مدن الضفة تستعد لاستقبال الرئيس الامريكي بوش وسط غموض سياسي ومخاوف امنية- هل يخشى بوش الوقوف على قبر الزعيم عرفات ؟
نشر بتاريخ: 07/01/2008 ( آخر تحديث: 07/01/2008 الساعة: 12:47 )
بيت لحم - تقرير وكالة معا - بقي 48 ساعة على وصول الرئيس الامريكي بوش للمنطقة ، وبدأ سواق السيارات العمومية يتساءلون امام الصحافيين : هل ستفرض السلطة حظر التجوال على السكان بمناسبة زيارة الرئيس الامريكي الى رام الله وبيت لحم ؟ فيرد الصحافيون بابتسامة تنفي السؤال .
وفيما انكبّت الصحافة الاسرائيلية بشكل هائل على تغطية اخبار الزيارة منذ اسبوعين وتنشر كل يوم عبر الاذاعات والصحف وقنوات التلفزة ، تنشر تفاصيل ولقاءات تتعلق بالموضوع ، وتستفيد الحكومة الاسرائيلية من حركة الاعلام العبري في تشكيل جبهة ضغط سيكولوجي واعلامي كبير على الادارة الامريكية لمنع اية وعودات " جامحة " من جانب بوش للفلسطينيين.
بعكس ذلك ، يتحرك الاعلام الرسمي والخاص في فلسطين بحذر وانغلاق غير مبرر تجاه زيارة بوش ويكتفي بنقل او ترجمة ما تكتبه الوكالات الاجنبية والعبرية حول الزيارة وكأن عدم الحديث او الكتابة عن الزيارة سلبا او ايجابا سيصب في مصلحة السلطة او الشعب الفلسطيني او الشعب الامريكي ؟ وفي حال كتب الفلسطينيون فانهم كتبوا حتى الان " مبالغات " ايجابية او " مبالغات " سلبية عن هذه الزيارة دون الخوض في عمق الاسئلة الضرورية حول هذه الزيارة .
ولتوضيح الصورة أكثر يمكن ان نجمع التوتر و الترقب و الاستغراب والحذر ! ولربما حب الفضول مع الغضب من العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة ونابلس وعلى الاستيطان في بيت لحم والقدس فنحصل على نتيجة غير واضحة من المشاعر التي تكتسح المثقف والمسؤول الفلسطيني.
المروحيات الامريكية مع حراس الامن الرئاسي الامريكي ، وحين هبطت صباح الاثنين في رام الله او حلقت في سماء بيت لحم ، اثارت ابتسامة لا يمكن تفسيرها على شفاه الناس ، وتساءلوا جميعا : هل هذه هي المروحيات الامريكية ؟ وبدأ كثيرون في الاتصال ببعضهم البعض فيهرعون الى النوافذ لمشاهدة الامريكان وهم يأتون الينا من باب الضيافة .
هذه المشاعر اعادت الذكريات عند البعض ، حين زار الرئيس الامريكي بيل كلينتون غزة ورام الله وبيت لحم في العام 1998 ، ومن حفاوة الاستقبال التي اعطاها الزعيم ياسر عرفات للضيف الكبير حينها ، كان المثقفون الفلسطينيون يتمازحون بالشعر :
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل.
ن . ن ضابط امن فلسطيني قال لوكالة معا تعقيبا على زيارة الرئيس بوش : بصراحة نحن لا نعرف ما يمكن ان تسفر عنه هذه الزيارة - فمن جهة بوش يطلق الوعود باقامة دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته وهذا جيد ولكن حين نرى ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين على الارض يسيطر علينا الهم ولا نصدق ذلك.
مسؤول في حركة فتح برام الله رفض التعقيب على الزيارة المرتقبة وامام الحاح معا قال : نحن ننتظر ان يضع الرئيس الامريكي الضيف اكليل زهور على قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات .فهذا اقل ما يمكن ان يفعله اي ضيف يحترم الشعب الذي سيأتي لزيارته.
ولكن ومن جهة ثانية حصلت معا على اجابة من مصدر مقرب من الامريكيين جاء فيه ( لم يكن مخططا ضمن اجندة الزيارة المرتقبة ان يقف الرئيس الامريكي على قبر الرئيس الراحل عرفات ، ولم يكن مخططا من الجانبين الامريكي والفلسطيني ) على حد قوله.
اما النائب البرلماني الفتحاوي محمد اللحام فقال : نحن امام خطوة هامة تتمثل في استثمار الرئيس الامريكي جهده ووقته في السؤال الفلسطيني . واذا لا يقف الرئيس الامريكي على قبر الزعيم عرفات فالاهم ان يقف ويجيب على القضية التي استشهد من اجلها عرفات وهي القدس والدولة والحرية والاستقلال والعودة والكرامة للشعب الفلسطيني.
التحفظ والدقة في الكلام سمة سائدة عند المسؤولين الفلسطينيين في هذه الايام - ويمكن القول ان السلطة ترحب جدا بزيارة بوش وفتح تترقب وحماس ترفض واليسار يتحفظ والشارع الفلسطيني يلنزم الصمت - وكان الصمت هو الابلغ وهو الاقدر على كشف النتائج الحقيقة للزيارة بعد أيام.