نشر بتاريخ: 02/05/2017 ( آخر تحديث: 02/05/2017 الساعة: 19:56 )
شارك
سلفيت- معا- بين هدوء المنطقة وطبيعتها الساحرة وبين تاريخ قديم، تقع خربة سوسية الى الشمال من بلدة كفر الديك غرب سلفيت، فتتربع على هضبة خضراء تتميز باطلالتها الجبلية الرائعة، وكلما اقتربت منها تجد الخراب والدمار الذي لحق بابنيتها ليبقى مسجدها شاهدا، يبكي حاله على ما تعانيه هذه المنطقة من إهمال. عروس عقربا وراء إبادة سكانها معا تجولت بالمكان بعد السير في طريق غير ممهدة، لتلتقي بالمواطن كمال علي (63 عاما)، والذي اخذ يتحدث عن الخربة، قائلا: "عمر الخربة اكثر من 200 عام حيث انها كانت تعج بالناس، الا انه تم ابادتهم جميعا، وحسب رواية اجدادنا انه كان مواطنون من بلدة عقربا يأتون بعروس من الساحل، واثناء سيرهم مروا بخربة سوسية وكان الوقت متاخرا، فقام سكانها باستضافتهم إلا ان شيخ سوسية اعتدى على العروس، في تلك الليلة، وعلم أهالي عقربا بما حدث مع العروس، ولكنهم لم يتحدثوا بذلك وعادوا الى البلدة ادراجهم، وبعد ان جهزوا عدتهم، وقاموا بالاتفاق مع بلدتي بروقين وكفر الديك المجاورات للخربة من اجل غزوها، تم القضاء على سكانها بالكامل ومن ثم قاموا بتوزيع ممتلكات الخربة بين بلدتي بروقين وكفر الديك، واصبحت الارض اليوم تابعة لكفر الديك، اما الاموال والمصاغ تم اعطاؤه لاهالي بروقين، بحسب ما روى لنا الأجداد".
واضاف "يحيط بخربة سوسية حوالي 3000 دونم مزروعة باشجار الزيتون، وهناك العديد من الاماكن الاثرية التي تحيطها، اضافة الى وجود المنازل تحت الخربة والمسجد الذي ما زال قائما باعمدته وحجراته.
وقال: "يوجد للخربة ممر وحيد يتحكم بالمنطقة المحيطة يصل من خلاله المواطنون الى الخربة والى اراضيهم، ولكننا نعاني من الوصول الى المنطقة، فهو غير مؤهل وبحاجة الى تقديم المساعدة من اجل تزفيته، او حتى ترميمه "بسكورس"، حيث ناشدنا المسؤولين عدة مرات ولكن لا حياة لمن تنادي، وكان الرد ان المنطقة مصنفة "ج" ويتم مصادرة ادوات العمل، فتوجهنا لهم بعدة حلول وان الاهالي على استعداد لاحضار الادوات ولكن بقيت حججهم كما هي، ومن خلالكم نناشد المسؤولين وخصوصا وزير الزراعة ووزير الاشغال الاهتمام بحل مشكلة الشارع والذي لا يكلف الكثير من اجل تعزيز صمودنا على الارض". المسجد يبكي حاله جمال الاحمد منسق لجنة الدفاع عن الاراضي في محافظة سلفيت، التقيناه في غرفته القريبة من الخربة، قال لـ معا: "تعتبر خربة سوسية من اجمل المناطق حيث الى الغرب قيسارية، ويحيط بها عدد من الغرف التي تقدر ب30 غرفة يقوم ببنائها المزارعون في اراضيهم، وتعتبر وسيلة تنزه لهم ايام فصل الربيع والصيف، والمنطقة الاثرية تتعرض لعمليات حفريات من قبل سارقي الآثار الذين دمروا اجزاء كبيرة منها، وخير شاهدا على ذلك المسجد والذي ما زال قائما ولكنه يحتاج الى ترميم".
وأوضح الاحمد أنهم تلقوا وعودا من وزارتي الاوقاف والسياحة والآثار بترميم المسجد الأثري ولكن جميع هذه الوعود بقيت دون تنفيذ، بالرغم انه لا يحتاج الى الوقت والجهد والمال الكثير.
وناشد المسؤولين بترميمه قبل فوات الاوان، وتحويل المنطقة الى منطقة سياحية، وكذلك استغلال المسجد للصلاة من قبل المزارعين، اضافة الى ذلك تأهيل طريق الخربة لتتمكن السيارات من الوصول إليها بيسر.