بازار "باب العامود" لمشروع دعم النساء المقدسيات
نشر بتاريخ: 10/05/2017 ( آخر تحديث: 10/05/2017 الساعة: 21:37 )
رام الله -معا- برعاية من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، افتتحت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، ومن خلال مشروعها "دعم النساء المقدسيات من خلال مشاريع صغيرة مدرة للدخل"، أمس بازار باب العامود، في قاعة إيليت - باديكو هاوس، في الماصيون برام الله، بمشاركة العديد من النساء المقدسيات المستفيدات من المشروع في المناطق المهمشة من محافظة القدس، خاصة المقيمات قرب الجدار، وبمحاذاة المستوطنات اليهودية.
وافتتح البازار، بالوقوف ددقيقة صمت دعما للأسرى وإسنادا لمطالبهم، بالتزامن مع عزف النشيد الوطني الفلسطيني، ثم ألقت د. ليلي فيضي المدير التنفيذي لـ"مفتاح"، كلمة رحبت فيها بداية بالحضور، ونوهت إلى إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدة الدعم الكامل لمطالبهم العادلة والإنسانية، مشيرة إلى مشاركة بعض زوجات وأمهات أسرى في أجنحة البازار المختلفة من مشغولات يدوية وصناعات بيتية، وأزياء تراثية، فيما وجهت الشكر إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لدعمه ورعايته للمشروع، وثمنت مشاركة مندوب عن إدارة الصندوق ممثلا بنجاد غنام في حفل افتتاح البازار، كما وجهت الشكر لموظفي "مفتاح" الذين عملوا كطاقم موحد في التحضير والإعداد للبازار، الذي يشكل إسهاما من "مفتاح" في دعم النساء المقدسيات وتمكينهن.
بعد ذلك، ألقت حنان سعيد منسقة المشروع في "مفتاح"، كلمة، استعرضت من خلالها الهدف من المشروع وغايته، وأشادت بجهود المشاركات اللواتي استهدفن من خلاله، وقالت:"يأتي بازار "باب العامود" تتويجاً ودعماً لمنتجاتِ النساءِ اللواتي استفدن من المنح، ما سيعززُ من دورِهِنَّ وإبداعاتِهِنَّ وصمودِهِنَّ كمقدسيات. وكم كُنّا نتمنى أن يتمَّ تنظيمُ هذا البازارِ في بابِ العامود، أجملِ أبوابِ مدينةِ القدسِ وأكبرِها وأهمِّ مداخلِها الرئيسية، غيرَ أنَّ الاحتلالَ الإسرائيليَّ الجاثِمَ على أرضِنا يُعَكِّرُ صفوَ الحياةِ ويُقطّع أوصالَها، فاخترنا أنْ يتقدَّمَ هذا البازارُ ببابِ العامودِ نصّاً وروحاً وعَبَقاً، وأنْ يحملَهُ على كتفَيْهِ.. هنا، على بُعدِ بسمةِ أملٍ من القدسِ الجريحةِ الصامدة، لِنُطلِقَ احتفاليَتَنا بإنجازاتِ نساءٍ واجهنَ قيدَ السجانِ وسياسةَ الخرابِ والدمارِ والتهميش والإقصاء، يَحدوهُنَّ الأملُ بغدٍ مُشرقٍ يُنيرُ البلادَ بالحريةِ والتنويرِ والمساواةِ والإبداع".
أما نجّاد غنّام. ممثل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، فنقل في كلمة له قبيل الافتتاح الرسمي للبازار تحيات إدارة الصندوق للقائمين على البازار ولمؤسسة "مفتاح"، متوجها بالشكر باسم مؤسسات المجتمع المدني إلى إدارة الصندوق لدعمها وعطائها المستمرّيْن، والذي كان آخره تخصيص مبلغ ٥٠ مليون دولار لدعم القدس ومؤسساتها. وقال:" نأمل أن يستمر هذا المشروع وأن يتطور". مبديا استعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة على هذا الصعيد.
