الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سويلم: رغم التغييرات فما يدور في ذهن حماس السيطرة وليس الشراكة

نشر بتاريخ: 07/05/2017 ( آخر تحديث: 08/05/2017 الساعة: 00:26 )

رام الله -معا - رأى الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم انتخاب اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في اتجاه مساعدتها على تسويق الوثيقة الجديدة, والتعبير عنها من الناحية التنظيمية بصورة أفضل مما كان عليه الأمر, وقال: "إن ما يدور في ذهن حماس السيطرة وليس الشراكة الوطنية".
واضاف سويلم في حديث مع إذاعة موطني اليوم الأحد: "يفترض أن تقود هذه التغيرات إلى انهاء حالة الانقسام, ولكن ممارسات حماس على الأرض تناقض هذا التوجه", ورأى أن الورقة كانت لفك الحصار عن حماس وليس من أجل الانخراط في الحالة الوطنية, لافتا إلى انتخاب اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة في السياق, وحذر سويلم من الإفراط بالتفاؤل على هذا الصعيد, وأردف قائلا: "من المهم تشجيع حماس باتجاه ما نعتقد أنه الأصوب".
وقال سويلم: "مقياسنا هو الأفعال وليس الأقوال "مشيرا إلى امكانية ضغط تركي او قطري على حماس لاخراج هذه الوثيقة او بمباركة من الدولتين من أجل تسويق حماس, واستدرك فقال: "عندما نراقب التوقيت الذي أطلقت فيه الوثيقة, كانت حماس تسير مظاهرات تحت شعار "الرئيس لا يمثلني", أي أنها كانت تزاحم منظمة التحرير, ولا تود الانخراط فيها", واعتقد أنها ترى نفسها بديلا في المستقبل, بدليل أن اعترافها بالمنظمة لم يكن أكثر من اعتراف شكلي ووصفتها بإطار وطني يجب الحفاظ عليه, كما أنها نفت الصفة السياسية للمنظمة وهي التمثيل الشرعي والوحيد.

وأعرب سويلم عن قناعته بأن الأمور لم تحسم بعد بشكل كامل وقال: "لكن بالامكان اعتبار هذا تقدما في مسار حماس التي كانت جزء من الإخوان المسلمين وكانت تدين لهم بالولاء والطاعة، فيما تتحدث قيادتها عن علاقة مختلفة على الصعيد الفكري فقط وليس على الصعيد التنظيمي والإداري", معتبرا حديث حماس عن دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 67 باعتبارها مسألة للتوافق الوطني تقدما بالمعنى السياسي العام.
وقال سويلم: "ان وثيقة حماس الجديدة حملت تغييرات في الصياغة والمظهر عن سابقتها, لكنها أبقت على توازن ما بين التشدد والاعتدال وما بين الصبغة الدينية والصبغة السياسية".


وأكد سويلم عدم إمكانية الحديث عن انتقال نهائي باتجاه التحول إلى حزب سياسي, وترك المساحة الدينية كمساحة رئيسية في الفكر الحركي, بسبب الكثير من التناقض في فقرات الوثيقة نفسها, وحملها لأوجه كثيرة يمكن تفسيرها بطرق مختلفة, مؤكدا مع ذلك أن تغيرات مهمة قد جرت من خلال هذه الوثيقة يمكن أن يبنى عليها بالمستقبل ويمكن أن تؤسس لانتقالة أكثر جذرية من الديني إلى السياسي ومن الإقليمي إلى الوطني.