الخليل - معا -ثائر توايهه- بعد غياب ومحاولات حثيثة لسنوات وسنوات، كان سوء الحظ حليف معظمها، وعدم الاستقرار، تمكن شباب صوريف الملقب ب "غزلان الريف" من تحقيق حلمه والصعود لدوري الدرجة الثالثة لكرة القدم، هذا النادي العريق الذي تأسس عام 1976 كان نداً قوياً لأقوى الأندية الفلسطينية لاسيما فترة الثمانينيات والتعسينيات من القرن الماضي، فقد كان خصماً عنيداً لكل من شباب الخليل، وأهلي الخليل، والظاهرية ويطا، والخضر وواد النيص، وجبل المكبر، وغيرهم.
كيف لا وقد ضم في صفوفه لاعبين برزوا على مستوى فلسطين لاسيما محمود البيب الشهير بـ الحج وشقيقه إبراهيم، ومحمود طه الهور صاحب المسيرة الأطول كلاعب في النادي، حيث لعب له من عام 1981 لغاية عام 2000، هؤلاء الثلاثة مثلوا ناديهم في منتخب محافظة الخليل الذي كان له صولات وجولات داخلية وخارجية من عام 1992 لغاية عام 1996.
نادي شباب صوريف تأسس عام 1976 بهيئة عامة ضمت 57 شخصا، ويضم في هيئته العامة حالياً 480 عضوا، وانضم إلى رابطة الاندية عام 1984، وإلى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عام 1996، وأصبح عضوا في المؤسسات الأهلية عام 1998، وعضواً في اللجنة الوطنية للشفافية والمساءلة في العام ذاته.
رحلة الصعود: مجموعة نارية
المنسق الإعلامي لنادي شباب صوريف مصطفى توايهه يصف مرحلة الصعود بالقول: في مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم - فرع الجنوب كانت بداية الرحلة، حيث جرت عملية القرعة لدوري المناطق في جنوب الضفة الغربية (الخليل / بيت لحم)، فكان عدد الفرق المشاركة 22 فريقا قسمت إلى أربع مجموعات.
أوقعت القرعة شباب صوريف في أقوى مجموعة والتي ضمت "حلحول، بيت أولا، بيت كاحل، سوسيا، البرج، صوريف"، وكانت البداية قوية بعد التغلب على سوسيا بثلاثية نظيفة وضعت الفريق على الطريق الصحيح، إلا أنه وفي المباراة الثانية ورغم قوة الأداء تعثر أمام حلحول فكانت النتيجة هدف دون رد للأخير.
واستمر سوء الطالع رغم قوة الأداء في المباراة الثالثة حيث خسر أمام بيت كاحل بهدفين لثلاثة، إلا أن الفريق تمكن وقبل فوات الأوان من استعادة نغمة الانتصارات بالفوز على الفريق العنيد بيت أولا بثلاثة أهداف لهدفين، وعلى البرج بهدفين لهدف.
وبهذه النتائج يضيف توايهه، أن التأهل كان حليف صوريف وحلحول عن هذه المجموعة إلى الدور الثاني، والذي قسم الى مجموعتين ضمت احداها كل من صوريف وخاراس واستقلال يطا وبتير، فتعادلت صوريف مع الاستقلال بهدف لكل منهما وتعادلت أيضاً مع خاراس دون أهداف، إلا أن لقاء الحسم شكل الفارق الكبير وجاء بالتأهل التاريخي، حيث فازت صوريف على بتير بسداسية نظيفة.
ويؤكد توايهه أن كل ذلك يرجع للجهد الكبير المبذول من قبل إدارة النادي برئيسه غسان أبوفارة وكامل الهيئة الإدارية، والمشرف الرياضي أحمد الحيح والمدربيّن عبيدة أبو فارة وعمر عابد، إضافة الى الدعم الجماهيري الكبير ممثلاً بأهالي البلدة ورابطة المشجعين.