بعد ذلك، جرى حفل الافتتاح الرسمي للبازار، حيث شارك كل من د. ليلي فيضي. ود. عزمي الشعيبي، وممثل الصندوق العربي نجّاد غنام بقص شريط الافتتاح، وتجول الحضور في جميع أقسام المعرض واطلعوا على إنتاجات النساء المقدسيات في أجنحة وأقسام البازار المختلفة، والتي اشتملت على معروضات متنوعة من الأزياء التراثية، حيث تخلل الافتتاح عرض بالزي الشعبي من إنتاج النساء المقدسيات ظهرت من خلاله اثنتان من العارضات بالزيّ الشعبي مثّل مناطق مختلفة من فلسطين، كما اشتملت أجنحة المعرض على معروضات من القاشاني، والأطعمة المصنّعة بيتياً، وأشغال التطريز اليدوية، فيما برز من المشاركات زوجات أسرى، من بينهن المواطنة رفعة سليمان زيدان، من بلدة بير نبالا شمال غرب القدس وزوجة الأسير المقدسي نزار عزيز زيدان الذي يمضي محكومية بالسجن مدتها ٣٧ عاما، أمضى منها حتى الآن خمسة عشر عاما.
تتشارك رفعة زيدان، مع مجموعة من نساء بلدتها، في مشروع إنتاج الصابون بدعم وتمويل من "مفتاح"، والتي وفرت لهن أيضا تدريبا على إدارة المشروع، والذي يعتبر بالنسبة لهن حيويا. أضافت:" يفتح هذا المشروع آفاقا مهمة لدعم الأسر المحتاجة فعلا للدعم، خاصة أن المشاركات فيه، هن زوجة أسير، ونساء أخريات يعلن فعلا أسرهن أو يساعدن أزواجهن في إعالتها،لكن من المهم مساعدتنا في تسويق منتجاتنا، وهو تحدي نواجهه، ونحن على ثقة بأن دعم "مفتاح" لنا سيساعدنا على تخطي هذه العقبة.
بدورها، قالت نورا مصطفي من العيسوية، وهي مصصمة أزياء، وواحدة من المستفيدات من مشروع تصميم الزي الشعبي مع مجموعة من نساء قريتها، فتصف المشروع بأنه حلم حياتها. لقد درست نورا فن تصميم الزي، وهي تحلم بأن تحقق نجاحا عالميا على هذا الصعيد، بحيث تتمكن من تقديم هذا الزي بصورة مشرفّة في العالم كله. لذلك ترفض نورا، أن تعرض تصميماتها على زيّ لا يحترم الذوق العام، ولا يؤصل للتراث الفلسطيني كما تقول، مشيرة بذلك إلى أزياء اليوم مما يرتديه الشبان والفتيات.
لا تنسى نورا أن تشكر "مفتاح" على ما قدمته من دعم لمجموعتها، وترى في البازار فرصة كبيرة ومهمة لهن، لكن تؤكد هي الأخرى على الحاجة للمساعدة في تسويق مشغولاتهن، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أو من خلال التسويق المباشر سواء في السوق المحلية أو الخارجية، مشيرة إلى أن مصممي الأزياء في العالم يبدون اهتماما بالزي الفلسطيني.
وكانت أمّت البازار أمس جموع كبيرة من المواطنين، فيما ستختتم فعالياته اليوم الأربعاء قرابة الساعة الثامنة مساء.
يذكر، أن "مفتاح"، كانت بدأت بتنفيذ مشاريع مدرة للدخل منذ العام ٢٠٠٨، بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، في حين تم استهداف محافظة القدس على وجه التحديد لدعم النساء المهمشات، ولتساهم في تعزيز صمودهن وتحسين أوضاعهن المعيشية وأوضاعن أسرهن. أما الهدف الثاني للمشروع، فهو التأثير بالثقافة المجتمعية اتجاه دعم الدور القيادي للنساء في المناطق الرطيفية، ومن أجل ذلك تم إشراكهن كصاحبات قرار في اختيار النساء اللواتي قدمت لهن "مفتاح" منحا مالية، للبدء بمشاريعهن الخاصة.