". ‎
واستعرض د.أبو خلف عوامل الجذب السياحي في فلسطين، والتي تتوزع على التنوع المناخي، والسياحة ‏الدينية، والتاريخ والحضارة، مؤكداً "أن أهمية السياحة بمختلف أوجهها بخاصة السياحة الدينية تكمن في أن الحرم الإبراهيمي في ‏الخليل وكنيسة القيامة والمهد والمزارات الدينية المنتشرة حول فلسطين، هي وجهة للحجيج من أنحاء العالم كافة، ما يجعل فلسطين ‏منارة جذب للسياح بامتياز على طوال العام‎.
بدوره، تحدث المحاضر في العصرية الجامعية إبراهيم غروف عن واقع ‏السياحة في فلسطين من منظور اقتصادي واجتماعي وعملي، مستعرضاً بالأرقام والإحصائيات عدد الزيارات للمواقع السياحية حسب ‏نوع الزائر والمحافظة للعام 2016 وكذلك التوزيع النسبي للفنادق في الضفة الغربية‎. ‎
وتطرق غروف إلى مواطن القوة والضعف في ‏السياحة الفلسطينية، مشيراً الى كثرة المواقع السياحية غير المستغلة، والاهتمام المتزايد من القطاع الخاص بالسياحة، ووجود شرطة ‏للسياحة والآثار ما يشيع جواً من الأمن لدى السائح‎. ‎
أما مواطن الضعف فأجملها غروف في‎ ‎نقص الموارد المرصودة لقطاع ‏السياحة، ما يتطلب التحرك لوضع خطط فاعلة وتخصيص ميزانيات خاصة، وضرورة تسجيل المواقع الأثرية لدى المنظمات الدولية ‏المختصة بخاصة وأن الوضع القانوني لفلسطين في الأمم المتحدة يمكنها من تسجيل آثارها بطرق قانونية وفق المعاهدات والاتفاقيات ‏الدولية ما يقطع السبل على الاحتلال لتهويدها أو السيطرة عليها‎. ‎
ودعا غروف إلى زيادة حجم الاستثمارات في القطاع السياحي، ‏والشروع بحملات تسويقية احترافية داخلياً وخارجياً تظهر أهمية فلسطين سياحياً، كما شدد على ضرورة رفع مستوى التنسيق بين ‏المؤسسات والوزارت ذات الصلة بالقطاع السياحي للنهوض به‎. ‎
وقال غروف" إن الاحتلال الاسرائيلي يشكل أكبر التهديدات للسياحة ‏الفلسطينية، خاصة لجهة السيطرة على المناطق المصنفة (ج)، والتحكم في منح وإصدار التاشيرات للزائرين، وسرقة الآثار ‏الفلسطينية، والحفريات التي ينفذها في الاماكن الدينية".
وقدمت الخبيرة في مجال السياحة دانا نسيبة، مقترحات لتنشيط السياحة آخذةً ‏بعين الاعتبار أن هذه الخطوة لن تتم إلا من خلال التركيز والتمسك بخصوصية الطابع الفلسطيني الذي ينعكس من خلال مرآة اللغة ‏والعادات والتقاليد الثقافية والحضارية الضاربة في عمق الهوية الفلسطينية وتجذرها في هذه الأرض‎. ‎
واستعرضت نسيبة عبر خمس ‏ركائز بناء مهارات وقدرات العاملين في مجال التسويق ضمن القطاع السياحي لتدعيم مقدرتهم على تحقيق النتائج المرجوة، وتحسين ‏خدمات الزوار في المواقع السياحية الرئيسية، والإسراع بإجراء تحسينات للحفاظ عليها وترميمها وإعادة تأهيل المعطل منها‎". ‎
وأضافت" يجب على الأطراف كافة سواء حكومية او مؤسسات أهلية العمل على إنشاء مخيمات ونُزلٍ بيئية وتحديث وتطوير ‏المتاحف والترويج لها كأماكن تقدم تجارب للإرث الإنساني الجمعي‎".
واختتم الندوة المحاضر في قسم القانون د.محمود الشيخ الذي ‏ناقش مع الحضور أهمية الجانب القانوني والتشريعات في صيانة الآثار وحمايتها من التخريب والإتلاف والسرقة‎ ‎
وقال د.الشيخ ‏" تعتبر حيازة الآثار جريمة خطيرة في ظل عدم وجود عقوبات رادعة وكافية تضع حداً لتنامي هذه الظواهر الإجرامية الآخذة بالتوسع، ‏إذ أن الإحتجاز لمدة ثلاثة أيام أو الإفراج عن المتهم بغرامة قدرها 50 ديناراً، يعتبر سابقةً قانونية غير معهودة، إذ تصل عقوبة حيازة ‏الآثار في بعض البلدان حد الإعدام‎". 
ولفت إلى أن قانون الآثار الأردني المطبق في الاراضي الفلسطينية قديم منذ ‏العام 1966، ولا يلبي الاحتياجات التي طرأت على مدار السنوات الماضية، شأنه في ذلك شأن قانون العقوبات الأردني ساري ‏المفعول في الأراضي الفلسطينية‎. ‎
وأضاف" لا بد من وضع قانون فلسطيني خاص ناظم للآثار واستبداله مكان القانون الأردني الذي ‏يعتبر غير مجدٍ في عملية التكييف القانوني للجريمة، إذ أنه غير واضح في جانب العقوبات التي تقع على سرقة الآثار‎". ‎
يذكر أن الكلية ‏العصرية الجامعية تمنح درجة الدبلوم في تخصص السياحة والفندقة الذي أدخلته حديثاً إلى جانب التخصصات الرئيسية الأخرى، وذلك ‏لإيمانها بأهمية القطاع السياحي وطنياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً‎.‎