التأهل إهداء للأسرى
من ناحيته أهدى رئيس النادي غسان أبو فارة هذا التأهل التاريخي للأسرى الأبطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ومنهم أسرى صوريف الذين تجاوز عددهم 50 أسيراً، ولأبناء صوريف عامة ولمن عملوا على تأسيس المؤسسة الرياضية إداريين ولاعبين، ولأرواح من انتقلوا إلى جوار ربهم، منهم شهيد الأسرة الرياضية الشهيد محمد تركي احدوش، ولكل من ساهم في دعم النادي ماديا ومعنويا، وشكر خاص للجماهير الوفية التي رافقت الفريق منذ انطلاق الموسم والجهازييّن الفني والطبي للفريق، والشكر الكبير لمن أدخل البهجة والسرور على أهالي صوريف على أصحاب الفضل في تحقيق هذا الانجاز - لاعبي غزلان الريف.
وعن أبرز الصعوبات التي واجهت الفريق خلال الفترة الماضية يلخصها أبو فارة، في عدم توفر الامكانيات المادية وقلة مساهمة المجتمع المحلي في مساندة الفريق وقلة اهتمام أصحاب رؤوس الأموال، وهي ذاتها التخوفات المستقبلية التي قد تلازم الفريق، موجها رسالة محبة لكل هؤلاء بدعم الفريق في المرحلة المقبلة.
ويضيف أبو فارة أن عنوان الفترة القادمة هي الاستمرارية والمثابرة والوصول الى مراحل متقدمة، والعمل على إعادة ولم شمل جميع اللاعبين الذين يلعبون في أندية خارج البلدة، والعمل على تطوير استاد بلدي صوريف وتجهيزه في أقرب وقت، والعمل على إشراك الفئات العمرية بكل أعمارها في جميع بطولات الاتحاد الرياضي التي يقيمها أو يشرف عليها والعمل على إيجاد خطه لتطوير الرياضات الأخرى.
اما فيما يخص الاستاد الرياضي، فقد تم إنهاء المرحلة الأولى وهي بناء الجدران الاستنادية للملعب، ويتم العمل في المرحلة الراهنة على تجهيز البنيه التحتية، ومن المتوقع أن يتم تجهيز وتعشيب الاستاد خلال أشهر قليلة، "ونتشرف أن يضع حجر الأساس رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، على أمل أن يشكل الاستاد دخلاً مالياً للنادي يساهم في تغطية بعض مصاريفه".
استمرار الجهاز الفني
بدوره، المشرف الرياضي أحمد الحيح أكد أنه سيتم التعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم صفوف الفريق في مرحلة ثباته في الثالثة والصعود للدرجة الثانية، حيث تم الاتفاق مع اللاعبيّن محمد صراصرة وأحمد جمال الهور للانضمام لصفوف الفريق، إضافة لتصعيد الناشئين لصفوف الفريق الأول، ومحاولة استعادة من يلعب منهم في ناشئي شباب الخليل يحيي ابو فارة ونور الحيح وعلي وهيب عدوان .
ويضيف أنه تم الاستقرار على استمرار المدربيّن عبيدة أبو فارة وعمر عابد على رأس الجهاز الفني للفريق.
وعن الأنشطة غير الكروية للنادي يقول مدير النادي وأمين سره محمود طه الهور، إن نشاطات النادي تنقسم لعدة أقسام وهي الرياضية والثقافية والاجتماعية والكشفية، ومنها الدوري الرمضاني الخماسي لكرة القدم وهو تقليد سنوي ينظمه النادي في البلدة منذ 14 عاماً بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، إضافة لمسابقة ثقافية رمضانية، وتدريب كارتيه، وتنظيم مسابقات لتنس الطاولة، وفرقة الفنون الشعبية، إضافة لبرنامج كروي ثقافي قائم على الشراكة مع مؤسسة خطوات، وبرنامج مع مؤسسة تعاون وهو اعداد فريق كرة قدم من عمر 12 سنة فما دون وتجهيزهم كفريق محترف، واعداد وتجهيز فرقة كشافة النادي بمشاركة 50 طفلا من الجنسين بالتعاون مؤسسة تعاون وبرج اللقلق ومركز الابداع الفني.
ويضيف أن المخيمات الصيفية في النادي تقام بالشراكة مع اللجنة الوطنية ومؤسسات داعمة اخرى مثل جمعية الشبان المسيحية، وبرامج ثقافية ودورات اخرى مثل الاسعاف الاولي واعداد القادة، وبرنامج الفرح والرحلات بالشراكة مع مؤسسات داعمة، كما يوجد 145 طفلا من الجنسين مسجلين في كشوفات النادي كطلائع.
وقدم الهور باسم الهيئة الإدارية للنادي شكره لرئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب على دعمه الكبير لنادي شباب صوريف ومختلف الأندية الفلسطينية، ولرئيس اتحاد الجنوب شادي سدر، وأمين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة عصام القدومي.
التأهل ليس صدفة
عضو رابطة مشجعي غزلان الريف - شباب صوريف- مصعب القاضي يقول: "لم تكن الصدفة هي أساس تحقيق انجاز لجيل ذهبي تمرد على ذاته وعلى محيطه ليحفر اسمه على صفحات الكبار ممن أنجزوا لهذا البلد المعطاء، فكان الجِد والمثابرة والأمل وتحقيق الحلم هي الدافع الأساسي والرئيسي لتحقيق انجاز التأهل إلى الدرجة الثالثة بدعم وإسناد الجماهير الوفية وإصرار الفريق على رسم الابتسامة على وجوههم وإدخال الفرحة والبهجة والسرور على قلوب الكل الصوريفي من أقصاه إلى أقصاه".
ويضيف أن رابطة المشجعين حرصت ومنذ اللحظة الأولى وحتى من قبل انطلاق الدوري التصنيفي أن تعمل بكل جد ومثابرة من ثُلة من الشباب المُنتمي والمُخلص الذي دعم وساند وآزر لا ينتظر شيئا سوى رؤية فريقه في الدرجة الثالثة أملاً في التدرج للوصول إلى مصاف المحترفين، فمشجعي شباب صوريف معروفين على مستوي المحافظة تاريخياً لا سيما المشجع الشهير سامي عرعر.
وقدم القاضي شكره العميق لإدارة النادي ولاعبيه والجهاز الفني على هذا الإنجاز التاريخي، داعياً لبذل المزيد من الجهد لتدعيم وتطوير الفريق والسرعة في انجاز مشروع الملعب البلدي وإيجاد مصادر دعم وتمويل لتطوير الفريق للوصول إلى القمة.
ووجه رسالة لأهالي البلدة ورجال الأعمال والشركات بمساندة الفريق لاسيما من الناحية المعنوية والمادية، حتى يتمكن من الاستمرار في مسيرة تطوره في ظل عهد الاحتراف الكروي.
يشار إلى أن لاعبي النادي الذين صعود بالفريق للدرجة الثالثة هم: أدهم أبو فارة، محمد الشريف، علاء البيب، مؤمن أبو سنينة، محمد قنيبي، محمد القاضي، محمد الحيح، فيصل الهدمي، علي حميدات، أشرف شبانة، معتز الناجي، فجر القاضي، محمود حميدات، أشرف عابد، محمد حيمور، عدي أبو فارة، محمد الهور، عمر سلهب، محمد البيب.
ومن أبرز اللاعبين الذي لعبوا لنادي شباب صوريف منذ تأسيسه، مصطفى القاضي، فتحي الهور، فؤاد القاضي، مصلح القاضي، سمير الهور، فايز الهور، اسحق عرعر، عزيز القاضي، عادل القاضي، محمود طه الهور، محمود البيب "الحج"، إبراهيم البيب، جراح القاضي، محمد رجب، محمد احميدات أبو الهنا، عوض عرعر، كمال لافي، سمير لافي، أحمد الهور، محمود الهور، جعفر حميدات، الأسير جمال الهور، إبراهيم جمعة الحيح، محمود الحيح، حسين الحيح، زياد أبو فارة، محمود حميدات، إبراهيم حميدات، جميل الحيح، الشهيد ماجد أبو فارة، جمال حسين سالم، أحمد عرعر، حسن عرعر، اياد اللحام، محمد الزعاقيق، عمر أبو لطيفة، أيوب الجمل، عزمي عابد، وليد حميدات، أيمن الهور، فارس احدوش، فارس الحيح، وائل ابو فارة، عيسى أبو فارة، أحمد غنيمات، سفيان حميدات، وسيم القاضي، عمر عابد، محمد احدوش، إيثار ابو خضير، معتز عابد، سميراللحام، علي جمعة الحيح، محمد احدوش، محمد خلاوي، جمال خلاوي، باجس احدوش، محمد حميدات(الاشقر)، الشهيد محمد تركي احدوش.